حيَّ على غور الألم
إب نيوز ٢ مايو
خولة العُفيري
التاسع عشر من شهر رمضان, ٌ، ليس مجرد رقم في تقويم السنة فحسب، ولكنهُ جرحٌ غائر في قلب الأمة الدامي، الذي لم تضمده أيادي السنون ولن يلتئم بمرورها، ففي فجر يوم كهذا، هبت نسائم اللعنة مُعلنةً شقاوة أهل الأرض على يد أشقى الأشقياء الذي جرتهُ قدماه إلى قعر المغضوب عليهم، وساقهُ نفاقه إلى حضيض الضالين بما كسبت يداه من خطيئة هوت به إلى الدرك الأسفل من الغفلة.
ففي محراب النور كان أمير البررة يتمتم الذكر خاشعاً لله، وبينما كان ساجداً في قبلته المُقدسة، منهمكاٌ بـأداء فرضه، باغته ابن ملجم في حين غفلة، ضاربٌا بسيف ضغينتهُ سنام الدين، مخضُّباٌ رأسه الشريف بمآقينا ودمائه، فعندئذٍ حلّت علينا مصيبة الوداع، وبلغ مِنا الحزن ذروته واستوطنت الفاجعة أفئدتنا وأجهشت لفقده المساجد بالبكاء، وصرخت لمقتله المآذن بحيَّ على غور الألم.
لطالما حاولوا جبّ أنفاس النبوة، يريدون إطفاء نّور الهُدى، ولم يعلموا بأن بريق الحق باقٍ، وهذه الذكرى تتجدد غصَّتها، ويقبل صبحها دَاجٍ فيه من الظُّلمِ مايكسوا مدائن وَضَّاحة، ومن الأَسى مايُمزق نياط القلوب وتقشعر من هوله الجوارح والأجساد.
فبأي حزن أصبحنا ياعلي وبأي وجع سنبيت?!!
#اتحاد_كاتبات_اليمن