سيـفُ القُدس ينتصرُ
إب نيوز ٢٤ مايو
الشَموس العماد
بدايةٌ ياغزة أودُّ أن أخبركِ بأنني لم أعد أستطيع وضع الفاصلة كي تفصل تلك العبارة عن أختها الأخرى، ولم أعد أستطيع وضع النقطة التي تدلُّ على الانتهاء كوني لم أعد أدري أين بداية الكلام وأين يكمن نهايته، كما أنه لم يعد بوسعي ترتيب الكلام وإستدراكه واستخلاصه أصبحت مشتتة متباينة، في غزة تُرتكب أبشع الجرائم، الكيان الصهيوني قتل الأطفال الذين لازالوا في ريعان صباهم، وجَرمَ بحق الشباب الذين يعانقون زهور شبابهم، وأسفك دماء السيدات مع أزواجهن الذين يعيشون نهاية أعمارهم، إن الصهيوني عاث في أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله الفساد، فمنذ سبعين عاماً نحن والفلسطينيين لازلنا ولازالوا يجهلون مبرر مجيء أولئك الصهاينة إلى الأرض الزيتونية الجوهرية الدُرّية الثمينة.
وبرغم كل ذلك الأسى الذي تمرّ به أرض الزيتون، وبذلك الصاعين الذين تلقتهما على خديها الأليمين، الصاع الأول كان من المستوطنين المحتلين الغزاة الصهاينة الجبابرة، والصاع الثاني من أصحاب الأجساد التي تدعيّ الإسلام وفيها ينبوع اليهودة تلك الخائنة الظالمة التي غدرت بفلسطين هي وكتابها ونُشطاءها السياسيين الذين لفحوا فلسطين بمرارة الخيانة والتطبيع، لم تسلم درّة الزيتون من أقاويلهم الفاسدة والتي لا تبرر شيء ولا توضح شيء سوى أنها تزيدنا يقيناً بأنهم حثالة ماكرون، يقفون إلى جانب الغُدّة السرطانية بكل مهزلة وتعاسة، لكنهم فاسقون كيف لا؟! واليهودة نابعة من قلوبهم الخسيفة الشيطانية الماكرة العدوه اللدودة لكنكم والله خسئتم فتباً لعقولكم البهيمة الشنعاء، وبئساً لخيانتكم وعمالتكم الخبيثة أيّها الحثالة.
وما إن كان كل ذلك قامت فلسطين بمقاومتها وقاداتها وجيوشها، واستيقظت بعد السبات الذي كاد أن يدوم طويلًا.
ففي معركة سيف القدس التي هي ضمن المعارك الفاصلة والحاسمة كان النصر الكبير المؤزر من الله كي يعمّ فلسطين وأراضيها، ويخسف بإسرائيل ويهودها، ومما لاشك فيه أننا جميعاً رأينا الفرحة والبهجة والسرور تتزين به فلسطين بحلتها وبهاءها وأهلها الشاميون الشهامى، ووقوف كل أنظمة الكيان الإسرائيلي الصهيوني وهو يلتبس لباس الضحية ويبكي ويأن لأنه لم يكن يتوقع ماحصل أبداً، ولم يكن ذلك في قاموس حساباته، نيتتاهو اليوم في مواجهة عملاقة داخلية وخارجية، فمن جهة لم يستطيعوا حتى الآن أن يغيروا دستورهم ويعلنوا إنتخاباتهم وينتخبوا رئيسهم؛ وذلك بسبب الصراعات التي تواجهها إسرائيل اليوم بالداخل، ومن جهة فلسطين وكل البلدان العربية تهب هبة رجل واحد لتسقط هذا الكيان الغاصب والعدو الغاشم الذي انتهك الأعراض واحتل الأوطان ودمر البلدان وعاث في الأرضِ الفساد، إسرائيل اليوم تمر بأزمة خانقة وذلك قد تجلى على ألسنة كلابها من الوزراء والرؤساء وغيرهم، لم يعد بيدها شيء سوى أن تُغادر أرض المقدس وأن تُسلم كل ذي حق حقه وإلا فستغرق في الجحيم قريباً غير بعيد، وذلك ما هو الآن متجلّي، فلتدع فلسطين لأهلها ولتذهب لتهتم بأمورها، وإلا والله أنها ستتلقى عما قريب الضربة القاصية والريح الصرصر العاتية التي ستضج بها من على وجه الأرض.
سيفُ القدس ينتصر وقد انتصر وذلك بضربه وهجومه على الكيان الغاصب والعدو الغاشم الإسرائيلي، تلك هي من الإنتصارات التاريخية في صفحات البلدان العربية المحتلة الشامخة المعتزة بعزة الله ورسوله، ماشاءالله أيتها الزيتونية حققتِ خطوة عظيمة لم تكن في الحسبان، من اليوم ولاحقاً فلسطين لن تبكي لن تتألم لن ولن ولن… ووالخ، فلسطين اليوم تنتصر تشمخ تعلو ترتقي تسمو ونحن معها قلباً وقالبا، هاهي شمس الحرية والنصر تشرق بأشعتها الذهبية ذلك ليس إلا بصيص منها، فستشرق قريباً حيال ذلك سيكون وجه الشمس مكتملًا حينما سيعم النصر الحتمي أرجاء فلسطين الذي لاشك فيه وذلك ليس ببعيد، سننتظر وسنبقى وسنعيش وسنهتف وسنكتب وسنقاوم ونكافح ولن نفتح أي مجال ليهان المسلم العربي ولن نساوم في ذلك أبداً مهما كانت الخسارات، فلنصبر ولنتجلد في ذلك فإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
.