رمضان.. شهر يعزز من قوة الإيمان للوصول إلى الصبر في مواجهة قوى الاستكبار
إب نيوز ١٨ إبريل
أسماء يحيى الشامي
إنه شهر رمضان المبارك شهر الخير الذي أنُزل فيه القرآن هدى ورحمة للناس.. شهر التقوى للوصول إلى درجة عالية تؤهل المؤمن إلى الوصول إلى درجة الكمال الإنساني بعد مراحل طويلة من تزكية النفس وتطهير القلوب من درن الأوزار و الذنوب ومن هنا يصل الإنسان المؤمن إلى مقام العبودية لله ويكون عبدا لله فقط..
فشهر رمضان هو شهر الله ونحن في ضيافته ويجب أن يتحلى المؤمن بروح الإيمان ويفهم مقاصد الصوم وغاياته أي أن يستشعر العبد حقيقة الصوم و اهدافه ومن هنا يصبح العبد في سلوكة يجسد عمليا الصوم ويحمل القيم الإيمانية والأخلاق والقيم الإلهية وينطلق في المجتمع و الأمة كعنصر فاعل ومؤثر .. كيف لا وقد صامت جوارحه، لسانه، ويده ، واقواله ، وأفعاله عما حرم الله فتشمله الرحمة و المغفرة حتى تعتق رقبته من النار … وهذا كله يحتاج إلى جهاد وصبر في تزكية النفس وتطهير القلب وعمل الخيرات ليكون من السباقين ومن المحسنين …
شهر رمضان فرصة لا تقدر بثمن ليرجع العبد إلى الله ويتخلق بأخلاق الدين.. فيبدأ بمراجعة نفسه ومحاسبة نفسه ويجعل له برنامج عملي ونهج يتحرك من خلاله… ولا أجد أفضل من البرنامج القرآني ليسير عليه العبد للوصول إلى الهدف والغاية وهي الوصول إلى مقام العبودية..
ومن خلال القرآن الكريم سيتعرف العبد المؤمن على ما أراد الله ويصل إلى حقيقة مفادها أنه يجب عليه أن يتعرف على شخصية الرسول الأكرم محمد صل الله عليه و آله وسلم ويتحرك بحركاته ومسيرته ويتخذه قدوة و أسوة حتى يتمكن من السير للوصول إلى الله..
ومن أهم الأعمال في شهر رمضان إخلاص النية وتزكية النفس في كل الأعمال وأن تكون هذه الأعمال لله.. فتكون الصلاة والنسك وحياة العبد ومماته لله رب العالمين..
ومن هنا ألم يكن رسول الله صل الله عليه و آله على خلق عظيم وكان قرآن يمشي على الأرض رحيم بالمومنين شديد على الكفار.. سابق بالخيرات يقض حوائج الناس يصل الارحام يوقر الكبير ويرحم الصغير كان تحركه لخدمة المستضعفين ونصرة المظلومين ومواجهة لطواغيت الأرض والمستكبرين و اقام الدولة والحكومة العادلة
إذاً على العبد المؤمن أن تتوفر فيه عناصر القوة لكي يكون مؤثر في أمته ومجتمعه..
وخير دليل على أن شهر رمضان المبارك شهر العمل وشهر الجهاد وتزكية للنفس هو سيرة الرسول الاكرم وآل بيته و الأولياء والصالحين فلم يكن شهر رمضان هو الإمساك عن الأكل والشرب فقط وقيام الليل بل كان شهر كله عمل وجهاد وعطاء لخدمة المستضعفين ونصرة المظلومين..
ونحن وفي وقتنا الراهن تعيش الأمة الإسلامية حالة من الضعف والفرقة ولم تعد مفاهيم ومقاصد الدين معروفه من حيث المضمون بل أصبحت شعائر شكليه مفرغه من مضمونها..
نحن في اليمن نعيش وضع استثنائي في ظل العدوان والحصار ومحاوله لضرب البنية المجتمعية و إفراغها من هويتها الأمر الذي يجعل الساحة اليمنية ساحة جهاد لكل يمني مؤمن ويعرف أن عليه مسؤوليه و أن الصوم يعني الصبر يعني الجهاد يعني التحرك في كافة الجبهات لتحصين الثغور من الاختراق .. على المستوى العسكري والسياسي والاجتماعي والإعلامي وغيرها فكلها جبهات تحتاج التحرك فيها وكلا من موقعه وهذا كله يحتاج إلى الاستعانة بالصبر والصلاة وأنها لكبير إلا على الخاشغين ..
و بالتالي هي فرصة لكل واحد منا في أن يتحرك من واقع الشعور بالمسؤولية الدينية ولا عذر لاحد في التصدي لمؤامرات دول الاستكبار والتصدي للعدوان ولا يستصغر أحد أي عمل مهما كان فكل عمل له قيمة وأثر ومنها التكافل الاجتماعي وصلة الارحام وتفقد الجيران ومواساة الفقراء وقضاء حوائج الناس..
و أخيراً لابد أن أذكر اننا في اليمن نعيش حالة ثورية ونهضة شعبية يقودها قائد مخلص وحكيم هو السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يحرص على استنهاض الشعب في إطار المواجهة ومعركة التحرر والاستقلال وما المحاضرات الرمضانية الا عنوان لمشروع قرأني يحرص السيد القائد ان يكون الشعب في مستوى عالي من الفهم والوعي بحقيقة ما يدور في العالم وان الشعب لابد أن يكون عند مستوى عالي من الثقافة والوعي لكي يكون قادر على المواجهة وأن لا يخترق من قبل الأعداء.. الأمر الذي يجب علينا كيمنيين أن نكون ممن يستمع القول فيتبع أحسنه وما أحسن مما يقوله قائد الثورة في شهر رمضان من محاضرات هي القول السديد وفصل الخطاب..