حُلمُ الطفولة..
إب نيوز ٢١ مايو
جهاد فايع
أصوات الأمهات يصرخّن..
وأنين الأطفال يعلوا المكان..
صوت أزيز الطيران..
وتلك الدبابة تداهم ذلك المنزل..
وتلك الفتاة في عِراك تريد إثبات حقها في العيش..
شباب يكتسحون الحواجز ليدخلوا إلى المكان الذي تسكن به قلوبهم..
لطالما كان حُلمنا..
ولكن لا زال ذلك الحُلم يراودني..
لطالما تمنيت ونسجت في مخيلتي كيف سيكون الخبر وبأي المقدمات سيكون
(فلسطين تحررت )
بالرغُمِ من فقد الأمل لدى البعض إلا أنني لم أفقد الأمل في تحريرها..
لأني عِشتُ في أجواء ومشاعر وكأنني في وسط غزة وبين الجنود الإسرائيليين..
ولكني كنت أثق بوعدِ الله في النصر..
فلقد عاشت مدينتي ست حروب كـ فلسطين ومع ذلك كُنا تحت غطاء إعلامي قاتل وبالرغُمِ منه تحررنا وأنتصرنا ولم يبقَ لصهاينة العرب أيُ أثر..
وفلسطين كذلك ستنتصر وسيُعلن في وسائل الإعلام أنها قد تحررت..
وسنرى الأهالي يتوافدون للرجوع إلى منازلهم..
سنرى الأطفال يضحكون ويركضون في ساحة القدس..
سوف نرى الزوار يقبِلون على القدس من كلِ حدبٍ وصوب..
سوف نرى الصحفيين يتفننون بلفظِ الكلمات الراقية للنصر المُتحقق..
سنرى المصورين يبحثون عن أفضل الزوايا لتصوير بيتِ المقدس من كلِ النواحي..
سنُحلق حتى وإن لم نكن بقُربِكَ يا أقصى..
سنُحلق لنملئ أعيننا بالنظرِ للأقصى..
وسنهتفُ بقولِ القدسُ أقرب..
القدسُ حُلمُ الطفولة الذي كان يراودني ومازال..
وسيتحققُ حُلمي بالرغُمِ من تأخر كُل الأحلام..
إلا إنَ هذا اليوم آتٍ في الوقت القريب.
.