رجالٌ من وحي القرآن
إب نيوز ٢٥ إبريل
حليمة الوادعي
قال تعالي:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِـمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْـمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) من هنا بدأت حكايتهم، قرأوا الكتاب الحكيم فسيطر التأمل على عقولهم وعلموا أن السعادة في الاستجابة فستجابوا لخالقهم قلباً وقالباً، رغبية فيما لديه ورهبته من عذابه.
لم يرتابهم الشك عندما تأملوا قوله تعالى:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) بل تولوا وهم يعلمون بأنهم قد أتموا دينهم بهذا التولي، فأعلنوا أقتدائهم وسيرهم على أثر الأولياء، فكانت ولايتهم أول خطوات الهداية والتقوى.
(انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا) ما إن سمعوا هذه الآية حتى تحركوا في سبيل دينهم، فلم يعجزهم ثقلهم وأولادهم ومسؤولياتهم، ولم تغرهم الدنيا بزينتها وشهواتها، بل توكلوا على الرب العظيم تاركين له كل شيء، واثقين برحمته بعائلاتهم، ورعايته لأطفالهم، متأكدين بأن الله نعم من يتوكلوا عليه وخير من يوثقوا به.
وعندما أدركوا قوله سبحانه:(إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) جاهدوا بكل أموالهم رغم قلتها فلم تشغلهم ماديات الحياة بكل تاجروا مع الله فنعم التجارة، ثم بذلوا أنفسهم بكل اجتهاد لرفع كلمة الرحمن الرحيم فعلم الله بجهادهم وصدق بيعهم وجعلهم من الصادقين.
لم تنتهي الحكاية عند الاستجابة فقط بل وصفهم القرآن بقوله:(إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) هكذا أصبحت نفسياتهم وقلوبهم رقيقة جداً مع العزيز الجبار، فالايمان هو كل مايبحثون عنه، والتقوى هو غايتهم من كل أعمالهم الصالحة.
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْـمُؤْمِنِينَ) هكذا ذكرهم القرآن بصفات جميلة ومميزة مما جعلهم يستحقون البشرى، أهتموا بأكبر القضايا في القرآن فأنفروا، وجاهدوا، واتقوا ولاسيما أبسيط القضايا فحافظوا على الصلاة، وفهم الزكاة، واستغفروا، وتابوا، وصدقوا في وعودهم وإيمانهم، حتى أصبحوا من وحي القرآن.
.