بين مِحوَر المقاومَة ودُوَل العَرَب مقارَنَة بين الإنجازات والتخاذلات

*إب نيوز ٢٣ إبريل

٧٣ عام من الصراع العربي الإسرائيلي كانَ للجمهورية الإسلامية الإيرانية الفتية حُصَّة ألأسد منها بدأت مع أول خطوة للإمام ألخميني العظيم من على أرض مطار طهران حيث أعلن من هناك بأن لا مكان لهذا الكيان اللقيط بيننا وفلسطين عربية وستعود، وكان للإمام الراحل كلام رفيع فيه توبيخ للعربان والمسلمين بشأن فلسطين حيث قال لو سَكَب كل واحد منهم دلواً من الماء على إسرائيل لجرفتها السيول،

**من هنا بدأت حكايَة العَداء العربي لإيران، لأن المطبعين اليوم شعروا آنذاك بأن دولة الإسلام المحمدي الصحيح ألتي أنشئها الإمام الخميني قدس الله سِرُّه ستقوم بإحراجهم وتعريتهم أمام شعوبهم؟ وبالفعل هذا ما حصَل،
لقد كانوا مُحقِّين في ظنونهم وأصابت لأول مرة في تاريخهم لأنهم فَكَّروا خوفاً منها على سلطانهم مع أن الدنيا بما تحوي تعرف جيداً أنهم لا يفكرون إلَّا بما تحت سراويلهم؟.
**دَخَلَت دولَة الإمام دوَّامة الصراع مع هؤلاء الأعراب المستعربين الموظفين في ملاك الإستعمار البريطاني الفرنسي والعاملين بخدمة أمريكا والصهيونية بصفة ملك، أمير، سلطان، رئيس عربي خائن مهمتهم تضليل شعوبهم وترويضها وتخويفها وإعطاء صورة عن اليهود بَرَّاقة وعن الشيعة صورة سوداء وإستبدال العدو الحقيقي الذي يحتل فلسطين بعدو مصطنع إسمه إيران تحت حجة الروافض يشتمون الصحابة،
وعمَلَت إسرائيل بكل أجهزتها وطاقتها جنباً إلى جَنب بريطانيا الخبيثة من أجل نشر الفتنة المذهبية بين الشيعة والسُنَّة.

**إشتَهَر العرب طيلة فترة الصراع مع العدو الصهيوني بالتهديد والوعيد بتدمير الكيان ولَم يخوضوا حرباً واحدة معه سِوا حرب تشرين المدروسة بعناية بين أنوَر السادات وواشنطن بالإتفاق بينهما كانت الغاية منها جعله بطلاً،
تمهيداً لزيارة إسرائيل بحجة أنه بطل التحرير المنتصر لأجل إسكات شعبه وعقد صُلح معها، وفعلاً هذا ما حصل بينما تورطت سوريا في الحرب وبقيَت وحيدَة تخوض حرب الإستنزاف لأكثر من عام كامل.

**إسرائيل لَم تتألَّم فعلياً طيلة كل تلك السنوات وكانت إذا هدَّدَت أرعَبَت، وبقيَت كذلك حتى تاريخ إحتلال الجنوب والعاصمة اللبنانية بيروت.
**هناك كانت لهيبة الجيش الذي كان لا يُقهَر حكاية جديدة مع رجال جُدُد لا يفقهون سياسة الدَجَل ورفع الشعارات والتهديد والتهويل، فكان الشهيد البطل خالد علوان رأس قافلة الشهداء في شارع الحمراء الرئيسي حيث نفذ عملية الويمبي وقتلَ ضابطاً صهيونياً برتبة عالية ومشى قطار التحرير ولَم يتوقف وأعراس الشهادة كانت تُقام كل يوم في كل قرية ومدينة من لبنان، حتى العام ٢٠٠٠ حيث إندحرت إسرائيل تجُر خلفها أذيال الخيبة بلا مفاوضات، ليسجل لبنان الصغير بجغرافيته وعدد سكانه نصراً حقيقياً لَم يسبق لدولة عربية إن سجلته من قبل على يَد رجال الله من المقاومة الإسلامية {حزبُ الَّله} وصولاً إلى حرب تموز ٢٠٠٦ التي أذاقت تل أبيب مُر الموت الحقيقي خلال ٣٣ يوم من القتال خاضه مقاتلوا حزب الله معها والذي أذهلَ عقول كبار ضباط جيوش العالم وأتخذته دولاً كثيراً نموذجاً رائعاً لتدريب جنودها عليه.
**الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحدَّت أسياد الصهاينة وأسرت جنودهم في مياه الخليج، وأسقطت مفخرة صناعاتهم الجوية المتطورة ألكترونياً وصاروخياً، وقصفت قواعدهم العسكرية من دون أن يتجرأوا على الرَد.

** سوريا بدورها تَحدَّت إسرائيل وواجهتها بقوة خلال إعتداءآتها على دمشق،
وأصبحت إسرائيل تتحدَّث عن خطر وجودي حقيقي يتربص بها من جبهَتَي جنوب لبنان والجولان حيث يتواجد حزب الله والجيش العربي السوري والحرس الثوري،
**هذه هي إنجازات إيران وقِوَىَ المِحوَر المتحالف معها،

**ماذا فعل العرب ضد إسرائيل منذ ولادتها؟
** الجواب لا شيء*
نعم لا شيء قطعاً.
لم تُطلق دولة عربية طلقة واحدة إتجاه الكيان الصهيوني، ولم يسمحوا للفصائل الفلسطينية بالتحرُك وتم تقييدهم وتهديدهم واعتقالهم بينما دمشق إحتضنتهم ودعمتهم وفتحت لهم قلبها وصدرها وبيوتها ومخازنها.
[ اليوم تلك الدُوَل إنكشفت وأصبحت عارية أمام شعوبها وأُمَّتها بالكامل فقامت بالتطبيع مع الكيان الغاصب وأعلنت العداء لفلسطين وشعبها وللجمهورية الإسلامية التي تدعم الشعب الفلسطيني وحقه في تحرير وطنه العزيز فلسطين، وأصبَح التعامل مع الصهاينة مفخرة لهم والعداء لإيران وَحلفائها سفينة نجاة لعروشهم من الإنقلابات.

**أيها الأعراب حبل الكَذِب قصير جداً.
لقد إنكشفتم وتعريتم وأصبحتم مثلاً يُضرَب به في ألمَذَلَّة والخيانة والخنوع.
بينما إيران الإسلام أصبحت عنوان القوة والكرامة والصدق والتحدي والعنفوان.

*إسماعيل النجار

*24/4/2021

You might also like