هو حي مثلك يا بحر

إب نيوز ٢٠ إبريل

*كتبت _ عفاف محمد

هل تموت البحار ..؟!
هكذا بدا تساؤل حفيد الصياد عندما كان جده يتوجس ريح شؤم تهب ،وهم أمام البحر الممتد شديد الزرقة والشمس الدافئة تظلله.

حينها كان المخططون يمعنون في ترتيب خطتهم لإستهداف الرئيس الصمّاد !!

الصمّاد ..اليس شبيهاً بالبحر ..في اتساع جوفه. وفي صفائه و عمقه ؟!

نعم كان تساؤل الطفل لجده الصياد في محله وكانت الإجابة أكثر دقة.. “البحار لا تموت” !

والصمّاد ياشعب الصمود الأسطوري لم يمت ..نعم لم يمت !!

عاش مجاهداً صنديداً، وعاش قائداً على صدق الولاء ،عاش بيننا مواطناً عادياً يلامس همومنا ويتحدث عنها بشفافية .

لا زالت روحه هنا تنثر عبيرها؛ لا زالت النفوس مغمورة بحبه وستبقى .

كان الصمّاد رئيساً استثنائياً ولا مبالغة ان قلت إنه إختلف عمّن قبله ومن بعده، أحبه الكثيرون لسماته النادرة ، لم يرَ فيه شعبه إنه رئيس عدو للسلام .لم يرَ فيه ذاك التكبر والخيلاء الذي تمكن ممن هم دونه في منصبه .

بات إسم الرئيس الشهيد الصمّاد مرعباً ومسماه يهوى على مطارات العدو ويحدث فيها الرعب. فالصمّاد ارعبهم في وجوده وبعد استشهاده. استقصدوه بالشر ولكنهم زادوه رفعة ومقاماً في قلوبنا وعند مليك مقتدر.

البحر العميق مملوء بالدرر الثمينة وكان كذلك الشهيد الصماد بخلقه الرفيع ،وسجاياه الحسنة ،كان كنزاً ثميناً برقي تعامله، بروحه النقية التقية ونفسه الزكية العفيفة.

كيف به وهو من فصيلة البشر ان تزكو نفسه ولا تطمع بالدنيا بعد ان إعتلى كرسي السلطة الذي عادةً ما يجلب المال الوفير لأصحابه. ولم تهفُ نفسه لبناء فيلا، او اقتناء سيارة فارهة ،او لإكتناز – المال ؟!

غمهما سالت أحرفي لن افيه حقه ،كلنا في تاريخ استشهاده اجتهد في ذكر مناقبه دون ان ينصفه ، فكلنا عرفه بتلك المواقف النبيلة التي لاتحكى، وبتلك الإبتسامة الملائكية التي تغلغلت في دواخلنا، وتلك الخطابات المقنعة الخالية من الزيف والنفاق والتملق .

تمر ذكراه كالغيمُ وهو ذاك الشبيه بالبحر الذي يلقّى حبّاته كما يتلقى الزهر حبّات الندى فيحتفي بها ،البحر الذي يصافح الشمسَ وتمنحه انعكاس الإشراق.

شهيدنا كالبحر الهائج الذي لايهدأ إلا بمقارعته للظلم وانصاف المظلومين. هو كالبحر الذي في بطنه عالم يضج بالحياة.

كيف يموت البحر ؟!
وكيف يموت رئيسنا الشهيد
هو حي يرزق، حي بمواقفه ،حي بعلمه، حي بوعيه ،حي بجهاده، حي بصدقه ،حي بزهده، حي بطهارته ،حي بشهامته ،حي بحبه لوطنه وشعبه .
هو حي حي مثلك يا بحر .

You might also like