حياتين لا ندري إلى أين سنصل بهما
إب نيوز ١٨ إبريل
الشــموس العــماد .
وفي الليلة الرابعه من شهر رمضان المبارك يطل علينا
سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليغذي أرواحنا
بعد هلاك وفناء نفسي وجسدي ، هنا نأكل من زاد التقوى
ونشرب من ثلوج الإيمان فليحفظ الله قائدنا وليديمه تاج على
رؤؤسنا ، في هذه الليله أجاد لنا سيدنا بما فيه الكفايه من غذاء
الروح لخصنا لكم ما أستطعنا وإليكم أبرز ماجاء في حديث السيد :
أولاً : يقول السيد أن القرآن وضح لنا من خلال آياته أن هناك
حياتين هما الحياه الأولى والحياه الأخرئ ، الحياه الأولئ هي حياه
قصيرة المده وقليلة الاجل ما تلبث وأن تزول حاملةً معها ما نفعله
فيها ، والحياه الأخرئ طويله الامد لا نهاية لها ولا إنقطاع لأجلها
دائمه لا تنتهي ولا تزول تلك هي الحياه الأبديه .
ثانياً :يقول السيد بأن من أهم العوامل التي تؤدي بالإنسان
إلا الإنحراف أنه في سبيل شهواته وطموحاته وأمانيه ومبتغاه لا
يرتدع ولا يتحرى عن فعل أي شيء مهما كان حراماً وجرماً وإثماً
كبيرا ، لايبالي أبداً المهم أن يصل إلا مايريد .
ثالثاً : يقول السيد المجاهد أن الله سبحانه وتعالى تحدث
عن حياتنا في الاخره وقدم تصوراً عن الحياتين الاولى والاخرى
ومايميزهما عن بعضهما ، وهو أن الحياه الاولى مؤقته وقصيره للغايه
أما الحياه الاخرى فلها أمداً طويل وأجلاً مديد هي حياه مستقبليه لا يمكن
لها أن تنقضي بسرعه أبداً ولا إنقطاع فيها فالموت هو عباره عن فاصل
يفصل بين هاتين الحياتين وهو فاصلً بسيط جداً .
رابعاً : يقول السيد أن الله تعالى قال في كتابه الكريم
{ ومن أتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له
معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامةِ أعمى قال ربِ لم حشرتني أعمى
وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى }
صدق الله العظيم ….أوضح السيد بأنه هنا نجد الرابط بين هاتين
الحياتين فإستقامتك في الحياه الاولى هو نموذجاً لإستقامتك في الحياه
الاخرى ، ففي الحياه الاولى مهما فعلت ومهما أغتنيت ومهما ومهما فأنت
ستظل خاسر لأن هذه الحياه ممزوجه اليسر والعسر الفرح والحزن
الشقاء والعناء والهلاك النفسي والجسدي ، ليس فيها شقاء دائم ولا خير
خالص ولا شر خالص تتغير فيها حياه الانسان .
خامساً : يقول السيد بأن الحياه الابديه خيرها خالص وهو على أرقى مستوى من الراحه والسعاده والاطمئنان والهدوء ،وشرها خالص لا يمكن ولو للحظه
أن ترتاح ، وعلى مدى مليارات السنين على مدى تلك المده التي لا نهاية لها
وعذابها دائم لايمكن لك ولو لدقيقه أن تسلم من العذاب النفسي والجسدي ، وشقائها كذلك ، أيضاً نعيمها خالص لا توجد فيه أي منقصات أبداً .
سادساً : يقول السيد بأننا عندما نسير على هدى الله
فنحن من سنحظى بحياه واسعه ولن نواجه الخساره أبداً
وحتى وإن واجهناها فسيكون ذلك شيء من العناء في هذه الحياه
وعسرها وهذا شيء مكتوب لنا ، وأنت في نفس الوقت تكون في رضاء
من الله سبحانه وتعالى وهذا عاملاً مهماً يجعلك تعمل لتلك الحياه الابديه
والسعاده الخالصه الذي لاكدر فيها ولا شر ولاضرّ .
سابعاً : يقول السيد أن حالة الشخص تختلف من هذا ألا أحداً
أخر ، فقد يمكن للإنسان أن يعذب بالمال وبموقعه في السلطه
لن تصفوا له هذه الحياه ولن يأتيه فيها إلا ما يكدرها وما يتعسها
فهو قد يجد نفسه أكبر النلس ثروةً وسلطانا ، لكن لايمكن له أن يعيش
ولو للحظه واحده في حياته تخلوا من الهموم والمتاعب والالام والخساره
والشقاء عوامل كثيره تنتقص في حياته .
ثامناً : يقول السيد أن القرآن أخبرنا بحياتين مترابطتين
إستقامتك في الحياه الاولى يحقق إستقامتك في الحياه الاخرى
وهي الحياه الابديه ، فالحياه الدنياء سماها الله بالمتاع وهي ليست
إلا حياه مؤقته والخطوره عند الانسان عندما يؤثر هذه الحياه عن تلك
الحياه الابديه قال تعالى { بل تؤثرون الحياة الدنياء والاخرة خيراً وأبقى}
فمن الضروري أن نحسب حساب الحياتين والصله بينهما .
تاسعاً : الغلط الكبير هو من أتجهت آماله وطموحاته تجاه
الحياه الدنياء كونها قصيره جداً ، لكنهم حتماً لن يصلوا إلا
أي نتيجه لأنها حياه مؤقته وكل مافيها فانٍ وينتهي بسرعه
وهي حياه ممزوجه بالتعب والالم والسقم والعسر واليسر ، تكون هي
بالنسبه لنا درساً مهماً ، وهي نماذج مصغره لنا بالنسبه للحياه الابديه
، فعندما ينالك الصبر والسعاده والراحه والإطمئنان فهذا يذكرنا بأن
الحياه الابديه ستكون كذلك ،وأيضاً هي نماذج مصغره فيما يقابله
الانسان في الحياه الاخره .
عاشراً ً : يوضح السيد بأنه من الضروري أن نسعى
وأن نهتم ونحرص على أن نصل ألا ذلك الراحه والنعيم والسعاده
التي لانهاية لها ، فكرّ في هذه الحياه المستقبليه الدائمه التي ستكون
فيها مرتاح بلا أي إنقطاع ، أليست جديره بأن نهتم بها وأن نسعى
من أجلها وأن نعمل لها ، البعض قد يكدر ويتعب ويشقى لكي يحصل
على الراحه المؤقته وماإن يصل إليها يهون عليه كل شيء لأنه شعر
بالرضى وأدرك أن ذلك الشيء يستحق منه كل ذلك ، فالإنسان لايمكن
له أن يصل إلا الراحه إلا بعد شقاء وعناء وتعب وجهد من أجل تلك الراحه
الابديه التي على أرقى مستوى و المنقطعة النظير ولا يماثلها ولا يضاهيها
أي شيء في الدنياء .
أخيراً : أوضح لنا السيد المجاهد بأن عالم الاخره ليس عالماً مجهول فهو عالم تحدث عنه القرآن
بشكل واسع جداً وهو آتٍ وقريب ، فقط يفصلنا عنه الموت وهو فاصل
بسيط ونقله سريعه لدرجه أنك عندما تأتي إلا الاخره تظن أنه الزمن
الذي أستغرقته ليس سوى ساعه من الزمن ، فالترابط بين الحياتين كبير
جداً لا يفصله إلا الموت فقط .
.