صنعاء حضارة اليمن.
ماريا الحبيشي
التقيتُ بصديقٍ قديم كان خارج اليمن، فبدأ يحدثني عن صنعاء حضارة اليمن قديماً، وحاضراً. أخبرني عندما كان على الطائرة وهي تحلق في ربوع صنعاء تشق بناء الفضاء، ولقد ظهرت مبانيها بين جبلي عيبان، ونقم فتزاحمت الأفكار في رأسي. وقلت له حدثني أكثر فأنا متشوق لسماع الكثير عن العاصمة صنعاء.
فرد لي مبتسم وقال:- إنها مدينة التاريخ. وبداية سأحدثك عن جمال بيوتها، وأصالة أهاليها، عن صفاء قلوبهم، وكرمهم المتنامي.
سألني:- ماذا تريد أن تعرف أيضا عن مدينة السلام؟
أجبته:- حدثني عن كل شيء فيها. البيوت والناس والسماء والطيور عن التاريخ وعن الثقافة عن كل شيء..كل شيء يخصها.
أجابني :-حاضر سأحدثك أولًا عن الجامع الكبير الذي تشق مأذنته الفضاء، وتحكي لنا الفن المعماري اليمني الأصيل.
سأحدثك عن هواءها عندما تستيقظ عيناي في الصباح، وتناظر الأفق من عبر نافذتي العتيقة، والذي يهب من خلالها النسيم العليل، مداعبا خدي.
صدق الشاعر حينما قال :
ليس يؤذيهم بها وهج الحر
ولا القر في زمان أقترار
لتوها أشعر بالانتعاش والنشاط، فتطلق عيناي سهامها طنحو السماء فترى السماء صافية زرقاء يا لهُ من منظر بديع رباني.
سأحدثك عن المعالم الأثرية فيها، أذكر أني حين سافرت خارج اليمن ماكان اشتياقي إلا للمعالم فيها. نعم..لقد تميزت صنعاء بمعالمها الأثرية الرائعة، وبذلك صبحت أم المدن العربية.
ونأتي للبوابة الكبيرة التي تثير في النفس والدهشة، ففيها تتجلى العتاقة بأوج جلالتها. أما أسواقها فقد تزركشت بالبسط المزينة، والمصنوعات الخشبية وكذلك الفخارية.
في تلك اللحظة داهمني سؤال، لماذا ياصديقي هذه البوابة الكبيرة؟ أجابني:- إنها ياصديقي تحيط بالمدينة بأسوار عالية، إذ أحاط الحكام القداماء المدينة بهذه الأسوار، فعندما يسدل الليل ستائره تغلق الأبواب؛ لتحمي السكان ليلاً من الأعداء.
ولكن الآن قد تغيرت الأمور وأخذت النهضة العلمية تشق طريقها نحو التطور، فالسكان أصبحوا يبنون بيوتهم خارج السور، وصار للوطن جيش قوي يحمي الوطن والسكان من الأعداء.
فداهمني الشغف لأرى صنعاء بعيني كلها، وأتلمس جمالها فطلبت منه أن نزور كل المعالم في صنعاء ونرى أهلها وناسها، ونناظرها عن كثب، و بداية قررنا التوجه نحو المدينة القديمة أولا.
#اتحاد_كاتبات_اليمن.