تصاعد الاغتيالات بين رموز التيار السلفي يجدد الشكوك حول أجندة الإمارات في جنوب اليمن (التفاصيل) .
إب نيوز 25 يوليو
بعد انخفاض نسبي لحوادث الاغتيال خلال الأشهر الأخيرة، عاد شبح الاغتيالات مجدداً في مدينة عدن ومدن أخرى جنوبي اليمن، مستهدفة بشكل أساسي الدعاة السلفيين، حيث شهدت محافظتا عدن ولحج عملية اغتيال ومحاولتين أخريين فشلتا استهدفت جميعها دعاة وخطباء جوامع سلفيين.
وأوضحت مصادر محلية في عدن، أن إمام مسجد الحسني في محافظة لحج، شمال عدن، الشيخ «بشار السلفي»، أُصيب بجروح بين المتوسطة إلى خطيرة، نُقل على أثرها إلى عدن للعلاج، جراء محاولة اغتيال نفّذها مجهولون.
وجاءت العملية بعد ساعات فقط، منقوات محاولة اغتيال تعرض لها، إمام جامع الفاروق، في منطقة دار سعد، شمال عدن، عائد خطيب، ونتج عن العملية إصابته إصابة حرجة.
ووقعت العمليتان، بعد حادثة اغتيال إمام وخطيب مسجد الرحمن، «عبد الرحمن الزهري»، فجر الجمعة، بالقرب من منزله في مديرية المنصورة.
و«الزهري» من الدعاة السلفيين المعروفين في عدن. كما اغتيل، يوم الخميس، قيادي سلفي آخر في المقاومة الشعبية بعدن، وهو فائز الضبياني، وذلك بواسطة عُبوة ناسفة زُرعت في سيارته.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتيال «الزهري» والمحاولتين اللتين استهدفتا عائد خطيب في عدن والسلفي في لحج ، لكن تنظيم “الدولة الإسلامية» تبنى عملية اغتيال الضبياني، وبرّر سبب اغتياله بأنه “عميل للتحالف، في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
ويشير مصدر سلفي لصحيفة العربي الجديد إلى أن معظم الشخصيات السلفية المستهدفة، تنتمي للتيار الدعوي، الذي يرفض الدخول في العمل السياسي ويشدد على طاعة ولي الأمر. وأغلبهم كذلك من خريجي المدارس السلفية المعروفة لهذا التيار. وأبرزها معهد دماج الذي كان في محافظة صعدة، وأغلقه الحوثيون بعد حرب وحصار للسلفيين في المنطقة استمرا أشهراً، انتهى بنزوح السلفيين في يناير/كانون الثاني 2014.
دور السلفيين
وأدى السلفيون عموماً دوراً بارزاً في المواجهات مع الحوثيين، وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في عدن، بين شهري مارس/آذار ويوليو/تموز 2015.
وكان لهذا الأمر بصمته بعد الحرب، من خلال وزير الدولة المثير للجدل، هاني بن بريك، وتياره الذي أسس ما يُعرف بقوات الحزام الأمني، المسؤولة عن تأمين مداخل عدن، وتدعمها الإمارات، بوصفها الدولة التي تسلمت الترتيبات السياسية والأمنية في المحافظات الجنوبية عقب تحريرها من الانقلابيين.
وتفيد بعض المصادر السلفية بأن الشخصيات المستهدفة من الاغتيالات ليست من المرتبطين ببن بريك، بل إن بعضها على خلاف معه.
من جهته، اعتبر الناشط السلفي، «يوسف الشبيلي»، أن مخطط تصفية علماء ورجال الدعوة السلفية في المحافظات الجنوبية لليمن، يهدف لإفراغ الساحة منهم وإفساح المجال للدعوات التي وُصفت بالمنفتحة، والتي لا ترفع للمخالفات الدينية رأساً. بالإضافة إلى دفع السلفيين إلى حمل السلاح كي يتم حشرهم في زاوية الإرهاب، ثم تتم محاربتهم». كما رأى أن «المخطط يهدف أيضاً لضرب السلفيين ببقية الجماعات الإسلامية، من خلال اتهام جماعات أخرى بالوقوف وراء تصفيتهم، وكذلك فصل سلفيي الجنوب عن سلفيي الشمال».
وكان مسلسل استهداف الدعاة السلفيين في عدن، قد بدأ في الأشهر الماضية، بعد أن شهدت المدينة العديد من الاغتيالات، أبرزها استهداف الشيخ سمحان عبدالعزيز، المعروف بـ”الشيخ راوي»، في يناير/كانون الثاني الماضي وكان عبدالعزيز أحد قادة المقاومة في منطقة البريقة.
كما اغتيل في فبراير/شباط الماضي، الشيخ «عبدالرحمن العدني»، وهو أيضاً من الدعاة السلفيين المعروفين في عدن.
وجاءت الحوادث الأخيرة في عدن، متزامنة مع عودة لافتة لملف الاغتيالات، حيث اغتيل، الأحد، شخص برصاص مجهولين بينما كان يقود سيارته، في مديرية الشيخ عثمان، فضلا عن محاولة اغتيال استهدفت محافظ عدن، عيدروس الزبيدي»، ومدير أمن المدينة شلال علي شائع (تبناها تنظيم القاعدة)، كما شهدت المدينة هجوماً بقنبلة يدوية ألقاها مجهولون في بوابة مطار عدن.
ورأى مراقبون أن هذه الاغتيالات تجدد الشكوك حول دور الإمارات في اليمن من خلال استهداف التجمع اليمني للإصلاح والتيار السلفي.
خطة الإمارات
وحمل نشطاء يمنيون شهر مايو/ أيار الماضي الإمارات مسؤولية مقتل «محمد بارحمة» أحد قيادات المقاومة بمحافظة شبوة تحت التعذيب بعد أن اعتقلته قواتها، في حادثة اعتبرت وقتها كاشفة لخطة الإمارات في مواجهة «التجمع اليمني للإصلاح» و«التيار السلفي» الموالي للمملكة، ومحاولاتها لتكوين جبهة دينية موالية لها.
ومنذ أن أعلنت أبوظبي شهر أبريل/ نيسان الماضي شن حملة عسكرية ضد تنظيم القاعدة في حضرموت والمكلا، أصيبت المدينتان بفوضى أمنية عارمة وتغول قوات يمنية تم تدريبها وتأهيلها إماراتيا وتحمل عقيدة أبوظبي الأمنية التي تعادي كل تيارات الإسلام الوسطي
نحو الحرية