ضياع الأمة الإسلامية بعد إستشهاد الإمام علي
إب نيوز ٤ مايو
*كتبت/غدير المهذري
عندما نتحدث عن الحزن فهذا الحزن لا ينتهي كسائر الاحزان
نعم لقد بكت الملائكة وبكت السماء عندما فقدت ا+أتقى الأتقياء وأوفى الأوفياء واَأشجع من في الأرض قرين القرآن واَاخ النبي العدنان ..
نعم لقد فقدت الأمة بأكملها رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله؛ رجلاً منذ الطفولة وهو مع الحق بجانب رسول الله يشرب من علم النبي صل الله عليه وآله وسلم وتربى بأحضانه صلوات الله عليه؛ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وجاهد في سبيل الله عالٍ لكلمة الحق ناكساً لراية الباطل لايخاف في الله لومة لائم ولا تهزه تهديدات البغاة الطغاة الجبارين.
فمن مثل علي ولد بمكة المكرمة ببيت الله الحرام .
ومن مثله رعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلمه ودرسه ورباه وفتح بصره وسمعه للنور ..
فكان أول من أسلم وشهد بأن لا إله إلّا الله وأن محمداً رسول الله.
لقــد كان الأَمام علي “ع”السابق بالإيمان المحمدي الأصيل والصادق مع الله ورسوله؛ وكان الرجل الأول في الوفاء لله ولرسوله، وكان الأول المهتم بدينه ومبادئه، وكان أول فدائي للإسلام عندما بات في فراش الرسول ليفديه بروحه لقد كان مخلصاً لايتردد في أن يقدم روحه فداءً لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم.
فكل هذا التضحيات لكي يبقى النبي والإسلام وتبقى الأمة أمة القرآن.
فكلما كلمه النبي “صلوات الله عليه وآله وسلم “قال له “اوتسلم يا رسول الله” ؟ قًال “نَـــْعم” فقال إذهب راشداً مهدياً ..وبقي علي “عليه السلام” على فراشه ونزلت الآية القرآنية *{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ اْبتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّه والله رؤُفٌ بِالعبادِ} [البقرة:٢٠٧]*
فَالإمام علي”؏” هو المصداق لهذه الآية المباركة ..
فالإمام علي “؏” هو رجل المسؤليه ورجل المواقف الكبيرة والمهمات الصعبة فله الدور البارز في معركة بدر والتي سجلها التاريخ من أعظم البطولات الخالدة.
وله الدور الكبير والمميز في معركة أحد بثباته وصموده في رد كيد الأعداء وحماية الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم. وقتل احد قادة اعدائه في هذه المعركة. وفي هذه المعركة نفسها نادى منادٍ “لا فتى الا علي وولاسيف إلا ذو الفقار “..
وكان للإمام علي “؏” الدور العظيم والمميز في واقعة الخندق: كان بطلاً شجاعاً مقداماً عندما برز لـــ. عمر بن ود العامري والذي كان أكبر قادة المشركين المشهور بفروسيته وبطشه؛ فكان عليه اللعنة يقول هل من مبارز يبارزني يا محمد فلم يستجب احدا من المسلمين حتى أن الرسول ضمن لهم الجنة ولكنهم خافوا من هذا الرجل المشرك “عمر بن ود” فقال الإمام علي الأول الذي خرج من أصحاب رسول الله وتوجه بكل شجاعة لمبارزته فكان الرسول صلوات الله عليه وآله يقول “برز الإيمان كله للشرك كله” ففي تلك المبارزة قتل عمر بن ود على يد الفارس الهمّام الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام.
وكان له في خيبر الفتح المبين فقد فتح خيبر بعد أن قال والرسول صلوات الله عليه وآله “لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يديه” وفعلا كان الفتح على يد الإمام علي عليه السلام…
وفي تبوك أيضا له دوراً عظيما ومميزاً في بطولته الخالدة..
هنا لان ستطيع حصر بطولات الإمام علي “؏” في كتاب أو مقال وإنما بعض من بطولاته..
ونختصر لكم قصة استشهاده وكيف ضاعت الأمة من بعده وتاهت..
فالإمام عليه السلام كان صادقاً متواضعاً لا يأكل من مال أحد. كان عدلاً وقوله فصلاً كان يحبه المؤمنؤن وبالذات أولئك الضعفاء والمساكين لأن الامام علي “؏” الرجل الوحيد الكافل للأيتام والمساكين والمحتاجين فكان من يكره الإمام علي “؏” هم أولئك الطامعين الذين ياكلون المحرمات كالربا وغيرها كمعاوية وأبيه وغيرهم من الجبارين المتسلطين على رقاب الناس.
فكان الإمام علي عليه السلام محارب لافكارهم المنحرفة عن دين الله.
فكان معاوية يحاول قتل علي “؏” بأية طريقة وبالذات أن علي كان الحامي لدين الله بعد رسول الله.
هنا نختصر بعد كفاح طويل وبعد بطولات خالدة وبعد جهاد طويل ومستمر قدمه الإمام علي”ع”..
حينئذٍ كلمهُ رسول الله وقال “يا علي سيقتلك أشقى أشقياء الأمة وستخضب لحيتك من دم رأسك” .
فــ علي عندما سمع هذا الكلام من رسول الله استبشر وقال”يا رسول الله أفي سلامة من ديني” قال رسول الله”نــعم” فقال علي “إذا لا أبالي ما دام ديني سالما”.
هنا ننظر الى حرص الاَإمام علي على دينه سيقدم روحه مادام فيه سلامة لدينه.
فكان الإمام علي عليه السلام ينتظر متى هذا الوعد الذي ستخضب لحيته من دم رأسه ..
وفي يوم من الأيام ذهب ليصلي بمسجد الكوفة وعندما سجد غدره سيف غدّار محسوب على الأمة الاسلامية فضربه في رأسه حتى تخضبت لحيته سلام الله عليه وقال استقبالاً للشهادة “فزت ورب الكعبة”.
لقد قتله أشقى أشقياء الأمة ..
قبل أن يغادر الإمام علي أوصى ابنائه بتقوى الله وقال “لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما” .
فرحل علي شهيداً إلى جوار الله بعد جهاد وصبر طويلين.
فتاهت الأمة وأصبحت بعد مقتل الإمام علي “؏” في ذل وخزي تتقاتل فيما بينها، وزاد الظلم والتسلط لابني اميه حتى وقتنا هذا ولم يثبت على نهج الإمام علي “؏” إلا قلة قليلة ..
ضاع العـــدل وضاع الحـــق وابتعد الناس عن كتاب الله ..
وفي الأخير أسال الله لي ولكم أن نكون من محبي الإمام علي وأن نسير بسيرته وننهج نهجه ويلحقنا به شهداء..
#ذكرى_استشهاد_الإمام _علي “ع”