مابين محراب الكرامة والكعبة ولادة مقدسة .
إب نيوز ٥ مايو
آمنة محمد
هنا تمر الأيام بنا ولا ينسى التأريخ الإسلامي ذكرى حزينة، ذكرى استشهاد أمير المؤمنين وسيد الوصيين ويعسوب الدين الأمام علي عليه السلام، وليد الكعبة المشرفة ،حيث ولد النور الساطع، والعلم صاحب نهج البلاغة ، أقيمت ولادته حيث أحب الله لها أن تكون مشرقة بنورها ، وموضوعة بمقامها الشريف، وسمي منذ ولادته “وليد الكعبة” كان شخصية بارزة، إمتاز حتى بهذه الميزة أن كان مولده في الكعبة المشرفة ، والدته رحمة الله عليها عندما أصابها الطلق والمخاض ذهبت إلى الكعبة، لتدعو الله أن يسهل لها ولادتها وما إن دخلت إلى الكعبة وضعته فورا في الكعبة فكان وليد الكعبة.
حقا، سلام الله عليه وعلى ولادته المباركة ، و مابين محراب الكرامة والشهادة، يتجدد الحزن علينا نحب أولياء علي والسائرين في نهج علي، وحب علي هو مقدس و عبادة إلهية ، بل إنها ذكرى حزينة ومأساة تتجدد في كل العصور والرسول صلى عليه واله وسلم قد قال : أن ذلك الذي يقتل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، هو أشقى الأمة جلب الشقاء على هذه الأمة، من ذلك الزمان إلى اليوم ، وهو أشبه بعاقر ناقة ثمود عندما عقروها وجلبوا الشقاء على قومهم فلعنة الله على الشيطان بن ملجم المرادي ومن شارك في هذه الحادثة الحزينة والفاجعة الكبرى حيث سقط الأمام علي شهيدا، في عاصمة دولته وفي باب محرابه ، ومسجده وبسيف محسوب على هذه الأمة.
لقد حل الشقاء على الأمة الأموية واليهودية وإلى اليوم أتباع حادثة السقيفة، ومن تبقَ من قَتَلَتْ الإمام علي وأهل بيته، ملعونين إلى اليوم، ولم يشفَ غليلهم من جهة إخفاء منهج علي عليه السلام وإخفاء أسمه وإبداله بصحابة، الذين عارضوه في يوم السقيفة ، ومن جهة آخرى أرادوا إطفاء نور الله ومنهج علي ، ولكن الله أظهر الحق ظهر منهج علي من أولياءه الصادقين الأوفياء ،ومنهم من تبقَ من نسل آل البيت عليهم السلام قادة مسيرة الحق وأحفاد حيدر سيف لله الكرار ، المنتقم غير فرار ، قاتل عمر بن ود بسيفه الفقار و الطاعن بالرمحين كبش العراق وليث الحجاز ،قاتل المردة ، وفاتح خيبر، ورافع رآية الحق وتابع الرسول صلى الله عليه واله وسلم، والمفدي بنفسه في عصرهم .
كيف لانحزن وقد قال: الرسول في علي كلام ليس كمثله كلام، كيف لانحزن وقد قال الرسول صلى عليه واله لعلي: “سيخضب مد رأسه لحيته” لكن عليا كان يهمه شيء واحد قال يارسوالله ((أفي سلامة من ديني قال : نعم. قال: إذا لا أبالي مادام ديني دينا سليما ، ولايحصل ماحصل فقد فاز بكلمته الشهيرة عندما ضربه اللعين في رأسه قال: فزت ورب الكعبة قالها: وهو في محرابه في باب دولته سقط شهيدا” في جوار ربه وترك علمه حي فينا ، وآياته المؤمنة التي نتذكر منها الأمام علي عليه السلام فهو كما قال الرسول صلى عليه واله وسلم ((علي مع القران والقران مع علي )) صلوات ربي عليه قرين الذكر الذي أوجدت في آيات لله معنى الحق والجهاد في سبيل لله ضد المشركين الذين جاهدوا علي وانطلق من آيات الجهاد وجاهد بسيفه ودينه، وكل مايملك سلام الله عليه حتى سقط شهيدا ولم يكن يهمه أي سلطة أو عروش أو من ملذات الدنيا الغرور التي لم تكن تساوي فردة من نعاله كما قال : إنما كان الرجل المجاهد التابع لأوامر الرسول ومحقق الانتصارات في كل المعارك العظمى خيبر وبدر والأحزاب الذي اشتهر بضربة سيفه ، على اللعين بن ود„ وقال الرسول ضربة علي أعظم من عبادة الثقلين.
