وإنّي سمّيتُها مَريمَ

إب نيوز ٢٥ إبريل

حليمة الوادعي.

مع حلول شهر رمضان المبارك إعتدتُ قرأت القرآن الكريم بأستمرار كل ليلة، وما أن وصلت إلى سورة مريم التي هي من أفضل السور بالنسبة لي حتى أقمت فيها سبع ليالي من شدة جمالها ونورها، فلم أجد سورة دخلت فؤادي مثلها.

فما أن مررت على آياتها حتى أزهر قلبي من تلك الحروف التي تصف مريم عليها السلام، فلله درها من فتاة عجزت كل الكُتب عن وصفها ولم يأتها حقها سوى هذا الكتاب العظيم.

حتى هذه اللحظة مازلت أتخيل هذه الدرة المكنونة كيف نبتت في كف الرحمن فما خلت ولا إنحرفت رغم عيشها في زمن غلب عليه الشرك بالله، ولكنها منذ أن أشرقت عيناها على العالم وهي مخلصة لذلك الرب الذي إدركت بأنه رب كل مربوب.

ففي كل مرة أتذوق فيها سورة مريم أتعجب من عبادتها وتوحيدها، بل يزداد إندهاشي بتسليمها لأوامر الله التي علمت بأنها ستصيبها بسوء أمام قومها، ولكنها لم تخاف من أحد وهي جنب ربها الذي رزقها وأنعم عليها منذ نشأتها.

كنت أدرك أنه ليس من السهل التسليم لله في عمر الزهور وأغضان العمر تتفتح، ولكن سيدة نساء العالمين كسرت هذه القوانين وأثبتت بأنهُ من السهل ذلك ما دُمنا نحمل قلوب خاضعة لله، مؤمنة به كما يليق بجلالته،وكما أمنت بها مريم عليها السلام.

فهاهي العذراء مريم عليه السلام تجسد العبودية لربها كما ينبغي أن تكون، التسليم المطلق لتوجيهات الربانية، والجهاد النفسي أمام مطامع الدنيا ورغباتها، لتكن سيدة نساء أهل الجنة تكريماً لها وحباً فيها.

أننا بحاجة إلى مثل هذه النفوس الزكية، نحتاج إلى هذه العبودية الصادقة، والتسليم مهما بلغ فينا الضرر رغم أنهُ مامن خيراً الإ من عند الله ومامن شراً الإ من أنفسنا، نحن إذا تأملنا القرآن الكريم بقصصه كما يريد الله منا أن نتأملها ونعتبر منها فهنيئاً لنا جنته ورضوانه، فأن كنا كذلك حقاً فنعم العباد نحن.

.

You might also like