عين على العدوان (1) دور المنظمات
إب نيوز ٢٠ مايو
عبدالملك سام
موضوع المنظمات قديم جديد ، وربما هو من المواضيع الشائكة نظرا لأن هناك فائدة تصل إلى بعضنا من هذه المنظمات في ظل الوضع الأقتصادي الذي نعاني منه بسبب العدوان والحصار من جهة ، وبسبب ما وصل إليه بلدنا نتيجة عقود من سوء الإدارة والفساد الذي جعل شعبنا من قبل العدوان بلدا معتادا على طلب المساعدات من رأس السلطة حينها وحتى أصغر مواطن ، ونتذكر كلنا كيف كان الشعب يتندر بأننا شعب يعيش على المعونات حتى الرئيس نفسه !
منذ بداية العدوان تكشفت الكثير من الحقائق حول دور الكثير من المنظمات سابقا وحاليا مع أزدياد وعي المجتمع وأفتضاح الدور الذي تلعبه منظمات عديدة في أستهداف شعبنا الصامد ، ففي الماضي كانت منظمات عدة تقدم مساعدات غذائية في مناطق زراعية مما أدى لخسارة المزارعين وبالتالي عزوفهم عن الزراعة . أما في المدن الرئيسية فقد أدارت العديد من المنظمات حربا ضروسا على الأخلاق والقيم ، وظهرت العديد من المشاكل الإجتماعية في مجتمعنا ، وكان التفسخ الأسري وظهور الفساد الأخلاقي أكبر نتائج هذا الأستهداف والذي كان يتم تبريره بالحضارة والتحضر كما في دول العالم الأخرى ، وللأسف رأى الجميع أننا لم نحصل على أي فوائد أخرى ولم يؤدي هذا التشبه إلى أي نتائج إيجابية ولم نتحول إلى دولة متقدمة كما صوروا لنا !
اليوم يجب أن نعي أن هناك خطورة تستهدفنا من قبل هذه المنظمات ، كما يجب أن نفهم أنه ليست كل المنظمات شرا مطلقا وأن هناك البعض منها ما تزال تقدم فائدة لبعض شرائح المجتمع وإن كانت تمثل نسبة قليلة من عدد المنظمات التي تعمل في أوساط مجتمعنا اليوم ، وكما اتضح خلال الفترة الماضية وجدنا العديد من المنظمات التي عملت على استهداف شرائح معينة من مجتمعنا خاصة اولئك المستضعفين الذين يعانون من البطالة والمناطق المتكدسة بالسكان وأسر المجاهدين والمنطلقين في العمل الثقافي ، وقد وصل الشر إلى الجميع كما رأينا حتى وصل الأمر إلى إدارة شبكات الدعارة والمخدرات والفساد .
ماهو الدور الذي يمكن أن نلعبه في مواجهة هذه الهجمة الشريرة ؟ اولا يجب أن نتعامل بحذر مع كل ما يصلنا من هذه المنظمات خاصة ونحن أصبحنا نفهم ماهي الاهداف التي تسعى لها الكثير من هذه المنظمات . ثانيا يجب ألا نتصرف بعشوائية ، وأن نرفع للجهات المختصة بجميع شكوكنا وتوقعاتنا القائمة على تحليل منطقي ومبررات واقعية ، وأن نفهم أن هذه المنظمات ليست جميعها تسعى لذات الأهداف فهناك منظمات محلية تم إنشائها بهدف تخفيف المعاناة التي يرزح تحت وطأتها شعبنا اليمني بكامله ، وهناك حلول بديلة لإعتمادنا على المنظمات لعل أهمها تفعيل ركن الزكاة والتعاون فيما بيننا لحل مشاكلنا بأنفسنا ، وبعد أن ننتصر بإذن الله لنا كلام آخر في حينه .