الملف اليمني والخيال الأمريكي.. لإدخاله ضمن مفاوضات الملف النووي الإيراني!!
إب نيوز ٢٥ مايو
عبدالجبار الغراب
كان للانتصار الفلسطيني على كيان العدو الصهيوني فعله المؤثر في تسارع الأحداث والتى فرضت متغيرات جديدة, وتوضحت تواليا من خلال شواهدها الظاهرة, والتى أثمرت النجاح وحققت ردع للعدو الإسرائيلي الجبان, لتتصاعد حركه المقاومة الفلسطينية وتبرز كقوة لها قرار في المنطقة لتظهر على إثرها تغيرات في المواقف السابقة عندما كان لإدراجهم حركة المقاومة الفلسطينية كحركة إرهابية لا يمكن التحاور او الجلوس معها, ليكون للمنادات الأوروبية مطالبها الواضحة بالجلوس مع حركه المقاومة الفلسطينية لأنها جزء من الحل وهذا ما يمثل إقرار تام بالتحاور معها باعتبارها قوه يحق لها التمثيل اذا ما كان هنالك حوار ومفاوضات إسرائيلية فلسطينية, ليمثل التهاوى والخروج الأمريكي عن النصوص المدرجه للعودة للاتفاق النووي الإيراني شكله الواضح ليتخبطوا في إيجاد نقاط وأوراق بديله للتفاوض مع إيران حول الملف النووي ليكون لربط ملفات المنطقة وأحداثها المفتعله والمخططه سابقا والفاشله للمقايضه لفرض آليه عمل جديدة لعل ذلك يساعد في رفع كامل العقوبات على إيران اذا ما قبلت إيران للعمل على حلحله قضايا المنطقة وهذه من وجهة النظر الأمريكية والمطروحه خلال اليومين السابقين, وما يحدث حاليا من محاوله لإحداث التقارب السعودي الإيراني الا كمحاولة لاختراق للحلول وتوافق ايراني سعودي لحل الملف اليمني وهذا ما هو الا خيال أمريكي ليس له واقع للتطبيق الا من سيناريو واحد وهو الطرف اليمني الرسمي المالك للقرار والغير مرتبط بملفات أخرى في المنطقة.
أساليب همجية أمريكية وتهاوى لسياسه فاشله وسقوط وانحطاط جديد ومحاولة للخبطه الأوراق بصور مختلفة, واضعه من وجهة نظرها التى ذكرها ساسه أمريكيون شرط رفع العقوبات كامله على الجمهورية الاسلاميه الايرانيه اذا ما ساعدتهم ايران في ايجاد لحلول لمشاكل اوجدها الأمريكان وجهزت وخططت لصناعتها وعندما اندثرت وانكسرت وتراجعات مخططاتهم في المنطقة ها هم يضفون تراكمات لقضايا يحاولون ربطها ومن اجل الاستفادة منها في حساباتهم القادمة.
هذه الأوراق برزت حديثا لأسباب ما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصار أرعب الأمريكان وخلق لهم متاهات ومعضلات للتفكير بحلول تحقق لهم مكاسب لتحييد دور المقاومة عموما في المنطقة, ومخاوفهم الواضحة على العدو الصهيوني من الغرق الوشيك في وحل ومستنقعات المقاومه الإسلاميه, و لاجل ذلك يتم الان تسويق أوراق جديدة وجعلها رديف لتحقيق الأهداف, وها هم وبوضوح العبارات يطلبوا عدم تحرير محافظه مأرب!! وبرحيل مبعوث الأمم غريفيث يكون العمل الحالي ضمني وأكيد على إستجلاب مبعوث بريطاني من جديد كممثل للأمم المتحدة الى اليمن, والأهم من هذا إيجاد مبعوث يكون أكثر جديه في تحقيق رغباتهم ولتشجيع التقاربات بين السعودية وإيران شكلها المخفي لسيناريو له ارتباط لتحقيق اختراق في ملف إيران النووي من جهة والعمل على انتزاع حسب تعبيرهم ملفات المنطقة للمقايضه بالعقوبات المفروضة على إيران, وكل هذه هي تحركات باتت واضحة ومشاهدة للجميع و لأغراض مبيتة.
