أماني .. ما لنا غير الأماني !
إب نيوز ١٦ مايو
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
وأنا أرى اليوم شعبنا العربي الفلسطيني يسطر أنصع صفحات البطولة والتضحية والفداء ..
وأنا أراهم يعيدون من جديد نسج خيوط الأمل في نفوس ومخيلات أمتنا بعد أن تبددت وذهبت أدراج العمالة والخيانة والتطبيع ..
وأنا أراهم يُلقِّنون الكيان الصهيوني الغاصب دروساً قاسية في العزة والكرامة والمقاومة والإستبسال ..
وأنا أراهم اليوم يمطرون (تل أبيب) و(حيفا) و(بئر السبع) و(إسدود) بمئات الصواريخ والمسيَّرات التي لم يعتدها هذا الكيان المجرم من قبل ..
وأنا أرى كل ذلك أمامي اليوم ..
كم كنت أتمنى أن أشكر بعد الله سبحانه وتعالى في هذه اللحظة السعودية مثلاً أو دولة الإمارات أو أي من الدول العربية المقتدرة الأخرى على ما (تفضلت) به و(قدمته) من رعايةٍ ودعم معنوي وتكنولوجي وعسكري سخي لحركات المقاومة الفلسطينية أوصلها إلى هذا المستوى من الإستعداد والجاهزية العسكرية والقتالية !
كم كنت أودُّ اليوم أن أغبط أيَّاً من هذه الدول أو بعضاً منها أو جميعها على استحقاقها ونيلها هذا الشرف العظيم الذي ما بعده شرف ولا يطاوله منصبٌ ولا مالٌ ولا جاهٌ ولا سلطان !
تمنيت في الحقيقة .. ولكن !
أماني ما لنا غير الأماني !
وكيف أشكر من ثبت لي أنه لم يقدم للشعب الفلسطيني وحركاته المقاومة طوال أكثر من سبعين عاماً هي عمر الصراع العربي الإسرائيلي شيئاً سوى الخيانة والعمالة والخذلان ؟!
كيف أثني على من ظل ولازال يرى في قوى وحركات المقاومة والممانعة الإسلامية والعربية والفلسطينية حركات ومنظمات إرهابية يسعى دوماً إلى محاربتها والنيل منها ؟!
صعب جداً ! إن لم يكن هو المستحيل بعينه !
يعني تركوا وراءهم فراغاً كبيراً وذهبوا هناك يغوصون في بحر الخيانة والعمالة والتطبيع، لتتقدم إيران (المجوسية) و(الرافضية) و(الصفوية) بحسبهم، وتقفز عليهم جميعاً خاطفةً من بين أيديهم هذا الشرف بعد أن تكفلت وحدها وتحملت على عاتقها تكاليف وأعباء ملء هذا الفراغ !
ثم بعد ذلك يأخذون علينا وعلى الفلسطينيين وكل العرب المقاومين أن شكرنا إيران !
هل رأى الدهر أسخف وأجبن من هؤلاء ؟!
على أية حال،
بعيداً عن الأماني وأمام هذا الواقع المشرف لا أملك إلا أن أقول :
هنيئاً .. لإيران استحقاقها بكل جدارة ونيلها هذا الشرف الرفيع .. ولا عزاء لكم أيها الأعراب .
#معركة_القواصم