الوحدة اليمنية بين وحدة النسيج والتفريق السياسي!!
إب نيوز ٢٤ مايو
إكرام المحاقري
منجزات وهمية بسبب الفساد الإداري ونهب لمقدرات دولة كانت دولتين، ولعب بمصير شعب في الشمال والجنوب. لطالما تغنى الرئيس الاسبق “عفاش” وتمنن بالوحدة على الشعب خلال عقود حكمه وكأنها منجز فردي، وعلى أرض الواقع تم استباحة كل شيئ لعصابة أعتقدت أن هذا من حقها، وللشارع الجنوبي الف قصة في المعاناة والنهب، وهذا حال الشمال أيضا وإن كان بمبررات آخرى، والمجرم واحد في الإتجاهين.
لم يكن لليمن الحبيب إلا أن تعود وتتوحد لحمته المجتمعية فهو في حقيقة الأمر يمن واحد، وحالته كحال الدولة الإسلامية والتي تحولت إلى دويلات متعددة تحت مسميات كثيرة على يد الإستعمار، ثم أتى الفساد والمنجزات الوهمية التي زادت المعاناة والصعوبات بحق الشعب الذي وصل به الامر للبحث عن وطنه داخل الوطن المفقود!
كانت خطوة لا غبار عليها حين لُم شمل اليمن وعاد موحدا تحت راية وطنية واحدة، والعجيب في الأمر هو لماذا فقدت الوحدة بريقها وأثرها القيم في الشارع اليمني إبان حكم صالح؟ بل أن شعارات التفرقة هي من عادت للشارع اليمني!
تحول الأمر إلى ثقافة عصبية بغيضة، وتنابز بالالقاب التي مزقت الوطن رغم وحدته، فهناك من يقول “دحباشي” وهناك من يقول شمالي وجنوبي، وتحولت الوحدة للعبة سياسية للسيطرة على رقعة الأرض وليست لزرع المحبة والود والإخاء بين اليمنيين، والأمر تطور أكثر حتى وصلنا إلى دعوات بتقسيم اليمن إلى ثلاثة ثم أربعة حتى وصل العدد إلى سبعة أجزاء في عهد الخائن هادي! ومايزال اليمن يعاني من ثقافة التشرذم حتى اليوم، خاصة في المناطق المحتلة.
عيد الوحدة ليس مناسبة للترويج لمنجزات وهمية، ولا لاشعال شعلة وشمعة، بل يجب أن يكون لها صداها في جميع المجالات السياسية والإنسانية والتي غيبها نظام عفاش وشوه جمالها من خلف ستار الوطنية، لابد للاخوة في الجنوب أن يتمتعوا بالوعي الكامل حيال هذه الأمور الهامة خاصة ومطابخ العدوان قد عملت على اكمال ماقام به نظام صالح لكن بطريقة اخرى، لم نعد نسمع في واقعهم شعارات وطنية بقدر ما نسمع شعارات التمزق والانفصال والتشرذم.
ومن باب الانصاف فالاخوة في الجنوب قد نالهم من (آل الأحمر) ما نال فلسطين من صهيون، من نهب للحقوق واخفاء قسري للشخصيات الوطنية البارزة، واستهداف واستباحة للبشر والحجر، وهذا ليس ببعيد عما حدث في المحافظات الشمالية وإن كان بشكل مختلف، ولولا الوعي المكتسب لأهل الشمال الذي نجاهم من آفة العنصرية والمناطقية والسلالية ومن أفة سياسة النظام السابق لوجدنا ذات التوجهات المدمرة في الجانبين.
ما يجب أن نتحدث عنه اليوم وما يحب أن يتحقق من جديد هو وحدة الأرض والإنسان والموقف والثقافة والرؤية، ووحدة التوجه في مواجهة العدو الذي عاث في الارض الفساد، وليس هناك من سيكرر جريمة 94 بحق ابناء الجنوب غير دول العدوان التي كانت في واقع الأمر من تديرها آن ذاك، فحكام الخليج قديما وحديثا لم يتركوا اليمن وشأنه، فهل آن أوان أن نتحد حقا لما فيه مصلحتنا جميعا ومصلحة بلدنا وأجيالنا بعد أن ننبذ أسباب الفرقة والشتات؟! وكل عام واليمن بخير.