أين تكمن نقاط الضعف في محوَر المقاومة وكيف إخترقنا الأميركي؟

إب نيوز ١٩ إبريل

هُوَ سؤال يخطُر على بآل الكثيرين وأنا واحدٍ منهم، كيف إستطاع الأميركي السيطرة على القرار السياسي الرسمي في فلسطين ولبنان والعراق تحديداً جغرافيا تمثِل هلال المقاومة الوطني وليس الشيعي كما يحلو للبعض تسميتهُ.
**سنبدأ بالأسباب وننتقل إلى البلدان والأفرقاء*

*عدم الإستفادة من التضحيات والإنتصارات التي حققوها والتي أذابوها بالمبالغة بالعفو والرحمة عن الثعابين العملاء والمناداة بالعيش المشترك ووحدَة الصف والتراخي مع الغلمان من أزلام التطبيع الأمني والتطبيع الفكري والثقافي مع العدو الصهيوني، ومع الطائفيين، وأتباع الفكر السلفي الوهابي والتعامل معهم على أساس أنهم إخوَة في الدين وشركاء في الوطن، ووضع فائض القوة التي دفعوا ثمنها دماً ورِجال في الثلاجة في الوقت الذي لا يفهم هؤلاء ولا يستحقون إلَّا الضرب بواسطة عصا غليظة تليق برؤوسهم المتحجرَة.

*فلسطين المحتلَّة، الوطن المختطَف والمكَبل بحبائل الإحتلال الصهيوني والتي تنزف كل يوم على حدود غزَّة وداخل المُدُن الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وذلك بسبب الإنقسام الوطني الفلسطيني وتآمر بعض مَن في السُلطَة ضد المقاومين الفلسطينيين حتىَ خَلَت الساحة منهم وعلى رأسهم المناضل مروان البرغوثي ورفاقة القابعين في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من عشرين عاماً ولَم تُحرِك سُلطَة أوسلو ساكناً في سبيل تحريرهم بسلطَة الأمر الواقع المضغوط على أمرها أميركياً وإسرائيلياً وعربياً.

**لبنان* الذي تمتلك فيه المقاومة الإسلامية قُوَّة سياسية وإعلامية وعسكريَة قاهرة لا يُستهان بها وتستطيع قلب الموازين خلال يوم واحد، تعاملت بالعفو والتسامح وغض النظر عن عمالة الأفرقاء الآخرين مع السفارات كرمَىَ لعيون العيش المشترك والوحدة الوطنية ولكي لا يضيع لبنان حسب رؤيتهم،
الأمر الذي أوصَلَ أولئكَ المخلوقات إلى حَد الوقاحة في التمادي والإشهار بالعداء للمقاومة والمطالبة جهراً بتجريدها من السلاح حتى وصلت بهم الخِسَة السياسية أن يتآمروا على شعبهم والمطالبة بفرض الحصار عليه وهذا ما حصل حتى بَلَغَ الإنهيار.
**سوريا* بدورها كانَ لها نصيب وافر من التآمر العربي قَلَب طاولة الداخل على رأس الدولَة،
*وعندما إنقلبت الموازين وبدأت الدولة السورية بإستعادة زمام المبادرة بمساعدة الأصدقاء جاء القرار الروسي بوقف العمليات عن مدينة إدلب ألتي لجَئَ إليها كافة الإرهابيين من كل أنحاء سوريا بعد طردهم من المُدُن ألتي كانوا يسيطرون عليها ليزيد بعمرهم ويطيل فترة سطوتهم من دون إعتراض الدولة لأسباب سياسية.
كما أصدَرَ سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد رئيس الجمهورية عشرات المراسيم (عفواً رئاسياً) أكثَر مما نفذوا من أحكام الإعدام الصادرة من القضاء السوري بحق أولئِك المجرمين الإرهابيين إستفاد منه الأوغاد اللذين حملوا السلاح بوجه الدولة وحرقوا مؤسساتها وذبحوا المدنيين وأغتصبوا وعادوا إلى حضن الوطن يعيثون فيه فساداً في الأرض ويطعنون الجيش العربي السوري من الخلف، ومصالحات محافظة درعا التي تمت برعاية روسية ستبقى أكبر برهان وأعداد الشهداء تشهد بصدق ما أكتب،

