في الذكرى الثالثة لاستشهاد طالوت اليمن
إب نيوز ١٨ إبريل
منير الشامي
تعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، التي ارتكبها طيران تحالف العدوان الإجرامي قبل ثلاث سنوات واستهدف بها موكب رئيسنا الشهيد في أبريل 2018م من أبشع وأفظع جرائم العدوان وتمثل جريمة حرب من الدرجة الأولى، كونها استهدفت قيادة سياسية وإنسانية بالدرجة الأولى وتعتبر هذه الجريمة في المرتبة الثانية بعد جريمة النظام السابق التي ارتكبها في الحرب الأولى بحق قرين القرآن وعلم الزمان القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي -قدس الله سره- وهما جريمتان مترابطتان ومتطابقتان مِـنْ حَيثُ المجرم والهدف والغاية فالمجرم واحد هو النظام الصهيوأمريكي وإن اختلفت اليد المنفذة والوسيلة المستخدمة، وكذلك هو الحال في الهدف منهما والغاية من وراء تنفيذهما.
لقد كان الشهيد الرئيس صالح الصماد هو الشخصية الثانية في قائمة تحالف العدوان بعد شخصية قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي-يحفظه ويرعاه- وهذا إن دل على شيء فَـإنَّما يدل على أن الرئيس الشهيد أرعب تحالف العدوان في تحَرّكه وجهاده وفي سياسته وإدارته للبلاد وفي بلورة الخيارات الاستراتيجية لقائد الثورة إلى حقائق ملموسة ترى وتشاهد على أرض الواقع ذاق أعداء اليمن من بأسها الشديد وسعيرها المذيب في عهد رئيسنا الشهيد وما زالوا يشربون من كؤوسها علقما يتضاعف بأسه ويشدّد وقعه ويتوسع سعيره كُـلّ يوم وسيظل عليهم متضاعفا بفضل الله طالما وعدوانهم مُستمرّ علينا وحصارهم مفروض على شعبنا.
لقد كان الشهيد الرئيس صالح الصماد شخصية استثنائية اجتمعت فيها شمائل المتقين وسجايا المؤمنين وحازت على خصائص القادة العظماء، وحنكة الساسة وخبرة المختصين وكفاءة المتفوقين ومواصفات الصالحين من الزعماء وقلما تجتمع لشخص على الأرض كُـلّ هذه الصفات وهو ما عكسه -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- خلال فترة رئاسته للمجلس السياسي الأعلى وشهدت به كُـلّ طوائف الشعب ومكوناته وأولها التيارات المعادية له، فكان رئيسا للشعب في خدمته وفي الدفاع عنه بكل مكوناته وفئاته لا رئيسا لفئة بعينها أَو مكون دون غيره وهذا ما جعل من رحيله -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- خسارة وطنية كبيرة وفادحة للوطن بأرضه وشعبه بحقيقة أجمع عليها كُـلّ أبناء الشعب اليمني وسيظل خسارة الشعب اليمني الكبرى في أسفار وصفحات التاريخ اليمني.
هذه الحقائق تجعل الحديث عن شخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد حديثا واسعا لا يمكن لأي كاتب أن يجمع أطرافه أَو أن يبلور محتوياته في قالب موجز مهما بلغت قدراته ومهاراته، وسعة علمه ومداركه، وَإذَا كانت محامد الخصال وفضائل الأخلاق قد أوجزت نفسها في الصماد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- فَـإنَّ مجامع الحكمة والعلم والخبرة والكفاءة والمقدرة والمهارة والطلاقة في مختلف المجالات قد تلخصت في شخصيته الفريدة لتجعل منه طالوت اليمن الذي زاده الله بسطة في الجسم والعلم الأمر الذي يستحيل معه أن نظهره بحقيقته الموجزة في مقال محدود أَو تقرير صحفي مبوب، والسبب في ذلك أن الرئيس الشهيد البطل المجاهد صالح الصماد أبدع وتفوق وتميز في كُـلّ مجال من مجالات الحياة العلمية منها والثقافية والدينية والإدارية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية والعسكرية والإنتاجية.. إلخ، وكل جانب من هذه الجوانب لا يمكن ايجاز حركة الشهيد الرئيس فيه نظرا لاتساعها وشموليتها في حركته ومواقفه وفي قرارته وتوجيهاته وفي خططه ومشاريعه وأبرزها المشروع الذي أطلقه في الذكرى الثانية لليوم الوطني للصمود بعنوان “يدٌ تبني ويدٌ تحمي” وجسده واقعا حقيقيًّا شهد به القاصي والداني وتلك لعمري سمة من سمات العظماء من بني الإنسان.
ولعل الشخص الوحيد الذي استطاع أن يوجز إيجازاً حقيقياً في وصف الرئيس الشهيد صالح الصماد هو قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي-يحفظه ويرعاه- بقوله “لقد كان النموذج الراقي لرجل المسيرة القرآنية” فهذه العبارة الموجزة لو شرحت على ضوء ما حمله الصماد من الثقافة القرآنية والحكمة الواسعة والخبرة المتشعبة والمهارة المتقنة والمواقف التي وقفها وجسدها في سلوكه وتحَرّكاته وجهاده لما كفتها المجلداتُ فسلامُ الله على روح الشهيد الرئيس يوم وُلد ويوم ارتقى شهيداً ويوم يكون على رؤوس الأشهاد في هذه الأُمَّــة.