وتعود ذكرى الشهادة شامخة

إب نيوز ١٨ إبريل

كوثر محمد

١٩ / أبريل الكذبة التي لم نستطع أن نصدقها إلى اليوم ، في ذلك اليوم سمعت خبرا عن قصف لسيارات مواطنين كانوا يسيرون في موكب في محافظة الحديدة ، استوقفني الخبر حتى أني لم أنسه ولم يكن هناك خبر آخر يحوز على تفكيري غيره ، أخبرت والدتي بأن هذا الخبر غريب و اعاد في ذاكرتي تلك الطريقة البشعة التي كان يتم الاغتيال بها بطائرات دون طيار على أبناء اليمن،

مضت أيام و إذا بالخبر يتجدد ولكن مع وضع الأسماء لمن كانوا في هذا الموكب وسرد قصة الخبر كما يجب أن تكون ، كان الخبر صادما لكل اليمنيين بل ولكل حر وشريف فقد كان المستهدف رئيسنا ومرافقية ، صمادنا الذي كان وفيا لشعبة حتى آخر برهة في حياتة ، والذي أصر على أن يسير في طريق عام خالي من المارة ومن بيوت المدنيين ، تم إستهداف الموكب بدقة كبيرة تحمل غيضا وحقدا من الكفار على المؤمنين ،
بكى قلبي ودمعت عيناي بصورة لا إرادية في ذلك اليوم فكنت ابوح بصوت مسموع يواسي حزني بأنة شهيد ومن مثله لا يجوز أن يتوفى على الفراش بل يرحل شهيدا ، ولكن الدموع سقطت بغزارة كبيرة كنت أشعر بأن الشهيد هو والدي المتوفي ، تجدد حزني فقد كان مؤمناً حانياً عطوفاً معطائاً لشعبه كالوالد الحريص على أبنائة ،
رئيسنا شهيد وما أعظمة من خبر و ما أجملها من مرتبة عظيمة ، حازها وهو يدافع عن شعبة برؤوس البنادق ، و إلى اليوم لازال الشعب يسير على هذا النهج ،
وهناك من بكى عليه ولكن في الوقت الضائع ، لم يعرفوا مقامة وقدراتة و صمودة وثباتة و بأسة و زهدة وحلمة إلا بعد فوات الآوان ، و إلى اليوم لازال الكثير يشيد به في الوقت الذي كانوا يصرخون أمام أي عمل تقوم به حكومة الانقاذ الوطنية التي كان يرأسها لتسيير دفة الامان لهذا الوطن ، و إلى اليوم وهم يتمنون عودتة لنهضة اليمن ، وهم من كانوا في حياتة لا يعجبهم العجب ، فمن أراد أن يكون وفيا للشهيد بعد إستشهاده فهو قادر على يكون مواليا مع سلفة ،
مضت أعوام على ذكرى رحيلة وكأنها أيام قليلة فلازالت الجروح تنزف ولازالت العين تدمع ولازال القضاء ينظر فيمن باعوا دنياهم وآخُراهم بثمن بخس ، لم يجنوا من وراء فعلتهم إلآ الذل و الهوان ، أما العزيز يزاد عزة ،

سار الصغار قبل الكبار في تشييعة ، سارت القلوب قبلهم وخيم الحزن أرجاء المكان وتوقف الزمان في لحظة تاريخية فهو يودع أشجع الرجال ، كان مرقدة في القلوب قبل التراب ، تحت أحداق العيون وبين ثنايا الكلام ، لم يستطع الشعب تصديق ما يقومون به فقد كانت الدموع أصدق تعبيرا لما يشعرون به فهم يشيعون الفارس الهمام الذي لم يكل ولم يمل في الصراع من أجلهم ، ساروا و في حال بؤس و ألم ، ولكن العهود تتسابق في مواصلة الدرب ،

سيدي الرئيس نم قرير العين مرتاحا ففي الوقت الذي جهلك الكثير في حياتك و كنت الجندي المجهول أمام الناس و لكنك المعروف بوفائك وعملك أمام الله .

You might also like