وطنٌ مُقاوِم فِي زمنِ الصمْت

إب نيوز ٢٤ مايو

هنـادي خـالـد

في زمنٍ سلّمَ فيهِ العالمُ الأصمُ زِمامَ أمرِه إلىٰ شياطينٍ تتغنىٰ بِالسلامِ ، وتشدو بِه ذهابًا وإيابًا ، بل وتعزِفُ لَهُ مقطوعاتِ التمدُحِ والخِداعِ علىٰ أوتارِ الصواريخ ، ثُمَّ تُجمعُ كُلَّ إسطِواناتِ الحقدِ المُنمّق ؛ لِتصُبَها وابلٌ يتساقط علىٰ شعبٍ لمْ يعرفْ الحقدَ يومًا .

جآءوا بِحربِهم علىٰ وطنٍ شرَّعَ سفينتهُ للإبْحارِ نحوَ مُستقبله المنشُود ، صبّوا جمَّ غضبِهم المُتقد نارًا علىٰ أبنائِهِ سعيًّا إلىٰ اِخضاعِه وإركاعِه ؛ وكُلَّ ذٰلِك طمعًا لإحتلالِه ونهبِ ثرواتِه ؛ بل وتعطُشًا لِدماءِ أبنائِه.

شياطينٌ قصفتْ بِشررِها الريّفَ والحضر ؛ إنتِقامًا مِن الأطفالِ والنِساءِ والشيوخ ، وحتّىٰ مِن الحجرِ والشَجر .

*نعم*…إنتقاماً مِن الأطفال الَّذينَ ليس لهُم ذنبٌ سِوىٰ أنَّهُم ينتمونَ لِهٰذا الموطِن الّذي تأبىٰ تُربَتهُ أن تُدنسَ أو تُستباح ؛ *لإنَّهُ وطنٌ بِه المجدُ حطَّ رِحالَهُ ، وأخذَ الأطفالُ ينهلونَ مِن مشارِبِه عِزةً وكرامةً وإباء .*

شياطينٌ نصَبَت لهمُ العِداء ، قصفَتْ منازِلهُم لِتجعلهُم بِلا مأوى ، ليس هٰذا فحسبْ ؛
بل عَمِدت أن تجعلٕهُم أيتام ، ثُمَّ فرضت عليهِم حِصارًا جعلَهُم محرومينَ مِن كُلِّ مُقوِّماتِ الحياة لِتوصِلهُم إلىٰ حدِّ التسوُلِ والفقرِ والجوع.

قصفت مدارِسَهُم لِتجعَلَ مِنهُم جيلَ الجهل أملاً فِي إيصالِهم إلىٰ الحضيض .
هُم كانُوا يطمحونَ لِهٰذا مُنذُ بِدءِ حربِهمُ الشنعَاء ؛ وبينما هُم في طُغيانِهم يعمهُون أقبلِتِ النتائِجُ الصادِمة بِعكسِ ماخططوا لَه وشكلت صفعةً مُدوِّيةً أركعت جبروتَهم ذِلةً وانهِزام .

فقدِ اتخذَ أبناءُ موطنِ المجدِ الأزلِي مِن أحجارِ المنازلِ المُهدمة والمدارسِ المُدمَرة أساسًا لِبناءِ مستقبلٍ وُضِعَت خطوطُ هندَستِه علىٰ *صفحةِ الشَّمس* ، ثُمَّ مضوا قُدُماً فِي تجسيدِها واقِعًا يعيشونَه.
*خطّوا بِدماءِ الشُّهداءِ مناهِج التحرُرِ والصُمودِ والإِباء ، صارِخين فِي وجِه العدوِ صرخةَ الإمامِ الحُسيّنِ بكربلاء ، واتخذوُها لِمدرَستِهم إسمًا وشِعار .*

أذهلُوا بِصمودِهم عالمَ الصمتِ المتحجِر ؛ لِينطِقَ أخيرًا صادِحًا مادِحًا بِصمودِ الطفلِ اليَماني الأسطورة .
وظلت إسطوانةُ لحنِ الصمودِ والإباء تعزِفُ ترنيمةَ الإنتصارِ كُلَّ صباحٍ مُردِدَةً *رائِعة ” لنْ ترىٰ الدُّنيّا علىٰ أرضِي وَصيًّا “*

You might also like