حرب اميركا في ميادين مقاومة الغزاة وليس في طهران
إب نيوز ٢ مايو
بسام ابو شريف
– البيت الأبيض يخطئ أهدافا اخرى غير الاتفاق ، ويركز على الهدف النووي .
– انهيار نفوذ الولايات المتحدة سيأتي على يد فصائل محور المقاومة ، وليس ايران
– تمكين فصائل محور المقاومة من صنع ، وتطوير قدراتها العسكرية سوف يمكنها رغم الحصار من الانتصار .
– الأشكال المختلفة للأسواق المشتركة ، والتعاون الاقتصادي سيخلق محورا مناهضا لمحور العقوبات .
يراهن البيت الأبيض عبر اطالة أمد ” حوار فيينا ” ، على انهاك ايران وارضاخها لمطالب الولايات المتحدة بطرق ملتوية ومختلفه ، وأهم تلك الطرق المفاوضات التي تجري ” بين موسكو وواشنطن ” ، في فيينا وتشارك فيها دول اوروبية عندما تحتاج اميركا الى ذلك .
واعتبر الاميركيون هذه المفاوضات بديلا للمفاوضات المباشرة مع الوفد الايراني ، ولذلك فان البحث في هذا الاطار لايدور حول العقوبات ، والعودة للالتزام بالاتفاق النووي بل بتخطي ذلك الى الصواريخ الباليستية ، ونفوذ ايران في الدول المحيطة بها ، وركزت المفاوضات في الجلسة الثالثة على نفوذ ايران في اليمن ، والعراق ، ولبنان ، هذا يعني أن المفاوضات التي تدور (رغم رفض ايران المشاركة بأي مفاوضات قبل رفع العقوبات ولذلك تطول مدة فيينا ) وتحاول موسكو الابقاء على الزخم عبر اطلاق بيانات متفائلة بين حين وآخر .
هدف اميركا ليس السلاح النووي ، فقد تأكدت أن الجمهورية الاسلامية لن تنتج سلاحا نوويا بسبب تعارض ذلك مع مبادئ الاسلام ، لذلك تستهدف النفوذ الايراني أي ” دعم ايران لفصائل مقاومة القوى المعتدية ، والغازية في فلسطين ، واليمن ، ولبنان ، وسوريا ، والعراق، ودول المغرب العربي ، وعلى رأسها ليبيا ، والجزائر ، واشنطن تستهدف نمو أي قوة ثورية وطنية واقليمية ، وقومية تناضل لانتزاع استقلالها ، وتحرير أراضيها المغتصبة ، واقتصادها المنهوب ، انه هدف التحالف الاميركي الصهيوني مع أنظمة خلقها الاستعمار لضمان استمرار نهب ثروات شعوب المنطقة ، أسوأ ما تراه واشنطن بايران وممارساتها ، هو دعم ايران لقوى ثورية تكافح لانهاء السيطرة الاميركية الصهيونية على مقدرات البلاد العربية ، وهذا هو الذي يمس جوهر المصالح الاميركية الصهيونية ، وبما أن ايران هي التي تدعم ، وتسلح قوى المقاومة ، فانها تشكل عدوا وهدفا لواشنطن وتل ابيب من هذه الزاوية .
واذا أردنا أن نوجز لنوضح نقول : ( لاسمح الله لو أن ايران وافقت على التطبيع مع اسرائيل لما كان لواشنطن أدنى مشكلة مع طهران حتى مع نووي ايران ) ، ومن خلال ما جرى ويجري من مفاوضات جدية بين الدول الكبرى على هامش حوار ” نووي ايران ” ، والعودة للالتزام به يصبح من الضروري بلورة مايجعل من وصول واشنطن لأهدافها ، وتل ابيب لأهدافها أمرا مستحيلا ، وهذا الأمر معقد لكن عنوانه المبسط ، هو تمكين منظمات وفصائل المقاومة حيثما كانت من تصنيع ، وتطوير أسلحتها الصاروخية ، والالكترونية ، والسايبيرية والتدرب على ابتداع وسائل ، وطرق ، وخطط لاتخطر على بال العدو للنيل منه ، ولاشك أن تصميم هذه الفصائل المستند لصمود الجماهير الاسطوري يلعب دورا جوهريا في صنع النصر تماما كما يثبت كل يوم أبطال من لبنان ، واليمن ، والعراق ، وسوريا ، وفلسطين ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الأمور التي تدور في فيينا على نغمات موسيقى فيينا ، هي ليس كل ما يدور حول النووي ، وايران ، والعقوبات ، اذ أن العدو الاميركي الصهيوني الذي خبرناه جيدا لايتوقف عن الابتسام ، وبيده خنجر للطعن في الظهر ، فهنالك اتفاق اميركي اسرائيلي : –
– لتمكين اسرائيل من أن تبقى القوة الأقوى في المنطقة .
– اتفاق اميركي اسرائيلي بتشكيل لجنة لتطوير أسلحة ضد المسيرات ، والصواريخ الايرانية .
– هنالك اتفاق على عدم رفض ، أو ادانة أي عمل هجومي تقوم به اسرائيل ضد ايران .
ووفق سفير اسرائيل لدى واشنطن ” اجتماع وفد اسرائيل للأمن القومي يوم أمس مع وفد الأمن القومي الاميركي الذي قال : ( لانوافق على الاتفاق النووي الايراني وسوف نضرب حيثما نريد ومتى نريد حماية لأمننا ووجودنا ) .
هذه بنود توافق عليها ادارة بايدن كما وافقت على كل ما جرى تنفيذه من صفقة ترامب مثل ضم القدس ، وتهويدها ، وصمت بايدن ازاء الممارسات العنصرية الدموية ضد شعبنا في فلسطين ، وعدم التزام بايدن بالسياسة الرسمية لواشنطن ، وهي ( اعتبار كل عمليات الاستيطان في الضفة الغربية ، والقدس الشرقية غير شرعية ، وغير مشروعة ، ومخالفة لقرارات الأمم امتحدة ) ، من هنا تبذل ادارة بايدن كل الجهود والمال اللازم لاعادة ” المقاطعة في رام الله ” ، لأحضان البيت الأبيض ، وحتى يصبح ” تنسيق المقاطعة برام الله أمنيا وسياسيا ليس مع تل ابيب فقط ، بل مع واشنطن أيضا ” ، هنالك استعجال اميركي لمنع تطور ردود الفعل الشعبية الفلسطينية الى انتفاضة ، ولم تتخذ ادارة بايدن أي موقف يشير الى ادانة الاجرام العنصري الاسرائيلي ضد أطفال ، ونساء ، ورجال فلسطين خاصة في القدس .
بايدن ، وادارته يريدون خنق ، وقتل فصائل محور المقاومة ، وليس قتل ايران ، ومعركتهم ضد ايران ، هي بهدف وقف دورها الداعم لمحاربة الظلم والظالمين ، وهزيمة الاميركيين والصهاينة لن تكون في ايران ، بل في ميادين القتال الذي تخوضه السعودية ، وتحالف الشر الاميركي الصهيوني الرجعي العربي في فلسطين ، واليمن ، وسوريا ، والعراق ، ولبنان .