أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الثالثة عشرة للسيد القائد/ عبد الملك الحوثي (سلام الله عليه)
إب نيوز ٢٦ إبريل
*تلخيص/ مرام صالح مرشد
في هذه المحاضرة يتحدث السيد القائد عن خطورة الشرك في شقيه الاعتقادي والعملي، وعن الرياء وخطورته.
_ أهمية الإخلاص وخطورة الرياء وما يترتب على كل منهم ..
_ في قوله تعالى هو يخاطب نبيه الكريم: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)، يبين سبحانه وتعالى أنه أنزل الكتاب وفيه تعليماته، وشرعه، وهو الذي يتضمن هذا الدين، فعبادة الله تتحقق بالعمل الصالح والاتباع والاهتداء لهذا الكتاب، فمن واجب البشر أن يدينوا لله بكل إخلاص بدون أي شائبة من الشرك، بل من أجله جل شأنه ليبتغوا مرضاته بدون أي مقاصد مادية ولا مقاصد معنوية .
_ إذا دخل في صلاتك أنك تتقرب من الله وتنتظر من الآخرين المديح والثناء والإشادة، فهذه هي الخسارة، يقول تعالى معلماً نبيه وكل مؤمن: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)، وفي قوله: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَـمِينَ)، عليك أن تتوجه بشكل أساسي في عملك بهذا الهدف أن كل ما تعمله من الدين خالصاً لله وحده.
_ وفي قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، يتضح لنا أن الإخلاص هو من مصاديق توحيدك لله سبحانه وتعالى.
_ وفي قوله تعالى: ( قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)، يعلمنا الله كيف نتخاطب مع أهل الكتاب، وأن الإخلاص يكون في الدين والعبادة.
_ وفي إطار الجهاد في سبيل الله يوضح لنا الله تعالى في قوله: (فِي سَبِيلِ اللهِ)، أنك يجب أن تحرص على أن يكون جهادك في سبيل الله، وليس لأي مكاسب مادية، أو ثناء أو مديح من الناس، بل يكون وفق الطريقة التي رسمها الله في كتابه، وفي قوله تعالى: ( وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ)، وقوله: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ)، يجب أن لا تدخل أي شائبة وأي مقصد من الناس لأنه سيدخل ضمن المقاصد الشخصية.
_ في جانب الإنفاق يقول الله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى)، يجب أن لا يبتغي به مقابل من الناس، كبير أو صغير، بل هدفه الحصري هو ابتغاء وجه ربه الأعلى.
_ وفي إطار أجر العمل يخبرنا الله تعالى قائلاً: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، هناك طمأنة كبيرة على أن ما تعمله من خير قربة من الله، سيكون الجزاء من الله هو المقابل العظيم لما تعمله.
_ عندما يكون عملك خالصاً لله، ليس فقط المقابل هو الأجر، بل سيضاعفه الله لك، لقوله تعالى: ( إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِـمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا).
_ لا تقلق بأن الله لم يطلع، أو لم يعرف وسيضيع أجرك، بل هو يعلم كل شيء ويجازيك به خير الجزاء وهو العليم بكل عباده، لقوله تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَـمْهُ اللهُ).
_ هناك عطاء إلهي، ألا وهو العزة، فإذا أردت العزة فلا تنشدها من الناس، وتبتغي العزة منهم بل اخلص لله واعمل وفق توجيهاته وانشدها منه فقط، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَللهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِـمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ).
_ في إطار النصر، في قوله تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ)، تحرك من أجل الله، لا لتحصل على صيت أنك الفاتح العسكري، وأنك من سيقتل الأعداء، بل من أجل الله، من أجل رضاه، وهو سينصرك ويجعلك فاتحاً.
_ في التحذير من الرياء يقول الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم: ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، نزلت هذه الآية بشأن مجاهدين سألوا النبي إذا كان الإنسان يجاهد لمرضاة الله، ولكنه يجب أن يذكر بين الناس، ويريد من الله الأجر ومن الناس الثناء والمديح والصيت والإشادة، فهل سيكون له الأجر، فنزلت الآية لتبين ذلك.
_ وعن الصدقة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْـمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، لا تبطل عملك بعمل لا قيمة له، ومثل كأنها صخرة ملساء عليها تراب، فأصابه مطر وذهب كل ماعليها من طين.
_ الصلاة في قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْـمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْـمَاعُونَ)، الويل لك، في هذه الحالة خسارتك في الأجر أكثر من حصولك عليه، ويتحول العمل بنفسه إلى معصية بدلاً أن يكون قربة تحظى به الأجر الكبير.
_ أهم ثمرات الإخلاص لله هو:
1/ قبول العمل الصالح، وأن يكون لعملك قيمته وأثره في نفسك وفي الواقع، وأن يحقق نجاحه الكبير.
2/ الفاعلية في العمل، فالمرآئي نشط إذا عمل عملاً ورأى المديح والثناء من الناس، أما إذا لم يتفاعل معه أحد فهو سرعان مايتحطم ويتخاذل عن العمل، لكن الذي مقصده رضى الله، سيكون نشط فاعل في كل الأحوال، ولو كان في الصحراء، فهناك جد في العمل لأنك تدرك أن الله يراك.
_ من ثمار الإخلاص: الحفاظ على التوحد والإخاء والألفة بين المؤمنين، فالأنانية والمقاصد الشخصية مدمرة للأخوة.
_ خطورة الرياء: خسران العمل والجهود، فلن يقبل الله منك أي عمل ولن تحظى بالنتائج لكل عمل، وهي خسارة رهيبة جداً.
_ سلبيات الرياء: السلبية في الأداء العملي الذي أصبحت له مقاصد شخصية، لا فاعلية ولا جد فيه، ويتوقف بمجرد أن يستفزه أي أحد، لأن عمله كان للناس وليس لله، فالكثير يتوقف عن الجهاد لمّا تغيرت مقاصده الشخصية، فعند التمكين ينفذ الشيطان إلى نفسه، فتصبح المطالب المادية أساسية لديه، ولن يواصل إلا بها وقد يتوقف عن العمل، ونسى بأن كل ما وصل إليه هو كان بإخلاصه لله تعالى.
_ سلبيات المقاصد الشخصية: تنحرف بالإنسان بشكل كلي عن المواصلة للعمل فيما هو في إرضاء الله، فنحن من يحتاج الإخلاص لما له من قيمة وأثر في حياتنا، فالله تعالى غني عنا.