من وحي كلمة شبل الشّهيد الصّمّاد / فضل صالح الصّمّاد، و إلى روح أبيه

إب نيوز ٢٢ إبريل

رأيتك ذاك الفتى النبيل فانحدرت دمعة حرّى ألما على افتقادنا لأبيك.. دمعة ممزوجة بشعور سموّ و افتخار بك يا – فضل – حدّ عناق السّماء ؛ فكلمتك توحي بأنّك كأبيك حين تذكّرهم بتحمّل المسؤولية التي تعني الأمانة ،
أبكيتني _ أيّها الأستاذ الصّغير سنّا العملاق روحا و قيما ،
و بشعور الأمّ أحببت نقاءك و فصاحتك و سلامة منطوقك ، و بفخر المواطنة رأيتك ابن الرئيس الشّهيد ( ابن أبيك ) ، رأيتك كالبدر في ليلة ظلماء تشبهه قلبا و فكرا و وعيا فزاد إيماني أنّه حقا وصدقا و عدلا ” الشّبل من الأسد ” ، إذ لا يمكن إلّا للأسد أن ينجب شبلا مثلك ،
ذكرت فيك أباك ، و قد ترددت في أن أحادث روحه بوضع شعبه و أمته بعده ، و لكن بعد أن رأيتك قررت أن أحادث تلك الرّوح .. نعم : آليتُ أن أحادثه و إن آلمته بحقيقة و واقع اليوم الذي غاب عنه ، و قد رسم ملامح دولة حديثة تستوعب الجميع ، و أطلق مشروعه : ” يد تحمي و يد تبني ” ؛ فقلتُ :
نعم :ّسيدي الرئيس الشّهيد :
تركت الجميع ينتحبون حزنا و بكاء عليك ، و قد استوعبتهم بلا مناطقية و لا شللية .. أذبت حتى ولاءاتهم الحزبية الضيقة و بدأت أمراض المؤدلجين بالعقد المزمنة تنزاح و بدؤوا ينضمون إلى قلبك و يهاجرون إليه لسعته و نظافته ، و إن بقي المناطقيون الذين ثبّت (حزب الإخوان ) و ( عفّاش ) مناطقيتهم لليوم و هم كثير من محافظة ( تعز ) فمناطقيتهم مؤصّلة و لكن أجزم أنهم لو كانوا أتاحوا لأنفسهم معرفتك لذاب ذلك العفن و انزاح ، فتعال اليوم و سترى أنّها السّنوات الثلاث بعدك قد أنشأت مناطقية أخرى نخشى أن يكتمل بناؤها فتتشبّه و تضاف لمناطقيّة ( تعز ) ،
نعم : عادت الشللية و بقوة في كلّ شيء ؛ فعلى مستوى الوظائف أصبحت الوظائف تُهدى حسب الشّلة و المنطقة و أصبح كل حزب ( منها) بما لديهم فرحون ،
سيّدي الرئيس الشّهيد : لا زال القضاء فاسدا و قد خاطبته وجها لوجه و نعتّه بالفساد ، و لا زالت وزارات دولتك التي أسستها على التّقوى و مبدأ : ” حكومة للشعب لا شعبا للحكومة ” يتلاشى ، فالوزارات يثقلها التّراخي في خدمة الشّعب ، بل لا زالت توغل بتضميد جراح الفاسدين و تدويرهم في كلّ مرافقها ، و دونما مبرر و قد قطعت الطريق بفصاحتك و قرآنيتك حين قلت لمن يتشدق و يتحجّج بأنّه وقت مواجهة عدوان خارجي ، و جبهات و ” مش وقت سياسة ” ؛ فعمّت الفوضى ، و رُكِن الشّرفاء في البيوت و نزعت عنهم صلاحياتهم للعمل بمايرضي اللّه ، و عاد الفاسدون يتحكّمون في رقاب الناس ،
سيّدي الرئيس الشّهيد و قلبي يعتصر ألما فقد قلت بلسانك القرآني المبين : ” إنّ مسح نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا ” فتعال – سيّدي – و انظر كيف حالة المجاهدين فمنهم مسجون بتهمة خاطئة و منهم من ينتظر ..
نعم ينتظر السجن و قد ألبسوه تهمة ليست له و فيه و لكن كردود أفعال لمسؤولين لصوص متخبطين في واقع منفلت ، عزّ فيه الرّجال ، و أُقصوا و بقي النّهابة يخلطون الغثّ بالسّمين ، و من تكلّم لينتقد و يوضّح قيل له : أنت عفّاشي .. أنت إصلاحي ليسكتوه بينما العفاشي و الإصلاحي فعلا رفعوا الشّعار و تظاهروا بانضمامهم للمسيرة و تسلّقوا بمداهناتهم و تملّقهم ، و تعاملوا كــ ( عبداللّه بن أُبي بن سلول ) ، و مضوا يحكموننا بعقلية و نفسية عفاش و الإخوان و لهم الدّعم ماديّا و معنويا ، و ذلك المخلص الصادق اجتمعوا عليه فرموه في غيابت القهر و النسيان و التّهميش و ساد الإحباط ، و ماعاد من أمل إلّا في السيد القائد لا غير و لا سوى ،،
