أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الحادية عشرة للسيد القائد (سلام الله عليه)
إب نيوز ٢٣ إبريل
*تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ ابتدأ السيد القائد محاضرته بالآيه الكريمة من سورة الأنعام بقوله تعالى: ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، ذُكِر في سورة الأنعام في هذه الآية من المحرمات والتي من ضمنها بعض الواجبات والالتزامات الإيمانية، فأهم ما ورد في الآية الكريمة هو الإلتزام بترك ما نهانا الله والاهتمام بما أمرنا الله تعالى.
_ القرآن بحر لا يدرك قعره، ومعين لا ينضب، فقد ذكر لنا الله في كتابه الكريم: (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)، ماهو على رأس القائمة هو الشرك بالله، فهو أول وأكبر المحرمات وذنب عظيم، وتنكّر لأكبر حق، وجحود لأعظم حقيقة وهي: الله وحده هو الإله الحق الذي لا يحق العبادة إلا له، فهو ذو الكمال المطلق.
_ عند شركك بالله أنت تقدِّم ماينبغي أن تقدمه لله من العبادات أو ما يعرف عنها لغيره، فتشرك معه غيره، فهو يسرفك عن الاهتداء بهدى الله، وهذا باطل كبير، وظلم للحق والعدالة وظلم لنفسك أنت حين تقول الله حرم علينا كذا، وكذا، وهو في الحقيقة أرحم بك من نفسك عليك، فإن لم توحد الله فهذا يؤثر على مدى استقامتك لله وطاعتك له.
_ الشرك ضياع كبير للأشياء، لأن الذي تتجه به غير الله لن تنال منه ماترجوه أبداً، فنحن نرجوا من الله هذا الرجاء وهو رجاء في محله، رجاء صحيح، لقوله تعالى: (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ).
_ الشرك له شكلان:
1/ شرك عقائدي: وهو الذي يتبعه عمل، كمن يعتقد أن مع الله إله آخر كعقيدة وشرك به في العبادة.
2/الشرك العملي: قد تكون في عقيدتك موحداً وأنه لا إله إلا الله، ولكن على مستوى الواقع العملي تشرك به غيره من الأرض، من مخلوقاته أو شيء آخر مثل الهوى أو النفس.
_ عندما تؤثر طاعة أحد فيما هو معصية لله، فقد جعلت طاعته على طاعة الله، فالشرك في التشريع هو من يحرم ما أحل الله، أو يحل ما حرم الله، سواء بعنوان ديني أو غيره، فإذا اعتبرته حلال لأنه أحله لك أو حرمت ما أحل الله لك لأنه أحله لك فهذه حالة من الشرك، فقد أعطيته ماليس إلا لله، وهو الحق في التحليل والتحريم.
_ الشرك العقائدي: هو الخروج من الملّة، فالشرك في الواقع العملي جُرم عظيم، وذنب من مقدمة الذنوب.
_ خاطب الله عز وجل نبيه الكريم وهو من أعظم عباده إيماناً بقوله: ( فَاعْلَـمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَـمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)، فمهما بلغ إيمانك وتيقنك، ومهما كنت في توحيدك لله، يجب أن ترسخ ذلك في قرارة نفسك.
_ وفي قوله تعالى مخاطباً: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِـمُونَ)، أن نسلم وأن نستجيب له الاستجابة الكاملة، وأن نستجيب له في كل توجيهاته، فالإيمان بالله يجعلك تخشى من كل شيء، يجعلك تخشى عذاب الله في كل شيء.
_ وفي قوله: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، الحالة في اتخاذ الانداد مع الله تعالى تتوجه لغير الله، من خشية أو رهبة مما هو لله أو مساوياً لما هو لله تعالى، تعبّد نفسك له وهذه هي حالة خطيرة، وفي قوله تعالى: (فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَـمُونَ).
_ يجب أن تجعل حبك لله تعالى أكثر من محبتك لشيء آخر، لقوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَـمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)، ففي الآخرة عندما تتجلى سيطرة الله وقهره فوق عباده، لأن الله هو القوي والقوة لله تعالى جميعاً، وبذلك يتجلى للذين اتخذوا أنداد من دون الله أنهم جميعهم في غاية الضعف أمام الله.