عباس يطالب مقاضاة بريطانيا لاصدارها وعد بلفور من فوق قمة نواكشوط.. نقول فقط “صح النوم.

إب نيوز 27 يوليو

تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا

لا نجادل مطلقا في اهمية وشرعية الدعوة التي اطلقتها السلطة الفلسطينية، في خطاب رئيسها الذي القاه وزير خارجيته نيابه عنه من منبر القمة العربية في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، يوم امس (الاثنين)، برفع قضية ضد بريطانيا امام المحاكم الدولية لاصدارها وعد بلفور في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1917، حول اقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، ولكن السؤال هو لماذا الآن، ولماذا تأخرت السلطة، ومن قبلها منظمة التحرير الفلسطينية اكثر من اربعين عاما او نيف؟
قالوا لنا ان انضمام فلسطين الى محكمة الجنايات الدولية بعد حصولها كدولة على عضوية الامم المتحدة، سيؤدي الى رفع قضايا ضد المسؤولين الاسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب في حق الفلسطينيين، وقيل لنا ايضا انهم سيوقفون التنسيق الامني مع الاسرائيليين، وقيل لنا ايضا انهم سيحلون السلطة، ويعيدون مفاتيحها الى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي.. وقيل.. وقيل.. ولم يتم تنفيذ اي من هذه الوعود والتعهدات، والآن يطالبون العرب بدعم مقاضاة بريطانيا لاصدارها وعد بلفور في خطوة الهدف منها حرف الانظار عن عمليات التطبيع المتصاعدة بين حكومات عربية ودولة الاحتلال الاسرائيلي.
عندنا مثل فلسطيني، ونعتقد انه عربي ايضا، يقول “ان الحكومة عندما تفلس تفتش في دفاترها العتيقة” ويبدو انه ينطبق حرفيا على السلطة في رام الله، فهناك عشرات، ان لم تكن مئات القضايا التي يجب رفعها، وتعتبر اولوية، قبل العودة الى وعد بلفور واتفاقات سايكس بيكو، وسان ريمو، والكتاب الابيض، والقائمة طويلة جدا.
لا نعرف اسباب هذه “الصحوة” الفلسطينية المفاجئة، ولماذا تم اختيار قمة نواكشوط التي غاب عنها معظم الزعماء العرب لطرح هذه المسألة، واذا لم يطرحها الرئيس عباس بنفسه من على منبر القمة التي قاطعها لاسباب ما زالت غاضمة، ولا نعتقد ان ذريعة وفاة شقيقه اهمها.
نحن مع محاكمة بريطانيا، ومطالبتها بالاعتذار، والتعويض عن جريمتها في منح اليهود حق اقامة وطن لهم في فلسطين، ومحاكمة كل مجرمي الحرب الاسرائيليين، ولكن قبل ان نطالب العرب بدعم هذه التوجهات، على السلطة ان تثبت جديتها فعلا، وان تقدم على السياسات التي تعزز هذا الاتجاه، وابرزها العودة جديا الى المقاومة بأشكالها كافة، ووقف التنسيق الامني، ورفض التطبيع العربي بقوة، مما سيؤدي الى اعادة هيبتها واحترامها في عيون الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية، والعالم بأسره.
مللنا من هذه المواقف، والشفهية والوعود الفارغة، والتهديدات الجوفاء، ومعنا الشعب الفلسطيني بأسره، فمثل هذه المواقف غير الجدية والمضللة هي التي اوصلت القضية الفلسطينية الى الحضيض.
“راي اليوم”

You might also like