سيّدي الرئيس الشّهيد : ظهر المتنمّرون يدعمون بعضهم البعض ، و سُحِق المطحون و ما سمعوا لنداء الجياع فموظف يستلم راتبه الشهري من مليون و من خمسمائة ألف و … و…الخ ، و موظف مقطوع راتبه ، و إن كان السبب الرئيس في انقطاع الراتب هم المرتزقة و نقل البنك و لكن لابدّ من تخطيط لحلّ جذري لمسألة و قضيّة راتب العسكري و المدرس و من على شاكلتهم خاصّة و مؤسسات إيرادية تضخّ و فيها سيولة ، و ما ينقص المسؤولين إلّا التخطيط و إعادة التنظيم و الموازنة و أخذ الشيء اليسير من ذاك الذي يستلم كثيرا ليُعطى من لا يستلم شيئا يسيرا ما يكفي حاجته و هو عزيز ،
سيّدي الرئيس الشّهيد : و حتّى على مستوى بيع الأراضي فقد فُرِض قانون يقاسم المالك حقّه و تثقله شروط البيع و الشراء فيموت و هو بباب المسؤولين للتوقيعات ليكمل أوراقه، و كلّ يريد عمولته في رشوة و فساد ماعادت على مستوى الموظف البسيط بل على مستوى شلل و جماعات ، و مع هذا يقاسمون و يشارطون المالك في ملكه ،
سيّدي الرئيس الشّهيد : ضحيت بدمك و قبلك افتدى مسيرة القرآن الشّهيد القائد ، و سالت دماء الشّهداء شلالات من كلّ قبيلة يمانية ليكون ما طرحته جزءا من واقع مرير ، و كما يتمّ التّعامل بمناطقية حتّى مع دماء الشّهداء ؛ فالشّهيد و الجريح من المنطقة الفلانية لا يعتنى به و لا يصرف لأسرته كما ذاك الذي من منطقة كذا ،
محاباة و مناطقية و شللية سيدي على مستوى الدماء ، و الجراح ،
سيّدي الرئيس الشّهيد : لعلها مؤسستان أو ثلاث أو أربع بالأكثر من تنقش في الصخر و تحفر لتؤسس لنجاح فلازالت يدك الحامية في أوج قوّتها و وزارة الدفاع خير من يمثّل تلك القدرة الفائقة على التّصنيع الحربي للدفاعات و المهاجمات ، و قد أرعب رجال اللّه ميدانيا و تصنيعا عسكريا العدوّ و قمعوه في عقر منشآته الحسّاسة فلرجال اللّه أزكى و أجلّ السّلام ، و لهم آيات الشّكر تتلى على جهودهم الجبارة ، و هيئة الزّكاة بها رجل كالنحلة نشيط تشرق أعماله و يراها المجتمع في وضح و ضوء الشّمس ، كما و للداخلية البصمات و اليد الأقوى في ضبط الأمن و نشر الأمان بما يشبه العيش في حلم وردي فلا يسطيع المجرم ، بل لم تعد له فرصة أن يختبئ أو يهرب حيث يقبض عليه في أسرع من المتوقّع ، و لكن هناك ثغرات حيث يتم تحييد شرفاء كثر و الاستغناء عنهم ، كما و يتم منع ترقياتهم و هم يستحقون ، بينما تصرف رُتب و ترقيات بمعايير لا يفقهها ذوو التّخصص ، و إلّا فهم مشكورون فيما عدا ذلك ، و لكلّ مجتهد نصيب و من ينكر إنجازات الداخلية النوعية فهو جاحد متخبّط مريض ،
أمّا بقية وزارات الدولة فلا ندري هل هم نائمون أم يتناومون ؛ فالمعروف أنّ النوم موت بعده يقظة ، و هؤلاء بسكون و شلل نشاطهم يتراءون لنا أمواتا يرزقون بسياراتهم و بدلهم و مصروفاتهم و نفقاتهم و رفاهيتهم فتوفر الغاز و البترول و كل حاجياتهم بينما الفاقة تقتل الشّعب الصّابر المنهك كلّ يوم ما يبث الإحباط و اليأس فتمرّ على أذهاننا فنبكيك و ندعو على قاتليك حين لم يقتلوك .. نعم لم يقتلوا صالح الصّمّاد و إنّما قتلوا وطنا و شعبا كاملا ، و هذه قطرة من مطرة و ما خفي كان أعظم ؛ فالسّلام عليك يوم ولدتَ و يوم اُستُشهدتَ و يوم نلقاك حيا ، و اعذرني في لحاقي أو ملاحقتي لروحك بالهموم و أنت الشّهيد السّعيد ؛ فو اللّه مالي هدف و لا غرض سوى أن تصل كلماتي إلى سيّدي القائد ليقمع الفساد بيد من حديد ، ليتمّ البدء بتصحيح ما أفسده الدّهر الآفل ، و دهر سنوات العدوان ، متكلمة بلسان الكثير من هذا الشّعب المنكوب بين اثنتين :
١- فساد عجوز شمطاء عمّرت 37 عاما تمثّلتها حكومتا ( عفّاش) و ( الدّنبوع )الهالكتان ،
٢- فساد حكومة وليدة يؤرخ لفسادها منذ رحيل الشّهيد الصّمّاد ،
لتعلم _ سيّدي القائد _ أنّك رأس مالنا و ثروتنا و كلّ ما نملك ، بل إنّك أجلّ النّعم التي رحمنا اللّه و أنعم بها علينا ..
نعم : فلعلك سيدي القائد بعد اللّه لنا المنقذ و الأمل معقود عليك و السّلام .

أشواق مهدي دومان

You might also like