قد افلح “الصماد”

إب نيوز ٢٠ إبريل

ريهام البهشلي

من بين صفحات الذكريات ، وانين الجراح ، بين عُمق الغاية ، ووضوح الهدف ، وبين نبل الأفعال ، وصدق الأقوال ، وبين الألآف من الشهداء رئيساً واحداً خلد ذكرى صدق الرجال واشرفهم ، وبين ركام الحروب وصمود الشعب الصمادي الذي سار ولا زال على نهج صماد رمز الصمود والإباء ، والتضحية والفداء.
إن الذي يأتي ليقرأ او ليطلع على مسيرة التأريخ بكلها سيجد إلا رموز قليلة من القيادات العظيمة التي ضربت اروع الأمثال في تحمل المسؤولية ، وصماد الرئيس الشهيد كان احد هذه الرموز التي ستُسجل عَبر تأريخ العصر الحديث ، حين تروى قصص الملاحم البطولية والمعارك المشرفة التي خاضها طيلة حياته قبل أن يكون اباً للأحرار ، وما سطر من بطولات ومواقف شجاعة في اشرف معارك الأرض قد خاضها بكل رجولة وجهاد وفلاح ، فكيف لا؟ وهو رئيس الجهاد وخريج مدرسة الحسين.

فالرئيس الشهيد الصماد هو النموذج الأرقى الذي يجب أن يُحتذى به جميع القيادات ومعرفة معنى المسؤولية كتكليف وليست تشريف ، إن حياة الرئيس الشهيد الصماد حياة حافلة بالجهاد والإيمان بعد أن جعل من القرآن منهج يُرشد ويسير على منهج هداه ، هو الذي مضى واخذ بيد الشعب نحو دستور القرآن العادل واخرجهم من مستنقع دساتير وقوانين الأباطيل واثبت معنى الإستقلالية على منهج اللّٰه وعلى خطى رسوله (صلوات اللّٰه عليه وعلى آله) فخط بذلك إنجازاً قهر وارهب اعداء اللّٰه والأمة من المنافقين والأعراب وعباد الصليب من اليهود والنصارى ، فكان كل منطقه وفكرة وخطاباته قرآنية لاتخالف الشريعة الإسلامية وبعيد كل البُعد عن منهجية الغرب الذي دمرت الشعوب واثقلت كاهلها حكوماتها التي تفتقر لمثل رئيس الجهاد ورجل المسؤولية صالح الصماد.

تتولى علينا ذكرى أستشهاده ، فتزيدنا هذه الذكرى يقيناً ان العظماء لاينتهون بل تثور من بعدهم امم تلو الأمم ، ليتيقن الأعداء أن الشهادة مشروع يُحرك الألآف من ابناء الشعوب نحو الرغبة والتطلع للخروج من الهيمنة البشرية الإمبريالية التي يفرش مداها حُكام المنطقة الجوفاء بعَمالتهم وبيعهم لحقوق الشعوب وكرامتهم ، واليوم وفي هذه الذكرى قد افلح الصماد وفاز ، بعد أن ادى مهمتة وادى واجبة وفرض جهادة على اعلى مستوى واجود حال ، فرغم العدوان إلا أنه بنى لليمن مشاريع تنهض به وتجعله يشد من عزمة لينهض ويُنتج ويُصنع في اي مجال كان ، فهو من رسم لنا طريقان واضحان ، نفرض ونسيطر بها على حالة الحصار الذي يفرضه العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني ، فقال:_(يدً تبني ويدً تحمي) ، واثبت بذلك الشعب اليمني أنه لن يستسلم مادام رئيسهم هو السباق إلى التضحية في سبيل اللّٰه.
ولأجل شعبه خط الرئيس الشهيد قسمه وعهده واوفى مع شعبه والشعب اوفى له ، لقد فاز رئيسنا وحقق الأسطورة اليمنية والتراث التأريخي بمقامه المُهيب الذي يشعل فيه الشعب هممهم من ذاك المكان الذي بات رمزاً ومعلم اثري في وسط العاصمة يزاوره الجميع ويجددوا ولائهم على خطى الرئيس الشهيد.

 

You might also like