توقيت التصريحات الأمريكية الحالية.. ودوافعها بخصوص الأزمة اليمنية!!
إبنيوز ٢٩ إبريل
عبدالجبار الغراب
ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تسويقة إعلاميآ هو مكشوف للعيان ومنذ بدايات الحرب على اليمن واليمنيين, لكنها بالمقابل تحاول إستثمار حرب اليمن لصالحها وصالح مخططات الصهيونية العالمية, وتجعلها ورقة ضغط وبقوة لتلعب عليها ضمن عديد أوراقها التفاوضية في الملف النووي الإيراني, ومن هذا المنطلق توضحت الصورة بأكملها بمجرد وضع حرب اليمن ضمن برنامج بايدن الانتخابي مقرونة بالرجوع الى اتفاقية البرنامج النووي الذي انسحبت منها أمريكا عام 2018 في عهد المهزوم في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب هذا جانب, الجانب الثاني تعكرت اجواء اقتراب إيران للدخول مره أخرى في مفاوضات مع أمريكا خلال المائة اليوم الأولى من حكم بايدن, والتى كانت ضمن أولويات أهدافه بداية الثلاثة الأشهر الأولى وهو إيقاف حرب اليمن مع تحقيق إدخال ايران ضمن مفاوضات جديده حسب الرؤية الأمريكية, وهذا ما عجزت عنه أمريكا حاليا, فكان لها ومنذ الوهلة الأولى إظهار الاعيبها الاعلامية وتسويقها لمحاولات تحقيق تقدمات في تطبيق أهداف بايدن السريعة, ومن بوابه إيقاف صفقاتها التسليحية لمملكة العدوان لأسباب استخدامها لقصف المدنيين وعدم فاعلية تحالف العدوان في الحسم العسكري: ما هي الا الاعيب سياسية أمريكية لمحاولة الهروب من المسؤولية عن الحرب, وأيضا للوثوق بها لوضع الحلول وإيجاد مبادرات تفضي الى عملية شاملة تقود الى انهاء حرب اليمن.
فكانت للولايات المتحدة الأمريكية تسميت مبعوث لها خاص الى اليمن ليندركينغ للقيام بجولات من شأنها جمع الرؤيا والأفكار وبلورتها لوضع صيغه مشتركة تقود الى اتفاق بين الأطراف المتصارعه للدخول الى مفاوضات, ليمتد سيناريو إيجاد حلول ومخارج لوضع حل نهائي لحرب اليمن, وما ذهاب مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث الى إيران وهي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب على اليمن الا ضمن هذا السياق المتفق والمنسق امريكيا بالدرجة الأولى, لكن كانت لكل المحاولات فشلها في إيجاد مخارج وحلول رسمتها أمريكا لجعل ورقة اليمن ضغط في تصورها للجانب الإيراني لإدخاله في مفاوضات الاتفاق النووي حسب تفعيل نقاط جديده أهمها ملف الصواريخ البالستيه, وعندما تقدمت السعودية بمبادرتها لوضع الحلول هي مرواغات اعلاميه تشابهت في الخروج والظهور مع تسويق أمريكا ملف اليمن إعلاميا.
الفشل الذريع والمتصاعد لدول تحالف العدوان عسكريا وسياسيا انصب في جهات عديدة فكانت لها مسك الورقة الإنسانية لجعلها ضغط ومقايضة وابتزاز, وهذا ما كان للحوار في سلطنه عمان حدوثه, والذي عبر عن ذلك وفد صنعاء المفاوص بعدم المقايضة بالجانب الإنساني وهو في نظر تحالف العدوان هدف لهم لتحقيق ما عجزوا عنه عسكريا, فالمواصلة المستمرة والمشروعة للجيش اليمني واللجان الشعبيه في استكمال تحرير ما تبقى من مناطق ومدن ما زالت تحت سيطرة تحالف العدوان حققت الثمار واذهلت قوى تحالف العدوان, فالزحف نحو محافظه مأرب اخذ طابعه المخوف لد أمريكا وحلفائها
فكلما كان للحسم أحقيه في الاكتمال وتحرير مأرب كلما تضاعفت الجهود الأممية والأمريكية والبريطانية لاتخاذ حيل وعراقيل لتأخير حسم تحرير مأرب, فكانت لدعوات مجلس الامن وخروجه لمطالبه الجيش واللجان لإيقاف التصعيد والتقدم نحو مأرب ومثلها كانت أمريكا وبريطانيا وتصويرهم للوضع الإنساني المتعلق بالنازحين سبب لإيقاف التقدم واستكمال التحرير, فلا نجحت مساعيهم ولا تحققت امانيهم لإيجاد خطط وبدائل تساعدهم في إيقاف تحرير مارب.