وفي معركة خيبر عندما مسح الرسول صلى عليه واله وسلم بيده المباركة على علي عندما أصابه الرمد وأعطاه الرأية وقال: لاأعطي الرأية رجل يحبه الله، ويحبه رسوله، أي الإمام علي عليه السلام هو في شهامته وشجاعته وقتاله الفروسي وقوة إيمانه في مواقفه وخطاباته المذهلة والراقية، وحبه للجهاد ودفاعه عن سلامة دينه، وهو في حياته وقيادته العظمى فهذه هي السلامة لمن يبحث عن السلامة وبهذا الموصفات التي امتلكها علي ، إذا استمرت الأمة بمسيرة علي وجهاده، لن نظلم ولن نقهر وستظل سلامة الدين مرفوعة والحق سينتصر والباطل سيخفق ويقهر بقهر القاهر ، الجبار رب السماوات والأرض الذي يحب المسلمين من ساروا في نهج علي و رفعوا رأية علي من بعده هم أولياء علي وشعيته البتارة ((فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ))
ذكرى حزينة في واقع مؤسف، للأسف الشديد في المواقف والاتجاهات في حياة علي صاحب الحق الذي قال: عنه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم (( علي معي، والحق مع علي ))
وفي لحظاته الآخيرة صاحب الحق وأخاه الرسول وابن عمه، وزوج البتول وأبناؤه السبطين يودع جهاده، في استقبال أمنية من يعرف كرامة الشهيد عظمة الشهيد عندما استقبل تلك الضربة بسيف اللعين وكلمته الشهيرة ((فزت ورب الكعبة )) لأنه على يقين من سلامة دينه وصحة موقفه ونهجه الله سبحانه وتعالى.
و قد منح الشهداء واعطى الشهداء الكرامة التي تجعل مثل عبادة علي الكثيرة يصرخ بهذه الكلمة العظيمة مقسما“ ((فزت ورب الكعبة ))
علينا أن نستلهم من علي صلوات الله عليه الصبر الحق الصمود في مواجهة الباطل ، واستقبال الشدائد بعزائم قوية لاتقهر، وببصيرة عالية ووعي إيجابي كما كان الأمام علي عليه السلام في مواقفه ووعيه الإيجابي، إنه رجل الإيجابية المستحقة في هذا العصر وفي لحظة الاستشهاد يجب أن نعرف كم كان مسرورا” (فزت ورب الكعبة)
السلام على الأمام علي صمام هذه الأمة وصي الرسول وباب مدينة علمه ،السلام على أعظم رجل في التأريخ ببسالته وشجاعته، ورايته وعلمه وسيرته ودينه، بإخلاص وإيمان قد أكمله الله من أجمل الصفات التي منحه الله لأولياءه، وقائده وإمام المسلمين الإمام المرتضى سيد الوصيين، والطاعن بالرمحين الأمام علي عليه السلام ستبقى ذكرى استشهاده على مر العصور هنيئًا له المقام الكريم في جوار ربه ذو الجلال والإكرام .
واللعنة على قاتل الإمام علي وعلى من شارك في هذه الفاجعة التي قهرت الأمة الإسلامية
عظم الله أجوركم وآجورنا بذكرى استشهاده، صاحب الحق ورجل الحق وقرين القرآن الإمام علي عليه السلام وعلى أمة محمد .
.