الرئيس النموذج .
إب نيوز ٢٠ إبريل
منار الشامي
مع سياسات الدول الجديدة وحكماء العصر الأخرق ، ومع انبطاح منسوب كرامة الشعوب وتواطئ الرؤساء الجليّ ، لا يسعُنا الحديثُ عن ذلك ولا يُسعفنا الكلام لذلك، خرق هذه الطبيعة المخزية رجلٌ اسمه ما بين الصلاحِ والصمود ، فأعاد لشعبهِ عزةً افتقدتها بقية الشعوب ، وكان رئيساً قلّ ما تجدهُ ولن تجده بين رؤساء العالم بأسره وحكام الشرقِ والغرب .
ظهر أسدُ الله بأمرِ الله ، مابين حربٍ وحرب ، الأولى كان أحد قياداتها والثانيةُ رأسها وقادها ، من على وجههِ ترى سيماء الصالحين ، وترى في قائمةِ أعمالهِ ما يُشبه نظام الحاكمين المتوازن ، لن تجد لهُ وظيفةً مُعينة ، تراهُ مابين مجاهدٍ ومُدافع ، ما بين خطيبٍ وزاهد ، مابين عالمٍ وثقافي ، مابين رئيسٍ ومواطن ، تراهُ مابين رفيعِ القدر وشهيد!
هو الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ، رئيس المجلس السياسي الأعلى آنفاً ، الرئيسُ المُحنك ، المثلُ الأعلى والقياديُ البارز ، الرجل الثاني المطلوب لقائمةِ عدوة الشعوب أمريكا ، الرئيسُ الأول المطلوب لضيافةِ الرحمن .
وفي قوانين الفساد التي تشعشعت في أوساط الأمةِ والمجتمعات ، كان رؤساء الدول وحاكميها هم صورةُ الفساد بدقتها ، ونماذجُ الانحطاط بأعلى مستوايته، وأمثلةُ الإذعان والخضوع بحدِ ذاته، وسفلة القومِ حاكموه!
ظهر الصمادُ في اليمن رئيساً ، مُتجاوزاً حدود تلك القوانين ، خارقاً عادة الرؤساء المتمحورين حول ذواتهم ، الذائبين في دوائرهم الشخصية دون شعبهم، فالصالحُ ليس بالطالح من شيء ، كأي مواطنٍ بسيطٍ وعاديٍ عاش ، هو ذاك المجاهد الذي ما برح عن أن يترك تخرج الدفعات العسكرية ، والنزول إلى الجبهات المستعرة وتلمسِ حاجاتِ المواطنين بنفسه مُحطماً القيود التي تكبّل بها رؤساء العرب ، كأولِ رئيسٍ يقدمُ على هذه الخطوة بمستوى الخطورة المُحيطة .
الرئيسُ النموذج ، والصالحُ المثل ، من لم يُحادِ صفاتهُ من ترأسوا ولم يُجابه بمكانتهِ بقية من عملوا ، رمز الصلاح وعنوان الصمود ، آية الفلاح وعنفوان القيادة ، من يجدرُ ببقية الرؤساء أن يجعلوه مثلّهمُ الأعلى ونموذجهم الأرقى ، فمثلُ هذا إن لم يكن لنا مدرسة فأيٌ من المدارسِ نتخرج منها .
رحل الصماد تاركاً خلفهُ ثراهُ ومنهجه، مُتيحاً لنا فرصة المواصلة على ذات المسار ، فاتحاً أمامنا كل الأفق ، مُهيأً لنا كل الإمكانات ، قدم الروح والدم ، ولايجدرُ بنا غير أن نواصل الطريق بكل قوةٍ وعزم، تلك عقولنا التي أعياها الجمود ، وتصرفت بالبرود، واختارتِ القعود، لم يُحييها إلا حكمته ولم يُسعفها إلا مشروعُ بناء الدولة “يدٌ تحمي ويدٌ تبني ” الذي أسسهُ بروحه وعمدهُ بدمه وقادهُ بوجوده .
.