ومن هنا اخدت أمريكا ومعها اللوبي الصهيوني في وضع العراقيل والتحايلات وخلق زعزعه في الاستقرار في الشرق الأوسط وبالخصوص ما يتعلق بدول محور المقاومة, فخلقت خلخلة للأوضاع وبمساعده الفرنسيين في لبنان وجعلهم بلا حكومه والقصد هنا الاضرار بحزب الله اللبناني, واغتيالات واستهداف لمنشأه نطنز النووية الإيرانية, والقصف الإسرائيلي المستمر للأراضي السورية, وإثارة المشاكل بالداخل العراقي وإحداث وعودة التفجيرات الإرهابية, والتصعيد العسكري في اليمن ومواصلة الحصار وفرض دائم وغير مبرر لاحتجاز ناقلات النفط والغاز, لكن كل هذا تم مواجهته بعزيمه واصرار ومقابله التصعيد بالتصعيد, لتظهر متغيرات فائقة في الخروج والظهور وتحدث قلب للمعادلات فكان لليمنيين إظهار كفاءتهم المتصاعده في التطور الصناعي الحربي واظهارهم لمعرض الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مفاجأة كبيرة ارهبت العدوان ووضعته في تيهان وشرود للتفكير بمخارج وحلول, وما حققه الصاروخ البالستي السوري الانطلاق الإيراني الصنع وضربه للكيان بالقرب من مفاعل ديمونه خلقت الارتباك واعجزت قوى الشر والاستكبار لوضع اليات جديده لصيغ قادمة لاتخاذها لرسم مساعى تقود الى تحقيق ولو جزء صغير من أهدافهم الكبيرة سابقا.
فكان لتوقيت مساعي أمريكا الحالية وبالخصوص ما يتعلق بالملف اليمني ما هي الا محاولة لتبرير فشلها مع المدة التى حددتها إدارة بايدن لحل الصرع في اليمن خلال المائة اليوم الأولى من تولية السلطة في أمريكا, بالإضافة الى متغيرات طرأت ولم يكن بحسبان أمريكا وهو الإصرار والعزيمة الواضحة لد الجيش اليمني واللجان من حسم معركة تحرير مأرب, هذا ما جعل ل لخبطة حسابات أمريكا وتقلص محاولاتها لتحقيق ما تطمح اليها لتعزيز نفوذها في المنطقه خصوصا بعد ما حققت التطبيع مع عديد دول العرب وتم ضمها الى القيادة المركزية الوسطى, ولهذا جاءت التصريحات الأمريكية أعلاميه في التسويق أكثر ما هي تحمل وقائع للتنفيذ والسير بها نحو العمل الأكيد, وهذا ما هو معهود لسياسة أمريكا الحالية, ومن هنا فهي لا تمتلك الجرآه في وضع نفسها في أزمات إضافية للقدوم بعمل عسكري او خلق تأزيم سياسي يتراكم لأزمتها السياسية في منطقه الشرق الأوسط وتقلص نفوذها عن ما كان سابقا.
ومن هذه المنطلقات الكاملة والدلائل الواضحة, ها هي أمريكا وعبر مبعوثها الخاص الى اليمن قام بتقديم افادته الى مجلس الشيوخ الأمريكي لشرح الأوضاع والأحداث التى لخصها من زيارته المتعددة الى المنطقه والتى يحاول من خلالها وضع مخرج للإدارة الأمريكية الجديده التى وضعت وحددت مده مائة يوم لوضع حد لنهاية الصراع في اليمن, ولعله يخرج برؤيا جديده قد يكون لاطاله امد الصراع وجوده ودعمه في اليمن لحتى ترى أمريكا هدفها لتحقيقه, وهذا ما سينعكس عليها سلبا مع اقتراب الجيش اليمني واللجان في اعلانه الحتمي والمؤكد لتحرير محافظه مأرب, لتسقط كل ما تحاول تدبيره أمريكا لاطاله امد النزاع, والتى تحاول ربط الصراع في اليمن بالملف النووي الإيراني, وهذه لها نظرات خاطئة من وجهة النظر الأمريكية, ومع قادم الأيام سيتحقق المنال وستنتهي الحرب في اليمن بقوة اليمنيين ووانتصارهم في الميدان هي من ستقف بها الحرب ويتم طرد المحتل الخارجي من أراضي اليمن واليمنيين.