اقبلوا على محاضراته فإنها غذاء للروح

إب نيوز ٢٨ إبريل 

*بقلم /عفاف محمد

كثيراً ما سمعنا عن “المحاضرات الرمضانية” للشهيد القائد؛ والتي حضرها الرعيل الأول من المجاهدين ممن حظوا بذاك الشرف العظيم، وكم غبطناهم ان استسقوا من معينه الصافي العذب الزلال. فقد تركزت محاضراته سلام الله عليه على مفاهيم عديدة ومرتكزات اساسية للمشروع القرآني الهادي .

وفي عصرنا الحاضر أكرمنا الله بعلم الهدى سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي يطل علينا كالنور ليضيء ليالي رمضان الذي أكسبها جمالاً خاصاً وروحانية تتملك الإنسان .

سلام الله عليه يتحدث بنقاط هامة تقوّم إعوجاج الفرد وتقوي صلته بربه وترشده الى طريق الصواب والهدى فكل عمل نقوم به فإن الله عليه رقيب وحسيب حتى توبتنا من المعصية. قال تعالى : *{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَـمْهُ اللهُ}*.

تطرق سلام الله عليه خلال النصف الأول من شهر رمضان لمواضيع كثيرة ومن فاتته كأنه فاته نصف عمره لأننا كبشر مقصرين في حق الله بل وحق انفسنا تجاهه جل علاه. نحن بحاجة للتذكير وللإرشاد كي يكتمل اسلامنا ويكون بالوجه السليم.

كثيراً هم من اقبلوا على متابعة هذه المحاضرات الرمضانية والتي تغذي أرواحنا وتشبعها إيماناِ وتقى وصلاحاً وتجنبنا الغواية .

نحن كبشر بأنفسنا الدنيوية نتعرض لزلات وضعف. ونحتاج لتلك المحاضرات القيمة لنزكي بها أنفسنا وننال رضى الله جل شأنه .
فما أعظم أن يتطرق سماحته لمواضيع دقيقة قد نغفل عنها او قد تهفو أنفسنا ونرتكب المعاصي لا سمح الله ونتهاون في التمادي فيها .
فالصلاح لا يكون إلا بالعزيمة والإصرار على ان تتطهر النفس من كل الشوائب التي تغضب الله وتجرنا للمعصية المزينة من قبل الشيطان .

ومن تلك النقاط الحساسة تحدث سيدنا الجليل عن ثمار الأخلاص في العبادة والتي تتمثل في صلاة العبد، إنفاقه، جهاده وكثير من العبادات. وحدثنا أيضاً عن خطورة الرياء الذي يتعارض مع الإخلاص في القول والعمل ويجعل الفرد منا يتقرب إلى الله بأعماله بغية ان يُقال فلان فعل كذا وكذا. فلان يصلي، فلان يتصدق، فلان ينفق، وبذا كانت كل مقاصده لأجل ان يلفت الآخرين إليها وليس محبة وطاعة في الله. وكل حديث سماحة السيد مقرون بآيات جليلة توضح لنا صدق قوله وتنبهنا لأمور عميقة قد نجهلها .
حدثنا عن كيف نصبح عزيزين بالله، حتى العزة نحتاج لأن ننشدها من الله لا من غيره فتكون بمعناها الحقيقي العميق. قال جل شأنه:
*{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَللهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِـمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ}*.

كذلك تحدث السيد القائد كثيراً عن كيفية وصولنا للنصر والذي يحتاج للقرب من الله أكثر والتمسك بحبله وبذلك تكون عملية النصر لابالقوة أو العدد والمدد وانما بمعية الله وبالتمسك بتعاليمه ان ننصر الله بعبادته وطاعته ينصرنا على اعدائنا ويخذلهم قال جل شأنه
: *{إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ}*

وأكد سيدنا وقائدنا على أهمية الإخلاص في أعمالنا في عبادتنا كي يكتمل إيماننا
قال تعالى : *{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ.}*

وأخيراً وليس بيننا آخير ولا زالت المزن تنهمر علينا في تلك المحاضرات الربانية الجليلة التي هي كالتنبيه لأنفسنا من غفلتها والتي نحن بأمس الحاجة لها فلا تفوتنك يا مؤمن ويا مؤمنة فهي بمثابة الغذاء المتكامل لأرواحنا.
ودمتم في هداية وصلاح .

وشهركم كريم .

You might also like