أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة للسيد القائد/ عبد الملك الحوثي (سلام الله عليه)
إب نيوز ٢ مايو
*تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ رزق الله ونعمه التي أسبغها علينا، وكل ما سخره للبشر، سخره وقدم مع ذلك الهداية بطريقة صحيحة تستقر بها حياة الإنسان.
_ نعم الله أرفقها لنا بالتعليمات، مما يوضح لك كيف تنطلق مع هذه النعم، لأن الإنسان قد يتجه نحو الطمع والشهوات، ويريد أن يصل إلى كل مايشتهيه من هذه النعم بطريقة فوضوية، وذلك فيه خطورة كبيرة على الإنسان.
_ فضل الله واسع، فقد جعل فيما أسبغ لنا منافع واسعة، وكيفيات استغلال واستثمار تلك النعم بشكل واسع.
_ عندما يتعامل الإنسان مع النعم بطريقة تبعده عن الله، في معصية الله، هو يستخدمها بطريقة تضره هو.
_ في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا للهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، يحثنا الله تعالى على استثمار النعم بطريقة صحيحة، من منطلق إيماني، لتكون دافع وحافز للشكر الذي يدخل في الواقع العملي.
_ في قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَـمُونَ)، من المطلوب من الذين آمنوا أن يتحركوا، ليستغلوا هذه النعم، فالدين والإيمان ليس حرمان، بل ينظم للإنسان عملية الإستثمار بشكل صحيح، ويربطه بالله سبحانه وتعالى.
_ الإنسان مستخلف في هذه الأرض، والمطلوب منه هو الاستخلاف بالشكل الصحيح، فقد أكد لنا الله تعالى أهمية الشكر، مخاطباً نبيه داوود قائلاً: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، وبين لنا الله شكر سليمان وقد مكنه تمكين واسع، وعجيب، وكيف كان نموذج للشاكرين، ولم يتبطر ويتكبر، إنما تعامل مع النعم بما وصل إلى ذروة التمكين في قوله تعالى: (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)، لم يتبطر بذلك بل عرف أن المسألة، مسألة اختبار.
_ المعصية ضررها على البشر وواقعهم الأمني والاجتماعي، ولا يتضرر منها الله عز وجل، فقد يحكي لنا الله عن نبيه نوح كيف كان شاكراً، لقوله تعالى: ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)، وعن نبيه إبراهيم في قوله تعالى: (شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ)، فيه مواصفات بارزة أنه شاكر لنعم الله بشكل عام، فالأنبياء هم أول القدوة والأسوة لنا في الشكر، فهم يرون النعم أنها ذات أهمية كبيرة.
_ من الموجهات والقيم الأساسية التي نتعامل بها مع النعم:
1/ الحكمة، فالله تعالى يريد أن نتصرف بحكمة مع نعمه، وما مكنّا فيه بدون عبث أو فوضى، أو تصرف لا مسؤول، ففي قوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، الإنسان بحاجة للحكمة على المستوى الشخصي، وعلى المستوى العام، والعرب فقدوا الحكمة في التصرف المالي، فلديهم من أضخم الموارد، والأراضي الزراعية، ومنحهم الله تعالى نعم واسعة، وموارد ضخمة، إلا أنهم لم يستغلوها بالشكل الصحيح، فقد غابت مسألة الإنتاج وحسن الاستخدام لهذه الثروات.
_ 2/ الرشد، فالحكمة مهمة على المستوى الشخصي، والناس يحتاجون إلى الرشد، والرشد هو توأم الحكمة، وهو تصرف ناضج، وتصرف صحيح، والله يركز على الرشد في الجانب المالي، لقوله تعالى: ( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا)، فالسفيه هو انسان غير ناضج عقلياً في الإدراك الصحيح، انسان طائش، يمكن أن يُخدع ويكون عابثاً.
_ 3/ التعامل بمسؤولية وأمانة، فالإنسان إذا تعامل بأمانة، فإنه ينتج عن هذه القيمة أثر إيجابي في الواقع الإقتصادي، ومن الواجب علينا أن ندرك أن المسؤولية ترتبط بالمال، لقوله تعالى: (وَآَتَى الْـمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْـمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ)، وقد جعل الله الجهاد عنوان بارز ويتصل بالمال، لقوله تعالى: ( انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُونَ)، ولقوله تعالى: ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَُ).
_ البخل نتيجته الهلاك، لأن الأمة إذا بخلت ولم تدفع، ولم تدعم فإن العدو سيتمكن.
_ في قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، قوة الإيمان والرشد، ويشمل ذلك الجانب المادي، وهو أن تتجه الأمة على إعداد القوة بكل المستويات، فالأمة تحتاج للعناية باقتصادها، لأن الأمة أصبحت معتمدة في توفير غذائها على الخارج، في أبسط المواد، كالملخاخ، والصلصة.
_ من الأسباب التي تكون حافز للإهتمام بالنهضة الإقتصادية:
هي أن الدنيا مزرعة الآخرة، فالإمام علي نبه على ذلك، والرسول صلوات الله عليه وآله، فحسن تصرفنا بهذه النعم، وحسن تحركنا في هذه الحياة، هو الذي نؤمن به طريقنا للسير للآخرة، فمن يفصل موضوع الدنيا عن الآخرة كلياً سيبتعد عن المفهوم القرآني في الإستخلاف في الأرض، والتحرك وفق تعليمات الله يشمل حل للمشاكل الإقتصادية، لقوله تعالى: (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ).