عين على العدوان (2) الماكينة الإعلامية (3) الحصار

إب نيوز ٢٢ مايو

عبدالملك سام

أولا يجب أن نشيد بالدور الذي لعبه الإعلاميين اليمنيين والذي اتى معظمهم من خلفيات لم تكن في يوم ما مرتبطة بالإعلام بأي شكل من الأشكال ، ولكنها الضرورة التي دفعت بالكثير من الادباء والأطباء والموظفين والمهندسين وحتى الهواة للإنخراط في هذه الجبهة المهمة والصعبة ، وواجهوا ماكينة إعلامية ضخمة بالغة الدقة وعلى درجة عالية من الحرفية والشر . وللأمانة فقد أندهشنا جميعا من الدور الكبير الذي لعبته وسائل الإعلام اليمنية الرسمية والشعبية في مواجهة الإعلام المعادي رغم الظروف الصعبة التي نعاني منها ، واستطعنا بفضل الله أن نقدم مدرسة جديدة في هذا المجال لتتعلم منها شعوب أخرى كانت تسبقنا في هذا المجال بالكثير .

تخيلوا معي بأن شخص واحد من كوادرنا الإعلامية يجلس وحيدا في بيته بالقرب من شباك غرفته لساعات يعاني بطء الأنترنت وقلة الإمكانيات في مواجهة مكتب تابع لدول العدوان يمتلك إمكانيات وزارة إعلام بأكملها ! تخيلوا أن هذا الفرد يصد هجمات وراءها محللين ومتخصصين في مجال الإعلام والحروب النفسية وتقنيات باهضة الثمن وجيش من العملاء والمرتزقة وشركات كبرى كالفيسبوك والتويتر وغيرها ممن أنخرطوا في هذه المعركة مقابل الأموال الضخمة التي دفعها العدوان بغية هزيمة شعبنا الصامد نفسيا ، ورغم كل هذا فشلوا فشلا ذريعا بفضل الله ، ولعلي لا ابالغ لو قلت أننا استطعنا أن نلحق بهم هزيمة لا تقل في تأثيرها ما يتكبده العدوان في الجبهات العسكرية ! وهي فضيحة كبرى ستكتب عنها الجامعات العالمية لاحقا .

الجانب النفسي من أخطر الجبهات أثناء الحرب ، وبالنسبة لشعب طيب كشعبنا لا يملك الإمكانيات ولا الجاهزية يعتبر ما تحقق معجزة بكل المقاييس ، فمن المعروف أن شعوبا أخرى تملك إمكانيات ضخمة وجهزت نفسها جيدا لتخوض حروبا شبه محسومة النتائج ، ولكنها رغم كل هذا هزمت بشكل مفاجئ نتيجة لعدة عوامل كان أهمها الجانب النفسي ، وما تم إعداده لهزيمتنا يعتبر خلاصة تجارب عدة سابقة أستطاعت أن تقهر الكثير من الشعوب ، ولكن ليس الشعب اليمني كبقية الشعوب ، فقد أستطعنا بفضل الله وجهود الرجال المخلصين والتضحيات العظيمة أن نواجه كل هذه الأمور بفضل عقيدتنا ووعينا وصبرنا ، وما نزال حتى اليوم نضرب أعظم الصور على كل الصعد ، والحرب الإعلامية أحد هذه الصور التي جيرها شعبنا العظيم في هذه الحرب .

ما نزال نحتاج أن تتوحد جبهتنا أكثر ، وأن نسعى ونحن نقترب من النصر إلى مزيد من العمل الدؤوب والتطوير لأدواتنا الإعلامية التي أثبتت فاعليتها ، وفي الجانب الآخر ما نزال في حاجة أن يقف أبناء شعبنا مع وسائل إعلامه الوطنية وألا يلتفت لما تبثه وسائل إعلام العدو من تصريحات وحملات وإشاعات وراءها الكثير من الأهداف الشيطانية القذرة ، وأن تكون وسائل الإعلام الخاصة بنا هي ما نقرأه ونشاهده ونتمعن فيما تقوله ونتفاعل معها لنعزز من صمودنا ونستمر في تقدمنا ، فهناك جهود عظيمة وجبارة تبذل من قبل الإعلاميين الشرفاء لمواجهة الإرهاب الإعلامي الذي يموله العدوان ، ولعل أقل ما يمكن أن يفعله أي واحد منا هو ألا يلقي بالا لما تبثه وسائل إعلام العدوان ، ولنقف مع أنفسنا لمصلحتنا جميعا ، عندها لن يجني العدوان سوى الخسارة والهزيمة والقهر .

 

 

…..

 

عين على العدوان (3) الحصار

 

لعل الحصار الإقتصادي من أكبر الشواهد على لاإنسانية وشر وخبث أنظمة دول العدوان ، فمن خلاله أثبتت هذه الأنظمة أنها بعكس ما روجت له منذ البداية من أنها أتت لمصلحة الشعب اليمني ، ولهذا فقد كان أول قرار اتخذته هذه الأنظمة الشريرة بعد أول ضربة جوية أستهدفت المدنيين اليمنيين أن قامت بفرض حصار ظالم على كل البلد ، وهو حصار شمل الغذاء والدواء وكل ما يشتريه شعبنا اليمني بأمواله لتستمر عجلة الحياة بالدوران ، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا الحصار لا شرعي ولا أخلاقي كونه يخالف كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية ، فكيف تدعي هذه الأنظمة شرعية ما تقوم به أذا كان كل ما تفعله لا شرعي ؟!

الحصار الإقتصادي يؤكد حقد وخبث القائمين بهذا العدوان على شعبنا اليمني بأكمله ، وهو وسيلة دنيئة لا يمكن لأي جهة أن تبرره ، وما نراه من حصار وفساد في المناطق المحتلة من قبل العدوان يؤكد ما قلناه منذ البداية من أن العدوان جاء لاحتلال البلد بأكمله وأنه لا يحمل خيرا لأي يمني ، وكل المرتزقة والعملاء الذين طبلوا له منذ البداية أدركوا فداحة ما أقترفوه لاحقا يوم ان رأوا دول العدوان لا تهتم سوى باحتلال المزيد من المواقع الحيوية ونشر الفوضى مع أستمرار الحصار والسعي لبسط سيطرتها على كل شيء ، وقد وصل الأمر إلى ترويج تجار وسلع وخدمات تابعة لهم في اليمن على حساب المنتجات اليمنية !

من جهة آخرى ، سعت القوى الوطنية لزيادة تحرر البلد من كل شكل من اشكال التبعية ، وتم تشجيع مشاريع الإنتاج المحلي وزيادة استقلال رأس المال الوطني ، وهي جهود شقت طريقها بصعوبة وما تزال تواجه تحديات كثيرة ، ولكن رغم هذا فقد حققت نتائج مهمة ، وأعتقد انه لولا أستمرار العدوان لكانت هناك اليوم الكثير من الصناعات اليمنية في كل المجالات ، وما يهم اليوم هو ان نسعى لتشجيع ما يتم بناؤه وأن يستمر الجهد في هذا المجال بأي شكل وبدء الحكومة بإتخاذ إجراءات في جانب حماية حقوق المنتج وحقوق المستهلك ، الأول عن طريق بدء إجراءات حمائية لمصلحة التصنيع المحلي ، والثاني عبر مراقبة المنتجات وفرض معايير الجودة المناسبة ومحاربة الفساد في هذا الجانب .

أخيرا .. لن يقف أحد معنا إذا لم نقف نحن مع أنفسنا ، وفي مواجهة الحصار الظالم لابد أن يقف كل واحد منا مع مصالح بلدنا وشعبنا .. يجب أن نكف عن شراء ما يتم أدخاله لنا قدر الإمكان ، وأن نفكر بشكل فردي وجماعي بما يمكن أن ننتجه بما هو متاح قدر المستطاع ، فبهذا يمكن أن نحقق فوائد لأنفسنا أولا ، وثانيا نساهم بشكل عام في تخفيف آثار الحصار المفروض علينا ، ونستغل الحرية التي ننعم بها حاليا فكما نعلم أنه في الماضي لم يكن من الممكن أن ينشئ أحد مشروعه الخاص إلا بمشاركة شيخ أو متنفذ في أرباح عمله ، أما اليوم فبإمكان أي شخص أن ينشئ مشروعه الخاص ونحن نشاهد صور عدة لهذا الإنتعاش في أسواقنا اليوم ، فماذا ننتظر ؟!

 

You might also like