محراب الصلاة علمٌ بالمستقبل ورضاء بالقدر
إب نيوز ١٤ مايو
حصة علي
في محراب الصلاة كان هناك رجلا تقيا عالما باصول الحديث والفقه وعالما بتفسير القرآن بصريحه ومتشابهه بناسخه ومنسوخه عالما كعلم نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكيف لايكون عالما وهو باب مدينة علم الرسول ووصيه من بعده ومنزلته كمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعده ،كيف لايكون هو اتقى الاتقياء وقد كسر باب خيبر بضربة واحدة وكيف لايكون وهو لافتى الا علي ولاسيف الاذو الفقار وكيف لايكون وهو في يوم الغدير مولى لكل مؤمن ولايحبه الا مؤمن ولايبغضه الا منافق ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه ،أمر من نبينا الكريم بالولاء والطاعة لعلي…
نعم اتحدث عن اتقى الاتقياء علي بن أبي طالب عليه السلام وله مِڼـّي كل الولاء .
ففي محراب الصلاة ساجدا يصلي بمسجده وحيدا ليس بقربه بشر مكتفيا بملء وحدته بوجود خلاق البشر هو يعلم بأن الله رحمان ورحيم لايفرط بعبده مهما اذنب واخطأ فهو تواب واواب وعبده امامه ذليل وضعيف وتائب وراجع…
كانت هذه حالة الامام علي عليه السلام يصلي ويعلم انه بكل صلاة يصليها سوف يقتل ،سوف يغدر كما قد اوضح له النبي صلوات ربي عليه قبل مماته ،لكنه لم يصلي خوفا من ان يقتل في غير الصلاة فقد كان يصلي لعلمه بأن الصلاة حق ولم يطنب فيها ولم يعجل لخوفه فقد كان يصلي كما كان يصلي قبل معرفته بقدره المحتوم.
وفي التاسع عشر من رمضان في صلاة الفجر يأتي أشقى الاشقياء ليشقي هذه الامة المتخلفة عن النبراس الحقيقي للحق ويضرب رأس سيد العلم وابن عم النبي ووصيه ونسبه وابالحسنين عليهم الصلاة والسلام فرغم معرفته بقدره الا انه لم يشك ولم يرتعب ولم يتذلل فهو كان ينتظر يوم شهادته انتظار العاشق لمعشوقته واي معشوقة هي الشهادة…
الشهادة التي كان يعلم بها من قبل هي اسمى مااختاره الامام علي عندما حدثه رسول الهدى عن ملامح اليوم المشوؤم لنابفراق علي الممدوح ڵـهٍ بالفوز العظيم فلم يخف لانه يعلم انه قدر محتوم وهو يسأل “أفي سلامة من ديني “همه فقط ان يموت علـى دينه لم يفكر بألمه ووجعه مثلما فكر ببقاءه علـى عهده فلما اجابه صلوات ربي عليه “نعم في سلامة من دينك” اغرقته الطمأنينه والراحة والانتظار والشوق لذلك اليوم الذي جعلنا نتخبط في متاهة الألم والندم.
في محراب الصلاة تتجلى لنا الفكرة التي يجب ان نكون عليها وان نكون ذوي ايمان وثقافة لايخالطهما شك بل الوثوق بان كل شيئ يصيب الانسان المؤمن هورحمة فقط ليس عذاب بل رحمة علـى هيئة اختبار وابتلاء، في يوم الاستشهاد العظيم يحصل ان علي عليه السلام كان يعلم بقدره فقابله برضاء وشكر قلّ ان نكون ذوي حكمة مثله فلاخوف ولا شك بل ثقة والتزام…
فالسلام علـى وليد الكعبة الشريفة وشهيد المحراب المقدس…