دهست صرصورا

إب نيوز ٣٠ إبريل

عبدالملك سام

ألا تعسا وسحقا للنفاق والمنافقين ، فهؤلاء الذين لا دين لهم لم يكفوا يوما أو ساعة عن إنتهاز الفرص عند كل مصيبة تصيب هذا الشعب ليعلنوا شماتتهم به ! عند كل أزمة أو ظرف عصيب تجدهم يشحذون السنتهم في تشف وغل غريبين وغير مبررين أبدا ، فهؤلاء من يتلذذون بتثبيط ولوم الناس هم من أكثر الناس أستفادة من الأوضاع وأقلهم تضررا بما نعاني ! لكنهم غالبا كائنات أنانية لا تعرف شيئا عن القيم التي يتمسك بها الناس كالعزة والكرامة والحرية ، وغالبا هؤلاء هم أول من سيولي مدبرا عندما تزداد الأوضاع سوءا ليقدم أوراقه كلاجئ في أي بلد آخر !

تجربة الجلوس مع شخص منافق تمثل ساعات من العذاب غير المحتمل حتى لو كانت لدقائق معدودة ، فالمنافق يملك من المصطلحات ما يكفي لإصابتك بالخرس والغثيان في آن واحد ، ومهما حاولت أن تكون متعقلا وأنت تتحدث أليه فذلك مستحيل ، فهو يناور مستغلا كرم أخلاقك ليستخدم ألفاظا سوقية وهو يعلم أنك ستسكت تأدبا ولن تجاريه في ذلك ، وبهذا سيضعك في وضع بائس مهما كانت حجتك قوية ومنطقك سليم .

أذكر مرة أني تكلمت مع أحدهم ، وكان صوته جهوريا ومعروف ببذاءته ، ورغم أني أعتبر نفسي جهبذا بين رفاقي ممن عشت معهم أيام الثورة المجيدة قبل سقوط النظام العميل البائد ، ألا أني وجدت نفسي ساكتا لا الوي على شيء ، ولم استطع ان اتكلم او حتى افكر بالرد امام سيل الكلمات اللئيمة التي اطلقها هذا اللعين ! حينها خطر ببالي خيال بأني أسحق صرصورا تحت قدمي ، فقمت وقلت كلمتين في أذنه خطرتا لي فجأة ، وأذا به يسكت وقد بدت معالم الرعب على محياه البليد ، وطبعا اسمحوا لي فلن اقول ما وشوشت به هذا الشخص لانه اسلوب ما كنت اريد ان استخدمه ، ولكنه – وياللعجب – أثر به

من هذه التجربة الصغيرة ، خرجت بفكرة ما .. أنصح لوجه الله ، لا تجعل احدا يستفزك لعداوات نحن في غنى عنها . نحن نستقل ذات المركب ، وفي الظروف الصعبة يظهر المعدن النفيس من الرخيص . وبعد ست سنوات من عدوان ظالم ، وعشرات السنين من المؤامرات ، ماذا جنى اعداؤنا سوى الخيبة ؟! نحن نعاني ، ولكننا نعلم ماذا نريد ، وكيف سنحصل عليه . أما المنافق والعميل فهو لا يستطيع النظر لأبعد من رجليه ورغبات نفسه هو ، مهما ادعى حرصه على المصلحة العامة والوطنية ….الخ . مشروعنا قائم ، بينما هم ذاهبون إلى مزبلة التاريخ ثم الجحيم دون رجعة ، والعاقبة للمتقين .

 

You might also like