لا تحزن إن الله معنا

إب نيوز ١ مايو

أمة السلام جعفر

مهما وقعت بك المشاكل، مهما أتتك الضربات القوية، وأحياناً تلك الموجعة مهما كنت في أشد الظروف، مهما اشتدت عليك الأيام، ووجدت أن الأيام قاسية عليك تذكر فقط، أن الله معك، أن الله لن يتركك، أن الله يحبك ويريدك أن ترجع إليه بصدق، إذاً لا تحزن لأن الله موجود الله فوق الظروف فوق تلك الأيام العصيبة، فوق ذلك الألم فوق الوجع فوق أيامك التي تظن أنها لن تمضي وتمضي بحوله وقوته..

تذكر دائماً أن الله إذا كان معك لن تحزن أبداً الله لا يريدك أن تحزن، الله يعطيك ما تريد ولكن بالطريقة التي يريدها هو يريدك أن تعود إليه، كأنه يقول لك يا عبدي لن تذوق طعم الغفلة وأنا موجود ولا المذلة وأنا المعبود، إليّ المرجع وإليّ المآب والمرتكا، فلتعد تلك العودة الصادقة يا عبدي أنا موجود فوقك اطلب مني ما شئت، ارجع إليّ بكل قوة قاتل رغبات نفسك وشهواتها، ومطالبها التي لم ولن تنتهي أبداً، النفس تريد وتريد وتريد، تريد الدنيا كلها تريد أن ترضي نفسك وأهواء نفسك، لكن إذا أحسست برضى الله عنك فهذا أجمل شعور، سوف تعيش أيام جميلة، وتتمنى لتلك الأيام التي لم ترجع فيها اليّ أن تعود إليك لكي تعود اليّ، لن تحزن وأنت راجع إليّ لن تتضايق لن تتراجع هذا لأني معك…

عندما كان الرسول في الغار ومعه صاحبه وكاد المشركون يرون الرسول صلوات الله عليه وعلى آله فخاف الذي كان معه لكن الرسول وبكل اطمئنان قال لا تحزن إن الله معنا، الله لن يتركنا، الله سوف يؤيدنا، سوف ينصرنا سوف يقف معنا، لن نحزن أبداً ولن نيأس مادام الله معنا، ثقة بالله مطلقة كان يملكها رسول الرحمة ولديه يقين خالص بالله…

إذاً لن نحزن لن نيأس، سوف نمضي، وسوف نواصل المسير بكل قوة وبكل ثبات، بكل اطمئنان، هذا إذا كنا نعلم علم اليقين أن الله معنا، أن الله سوف يبعد عنا الشر كله …

الله عالم الأحوال، عالم ماذا بك وكيف ظروفك، وكيف أيامك، كيف مررت بهذا اليوم، وهذه الساعة، هل قصرت هل تخاذلت؟ يعلم كل شيء يعلم حالك الآن وحاجتك إليه في كل آن، ويعلم ما تخفي الصدور…
إن الله معنا، فلا تحزن، الله معك فلا تحزن، الله يحبك فلا تحزن، عد إليه يسعدك، عد إليه يبعد عنك مساوئ الحياة عد إليه ينصرك ويؤيدك….

إنه يعلم الأحوال جميعها، العلم عندك يا الله بما بيّ، تعلم كيف حالي، وتعلم ماذا بي، اغفر لي ذنوبي وتقصيري، ولاتجعل الحزن في طريقي وأنت معي يارب ومن جهنم نجيني يا الله..

تأتي علينا أيامٌ نواسي أنفسنا، وأيامٌ نبكيِ منها، وأحيناً نحتاج أحداً يطبطب على جرحٍ حل بنا، ضيق صدرٍ لا يوصف، فلا نجد غيرك يالله، وغير كتابك نأتي إليه بكل شوق، مهما اعتلا صدورنا من ضيق الحياة، نرجع إليك ونأتيك حاملين كل ذلك الثقل الذي أنهك قلوبنا ونعود من عندك بجبرٍ يليق بعظمتك..

تُبت إليك يا الله مهما قست عليّ الدنيا، والظروف، أنا أعلم علم اليقين أنك معي ولا تريدني أن أحزن، كل صعاب هذه الدنيا تصبح تافهة بقربي من الله، حتى لو تقربت إلىّ الدنيا بكل متاعها لن تفرحني، لن تساوي شيئاً أمام قربي منك يالله وراحتي واطمئناني، يارب أسألك الجنة، ومن لظى جهنم تنجيني ياإلهي وسيدي..

وأخيراً لماذا الحزن والله معك؟؟ لماذا الحزن والله يريدك أن ترجع إليه ليسعدك؟ لماذا الحزن والله يريد أن يرضى عنك، يريدك أن ترجع إليه لكي يرضي عنك ..

لم أعد أبحث عن رضى نفسي فما يرضي الله يرضيني، والحمد لله الذي يعطيني أسباب السعادة كي لا أحزن، بل لكي أرجع إليه..

 

You might also like