ليكون للامريكان إقحام الجانب الإيراني في لملمة فشلها في المنطقة وهذا ما يشكل على الأمريكان أعباء اضافيه وانهيارات لسياساتها الحاليه, والتى تحاول تغير معالمها عن سابق سياسيه ترامب الهالكه, ولهذا فهي تحاول ربط الأحداث في المنطقة مع بعضها البعض وادخالها ضمن مسار واحد تفاوضي تجعل ركيزة الحلول بيد الجانب الإيراني لإيجاد مخارج لانهيار الأمريكان والصهاينه وحلفاوهم الأعراب في المنطقة, ليدلل هذا المفهوم الأمريكي عن توالى فشل متلاحق واعتراف كبير بقدره الجانب الإيراني على الانتصار في كافه معاركها السياسية والعسكرية, ليطبق على الأمريكان الخيال انه من خلال المفاوضات بين الجانب الإيراني والأمريكي حول الملف النووي تتولد الحلول وبالتالي إمكانيه حل قضايا وملفات عديدة أبرزها الملف اليمني, وحل مشكله تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية والتى كان لتصاعد حد الكلام وضوحه التام من قبل رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري والذي عبر عن عدم تشكيله للحكومة بالكيفيه التى يردها رئيس الجمهورية مشيل عون, وما كان لهذا التصريحات ان تخرج الا في سياق اطلاع العالم بصعوبة الأوضاع في لبنان ومقدار التدخلات التى توجد من هنا وهنالك وكلها عوامل هي لوضعها ضمن ما تسعى اليها أمريكا لتحميل الجانب الإيراني وجوده ونفوذه القوى في رسم السياسة اللبنانية, وما يحدث في العراق من تصاعد للهجمات ضد تواجد القوات الأمريكية وضرب قواعدها العسكرية بضربات صاروخية يضع الأمريكان في وضع مأزوم متلاحق وانهيار كلي بانت كل معالمه واضحة في المنطقة.
لتخرج الإدارة الجديدة الأمريكية عن إيضاحها لنوايا قالت انها صادقة عبرت فيها عن ضرورة وضع حل نهائي للمشكلة اليمنية والتى كانت من أولويات البرنامج الانتخابي لبايدن الكلامي والإعلامي البعيد عن ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع اليمني كصورة صادقة تضع الحلول العادلة وتحقق مطالب الشعب اليمني, لينكشف زيف الكلام والمنقول من خلال أحاديث وتصريحات كبار الساسة الأمريكان للعمل الجاد والاكيد لوضع نهاية لحرب اليمن, لتخرج النوايا الأمريكية العدوانية وبوضوح وانكشاف تام واضعين خططهم البديله لخسائرهم العسكرية طوال ست أعوام لإحداث اختراق في جانب حكومه صنعاء لخلق مبادرات حاكها تحالف العدوان وبالخصوص السعودية ليطرحوا الجانب الإنساني للمقايضة والابتزاز لتحقيق نصر عجزوا عن تحقيقه, وللنظر الى إيقاف التحرير لمحافظه مأرب محور هام اشتغل عليه تحالف العدوان وخسر جل الوسائل والإمكانيات وجعل للمواقف الانسانيه ذريغه لتحرير مأرب, ومن النداءات الماكره والكاذبه للأمم المتحدة لوقف التقدم نحو مأرب, وها هو وأمام العالم اجمع وعلى لسان وزير الخارجية ومبعوثها الى اليمن يتحدثون عن محافظه مأرب وانهم لا يسمحون ابدا من تحريرها واسترجاعها لأحضان اليمنيين, مواقف هي ليست بالغريبه ولا الجديده بالنسبة لليمنيين ولكنها فقط ليعرف المغرر بهم بما تفعله أمريكا وتحاول تمريره لحسابها ولمصالحها, ليكون لورقتهم الجديده ربط الملف اليمني مع الاتفاق النووي الإيراني وملفات المنطقة عموما :الاعييب ونوايا خبيثة لأمريكا لمحاوله جعل الحلول لليمنيين مرتبطة بدولة إيران, وهذا ما هو بعيد كليآ فالشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية قرارهم بأيديهم بذلوا الدماء الكثيرة لجعل القرار مملوك للشعب اليمني, وما العلاقات اليمنية الايرانيه الا نموذج للتلاحم والتعاون والوقوف في صف واحد مقاوم لقوى الشر والاستكبار العالمي الأمريكي الصهيوني.
والعاقبة للمتقين.