**العراق* بعدما حَرَّرَ الحشد الشعبي البلاد من رجس الإرهاب وبعد سقوط ألألآف من الشهداء والجرحى، قامت السلطات بغض النظر عن بقايا البعث المجرم وبعض الجهات والعشائر التي استقبلت داعش وأمنت له بيئة حاضنة وقاتلت معه فتَحَوَّل إثر ذلك النصر إلى نقمَة على الشعب العراقي وتحديداً بعدما بدأت الخلافات تكبر وتشتد بين فصائل البلاد الإسلامية بسبب المحاصصة وإتخاذ البعض مواقف معادية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمت العراق وقواته المسلحة وحشده الشعبي بقوَة من أجل دحر أعتىَ قوة متوحشة على وجه الأرض ألآ وهيَ (داعش)،
أيضاً التنازع على السلطة وأعتبار المال العام والنفط قطعة من الجبنة تسابقوا لتقطيعها وأكلها على مرأىَ ومسمع من الناس دون النظر إلى أحوالهم الأمر الذي سمحَ لأميركا بالدخول عبر تلك الثغرة لتزيد التفرقة بينهم ويوصلوا الكاظمي إلى سدة الحكم نتيجة النكايات السياسية وتضيع البلاد وخيراتها والعباد.
**أما الإرهابيين المحكومين بالإعدام والقابعين في السجون العراقية يُعتَبَرون نزلاء فنادق من خمسة نجوم ُتوَفر لهم كل وسائل الراحة وأجهزة الإتصال وتصلهم قوالب الكيك يومياً ولم تتجرَّاء الحكومة على تنفيذ أحكام الإعدام بهم إلا فيما عدا مرة او إثنتين كانوا لعدد قليل منهم تحت ضغط الشارع العراقي،

**كل نقاط الضعف تلك كانت نوافذ للأميركي تسللَ منها الى سدة القرار وأضعفَ الجميع وحَوَّلنا إلى قوَى مُشَتٍَتَه بعد إن كنا محوراً كاملاً متكاملاً يهابنا الجميع وترتعد منه فرائص إسرائيل وعملائها.

**أن مبالغة القِوَىَ المتحالفة مع إيران بمسألَة التسامح أوصَل الناس إلى اليأس وشَجَعَ الأعداء على التمادي وخصوصاً بعدما رُبِطَت فوهات البنادق بخيطٍ سميك مع السياسة، بوجه قوم لا يفهمون ولا يفقهون ولا يتأدبون إلَّا بالبندقية.
*إن من يَدَّعي حب الشهادة ولا يهاب الموت ولا تعني له الحياة مع الظالمين شيئآ عليه أن يقطع ذلك الخيط ويحرر البندقية لأنه قيد يمنع الأحرار من العيش بكرامة.
وبدليلي القاطع على ما أقول هو أنه عندما كان الفدائيون الفلسطينيون ينفذون عملياتهم العسكرية في الداخل والخارج كانت السعودية وأميركا وإسرائيل يرتعدون من تهديداتهم،
**أما اليوم بعدما تَم جمعهم وحصرهم في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت فكرة عربية أميركية بإمتياز تهدف الى تذويبهم ضمن بوطقة واحدة للإمساك برقابهم من خلال ما يسمى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني،
وركزوا على كلمة ? (الشرعي) التي يهدفون من خلالها سحب الشرعية عن أي فصيل يتمرد ويعتبَرونه حالة شاذة كحركة حماس والجهاد الإسلامي اللتان يقاتلان منفردين من خارج سرب المنظمة وغير ملزمين بقرارها الإستسلامي بينما باقي الفصائل هامدة في تلك البوطقَة كالسمك المقلي بالزيت الحار مفتوحة العيون والفم وساكنة بلا حراك،
* وفلسطين لا تتحرر بالمفاوضات لأن ما أُخِذَ بالقوة لا يُسَتَرَد إلَّا بالقوة.

**تجربَة حزب الله في لبنان أيضاً مماثلة لما حصل في فلسطين، بعد إنتصار المقاومة وإندحار الجيش الصهيوني عن جنوب لبنان، لم تصفع المقاومة عميلاً واحداً صفعة واحدة، عندما إنتصرت في حرب تموز عام ٢٠٠٦ لم تستخدم فائض قوتها ضد اللذين صادروا شاحنات سلاحها وتآمروا عليها وطعنوها من الخلف، وكان برأيي خطاءً إستراتيجياً شجعهم على التمادي حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه لأنهم شعب لا يفهم الا بالعصا وأنا المسؤول عن كلامي.
وهآ نحن اليوم نعاني في كل دول المحوَر من حصار اقتصادي وعودة البعثيين والدواعش وعملاء الصهاينة الى السلطة وأصبحنا خارجها وخصوصاً في العراق ولبنان.

**لولا السيف لما عبدَ الله عابد

*إسماعيل النجار

*19/4/2021

You might also like