شمسنا الصمادية لم تغِب

إب نيوز ٢٥ إبريل
———————–

عفاف البعداني

نقف عند هذه الكلمة لننصب معناها في أشرعتنا ونجسدها في واقعنا الذي عشناه مع أبطال كان لنا كل الاعتزاز وكل الفخر بأننا عرفناهم وعاصرنا زمانهم النضالي و الذي سيبقى منهج يدرس ﻷجيالنا القادمة.

نقف وكلنا اعتزاز وفخر وعزيمة وهمة برحيل رئيسنا وصعوده إلى عالم الشهداء عالم “فيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”.

نقف عند شخص لم يتجاوز مدة حكمه الثلاثة أعوام ولكنه في هذه الفترة الوجيزة استقطب هذا الكون بأسره بكيانه بعطره بفله بزهره.

عندما نقف لنكتب محاسن شهيدنا الصماد تتزاحم الكلمات و تنساب مآثر اﻷمجاد تستهوينا العبارات لتكتب عنه وإن كانت جامدة وليست من المشتقات.

ولكن مهلاً وتصبراً أيتها الكلمات تريثي، ماذا ستكتبين عنه من بين تلك وذاك؟ هل ستروي أنه أشبه بالربيع الذي أتى على اﻷرض اليابسة والحقول البائسة، فأنعش بالهواء رباها، وأيقظ الزهور من عصر شتاءها، ولطف اﻷرجاء من زهور عمره عبيرها وشذاها؟ أم أنك ستحكيه قصة ًأسطوريةً تبعث النور في الظلام العميق من بين ذاك وذاك؟ ماذا ستكتبين؟!

فحالني الصمت بالحديث عن اﻷحداث والمجريات وكأنه حلم هاج أو خيال بقوته وعزيمته وصبره التي حارب بها قرون الدول ووحوش البشر، فجربت أن أجاري مزاياه في أوراق بيضاء بالكتابة، وبدأت بالحديث عنه بقولي: “الرئيس الشهيد صالح الصماد” بحر فياض بعلمه وحلمه، إن سمعتم حديثه تنهالكم من ثقافته الزاخرة حقائق جلية و آيات قرانية، بلاغة فصاحة سلاسة بساطة شجاعة وبسالة وكأن كل تلك المسميات هي ظله وترحاله وحله أينما كان وحيثما رحل.

هو الذي بنا من مفاهيم الحياة جسراً قويًا حصينا متينًا عبر به إلى قلوب الجميع الكبير والصغير الغني والبسيط، هو من ضحى بنفسه بمكانه ومنصبه؛ فالمسؤولية حد قوله مغرم وليست مغنم، وبعد ذاك جاءني الحديث بالصمت خجلا مطرقا ﻷن الحديث عنه مهما طال ماهو إﻻ أثر من أصل.

كتبت عنه ولكن “الشمس الصمادية” إذ أشرقت تنحت القناديل لجمال صبحها، فأي نور يضاهي الشمس فهي لمنبر اﻹعجاز دليل واضح وآية .

وعند انتهائي من الكتابة وقفت بيدي الورقة البيضاء التي كتبتها عن سيد الشهداء، واختتمت حديثي عند مقبرة الشهداء.. أيها الثائر البطل “صالح الصماد”.

سنمضي على نهجك متوكلين على الله، سنعمر ونحمي بكلتا اليدين، سنمضي على الدرب أكنا نساء أو أطفال أو رجال نوفي لك العهد، فوعد الحر واجب ودين.

سنرسمك هنا في قلوبنا وهناك في جدران الشوراع واﻷحجار والأزقة والطرقات في المدراس والجامعات في الوديان والمزارع والسهول، سنرسمك أسطورة رائعة نلونها بتأريخ السنين، ونودع روح صاحبها أمام شاطئ الغروب لنقول: أرحلي أيتها الروح راضية مطمئنة، فعالم الغيب كبير ولكن من هنا من عالمنا لا ولن ترحلين.

 

You might also like