إلـــى أيــن يـا ترى ….؟؟!
إب نيوز ٢١ إبريل
الشـــموس عبد الحميد العــماد .
من على رصيف الخذلان وشارع الحرمان وأزقةِ الخراب وزوايا البؤس والشنعان ، كنا نمضي على طريق يملؤها الدخان الذي سببه الدمار ، منٌا من يبكي ومنّا من يصرخ ومنّا من مزقته الآلآم ومنّا من ينزفُ دمه ليهطل على بقايا جسمهُ ممتزجاً بالدموع المنهمره ،ولم أنسئ أن هناك طفلٌ يملؤه الهلع والخوف يريد أن يشرب حليبً من ثديّ أمهُ ، عسئ أن يسد ذلك عطشهُ وأن يغادره السقم والألم ، لكنّه نسي أن أمهُ رحلت حينما مزقتها الشضايا الذي حطت رحالها بقلب تلك السيده ، ااااااهٍ وآهاتٌ عدّه كانت تختلجني وأنا ماشيةّ على ذآك الطريق المملؤا بالإنعواجات والإنحرافات .
وأنا على ذلك النهج أمشي ألتقيتُ بعجوزٍ لاتمتلك شيئاً سوئ عُكازةِ الكبر التي تتكئ على جُنبها ، فأصابني الأمر حزنً وألماً قطع قلبي وحولهُ إلا حطاما ، أردتُ إيقافها لكنها سرعان ماتوقفت بحادثٍ صارعته مع صخرة منزل تحول إلى هباءً منثورا ، سعيتُ بالإقتراب حتى وصلت إليها مددتُ يدي بتقديم المساعده سرعان ما أعطتني يدها فأمسكتُ بها ومضيت معها حتى طرحتُ بها على ذلك الرصيف الذي كنتُ أتيهُ فيه أنا ، سألتها إلئ أين أنتي ذاهبه أيها الجده ، أجابتني بصوتٍ مبحوح ممتزج مع عصارات الألم والثقل والعجز والهمّ والكدر ، أنني ياأبنتي هُلكوا أولادي وهدّم منزلي ولم يعدّ لي شيئاً في هذه الدنياء أبحث إلى موطنٍ يأويني ومنزلٍ أجد ملجأي فيه وأناسٌ يكونوا لي العون والسند والمدد ، قلتُ آهٍ ياجدتي دُمرت أوطاننا ،وهدّمت منازلنا ورحلوا عنا أحبتنا ، ومات الوفاء وخُلق الغدر والخيانه ، مات العطاء وخُلق الشمت والكدر ، لهفات ضحكاتنا أختفت ولم يعد لنا شيئاً سوئ البكاء والنحيب ،مات الحب ياجدتي وخُلقت المصطلحات المزيّفه والعنواين المقلّده ، فإلئ أين ستأوين وإلئ أين ستذهبين ، لن تجد ماتريدين لكن أمضي حتى تشرق عليك الشمس من جديد وتنعش روحك شعاعات الأنوار وتحلّق بجوارحك رياح الامل للغدِ الذي لا ندري هل سنكون فيه أم ستأكلنا الحروب وسنذهب عنه ، سيري بقدماكِ حتئ تجف شرايين قلبك قبل أن تجفجفها عليك الحروب وتلوثها رائحة الدمار ، وأنا سأبقئ هنا إلئ أن أصل إلئ كهفً أجد فيه منزلي وغرفتي تلك التي حُرمت منها ومن الراحه وأنا أتربع فيها .
إلــئ أيــن يـا تـرئ ….؟؟!
إلئ مسكن الهمهمه ومحراب الشقاء وكهوف الامل وقوارع الإنتظار ، إلئ الامل الذي لازال يقطن فينا برغم كل شيء ، إلئ الحياه التي تبعثرت بداخلنا ، إلئ الصبر الذي طبعناه بجوارحنا ، إلئ اليوم الموعود والامل المعهود ، إلئ كل مافينا وكل ما يقطن بداخلنا من أشياء رائعه وهمساتً جميله، نعم لنحيا من جديد فلم نخلق لنموت ولازلنا علئ قيد الحياة .
.