شهيدنا الرئيس
إب نيوز ١٩ إبريل
سعاد الشامي
شهيدنا الرئيس .. نود إخبارك بأن رحيلك وجع عصي على النسيان ، وأنه وبرغم مرور ثلاثة اعوام منذ تلك الفاجعة لكننا لم نمتلك القوة التي نخبئ بها ألم فراقك وغصة فقدك.
شهيدنا الرئيس .. ها هي القلوب تئن وتحتضر ، وحدقات العيون تذرف دموع الحزن ، والفرح ينزوي مغادراً ساحات النفوس .
شهيدنا الرئيس .. رحلت إلى ضيافة ربك بعد أن أورثت قلوبنا وطناً من الحب مدججاً بالأمل المشرق ونلت من محبتنا مالم ينله رئيساً مثلك.
شهيدنا الرئيس .. أحببناك لأنك كنت عنواناً للشرف والنزاهة، ولأنك كنت جزءًا منا ومن معاناتنا. فلم تغريك السلطة ولم يغيرك المنصب فتذوقنا سويا مرارة الصعوبات وقسوة الظروف وشظف المعيشة.
شهيدنا الرئيس ..أحببناك لأنك المؤمن الصالح ، والقائد المحنك ، والمسؤول المتواضع، والمجاهد المخلص ، والسياسي المخضرم ،والمثقف الواعي ، والخبير الإداري ، واليمني الشهم ، والإنسان الخلوق ، والصامد الصماد.
شهيدنا الرئيس ..أحببناك لأنك خير رجلٍ جسد مبادئ وسلوكيات الثقافة القرآنية في أبرز تجلياتها وأنصع صفحاتها وأزكى نسماتها وأسمى أهدافها وأصدق مبادئها وأقدس غاياتها .
شهيدنا الرئيس .. أحببناك لأنك أحببت الوطن لوجه الوطن لا لوجه المصلحة الشخصية أو الفئوية ، وكنت رجل المسؤولية العظمى في الدفاع عنه وحمايته من مخططات الغزاه وقدمت دمك الطاهر فداء له وأنت تضمن له البقاء وتدعو أبنائه إلى البناء .
شهيدنا الرئيس ..هم أرادوا بقتلك حبس الشمس في فانوس الظلام لأنهم رأوا في رفع يديك أنامل الضوء المنساب من رحاب القرآن ؛ ولكن هيهات لنور الله أن ينطفي.
شهيدنا الرئيس ..قتلوك حقاً ولكنهم لن يستطيعوا قتل محبتك في قلوبنا ، ولن يستطيعوا محو مواقفك وسيرتك العطرة من مجلدات عقولنا ؛ ستبقى فيننا ما بقي الوطن ، وسيبقى دمك الطاهر جذوة الحرية التي تتقد في نفوسنا وتجبرنا على مواجهة كل الطواغيت في كل زمان ومكان ، وسيبقى أسمك النجم الساطع في سماء اليمن ، والأسم المرعب والمزلزل لعروش المجرمين والمتجبرين .