“فلسطين “من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة !!
إب نيوز ٢٥ مايو
دينا الرميمة
مع ازدياد خطوات الأنظمة العربية إلى الحضن الصهيوني ازدادت محاولات الكيان الصهيوني لتهويد القدس والمدن الفلسطينية وتنامت رغباتهم لتهجير المزيد من الفلسطينيين لاستبدالهم بالمستوطنين الصهاينة الغارقين في وحل خرافات دينية مفادها أنها الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم وان في الأقصى هيكلهم !!
ظن الصهاينة أن التغريبة الفلسطينية التي حدثت في العام ١٩٤٨ في مدينة الخليل واستيلائهم على الحرم الإبراهيمي من السهل تكرارها متى ماأرادوا وفي أي بقعة شاؤوا، فكان حي الشيخ جراح الواقع في قلب القدس هو وجهتهم حيث حاولوا اقتحامه وحاصروا المعتكفين في الأقصى في ليالي القدر المباركة وحولوه إلى ساحة عراك ، صارت باحات القدس جبهات قتال بين جنود مدججين بالسلاح وشباب سواعدهم متوضئة بماء العزة وقلوبهم متسلحة بعشق الكرامة وحب أرض لطالما كانت حجارها هي السلاح الوحيد لمواجهة عدوهم في كل انتفاضة ومعركة !!
راهن الصهاينة في معركتهم هذه على الزعماء العرب المطبعين معهم والمعترفين لهم باحقية الصهاينة في الاقصى وفلسطين الامر الذي سيجعل نصرهم حتمياً وقطعي ليكون قلب القدس لهم خلال ساعات قليلة !!وماذا سيقى للجسد اذا سلب القلب ؟؟
تناسوا أن اولئك الذين هجروا في ٤٨ غادروا ديارهم وهم يحملون سلاسل مفاتيحها على رقابهم آملاً بالعودة ذات يوم، وورثوها لأبناء رضعوا حب فلسطين وعشق ترابها ولاتزال العودة إلى ارضهم الحلم الذي يسعون لتحقيقه عبر مسيرات تطالب بعودتهم وتؤكد تمسكهم بذلك الحق ،
وكان الرهان الأخر للصهاينة هو مكامن الخلل والانقسام الحاصل بين فئات المقاومة والسلطة وتلك التقسيمات الجغرافية التي تعاني منها الأرض الفلسطينية بسببهم، وربما كان هذا الأمر سيحقق لهم ماارادوه اذا ظل على ماهو عليه !!
ظنوا ان الشيخ جراح سيكون وحيداً في مواجهتهم ولن يقوى على ضربات بنادقهم وركلات اقدامهم
لكن ما أن سمعت غزة والضفة وكل المدن الفلسطينية انين القدس حتى تداعى الجميع لنصرتها ،وكما توحدت ايضاً فصائل المقاومة ليكونوا فريقاً واحد بإسم “سيف القدس”
سيفاً مزق سمعة الكيان الصهيوني وقطع اوصال جيشه الذي لايقهر كما يدعون !! الجيش الذي هزم الجيوش العربية كلها في ست ساعات بدا أمام ارادة الشعب الفلسطيني ومقاومته أوهن من بيت العنكبوت ،
ولاول مرة تساقطت على مدن فلسطين المحتلة صواريخ ويل وغضب عمره يفوق السبعون عاماً ،
وكلما ازداد العدو عنفاً ازادادت المقاومة عنفواناً واتحاد وتحدي وإصرار على تحرير مدنهم المحتلة،
قصفت تل ابيب وعسقلان واسدود واللد، ولأول مرة اغلق مطار بن غوريون تحت تأثير القصف الغزواي !! وهرع رئيس حكومة الكيان وقاداته ومستوطنيهم إلى الملاجئ ،
بات الرعب يستوطن قلوبهم كما استوطنوا هم أرض فلسطين!! واصبح صوت المقاومة الفلسطينية هو الصوت المسموع للعالم
وبعد ان كانت قضية فلسطين في طي النسيان ،صدح الأعلام العالمي بإسم فلسطين ومايجري فيها مابين مناصر وخاذل !! وبلا شك ما بين هنا صوت القدس وهنا صوت تل أبيب فرق شاسع ،
وهكذا عادت إلى الاذهان والذاكرة مدن فلسطين وقراها :جنين وام الفحم ويافا وحيفا ورام الله “تجندت جميعها لنصرة غزة والقدس وكل شبر في فلسطين .
هي معركة عمرها ١١ يوماً لكنها فرضت معادلات جديدة وجولة تقاس بها القوى ولا نصر إلا لصاحب الحق مهما كانت امكاناته بسيطة !!
توحدت فيها الشعوب العربية وتلحفت بالعلم الفلسطيني منددة بالانظمة العميلة التي سرعان ماهبت لأخراج حليفها الصهيوني من المأزق الذي وقع فيه
وسرعان ماتنادوا ان كفوا عنا بأسكم فنحن لم نعد نحتمل أكثر فحر الملاجئ خانق والهزيمة العسكرية والاقتصادية يوماً عن يوم تلاحق جيشهم الذي تبين مدى هشاشته وهشاشة قبتهم الحديدية!!
وتحت شعار “وإن عدتم عدنا” اعلن عن نهاية معركة هي بداية للفتح الكبير وتحرير كامل فلسطين ، واحتفل الفلسطينيون بنصر غزة والقدس برغم الجراح والآلم الذي خلفه القصف الهستيري الصهيوني على غزة !
فهم يعلمون أن لاشيء من غير ثمن وبالذات الارض والوطن اثمانه غالية ارواح ذهبت واسر شردت وشبان خلف قضبان السجون ومنازل هدمت ولكن عندما يتذكر المرؤ ان وطنه بخير ومنتصر تهون كل التضحيات !!
سلاماً على شهداء غزة واطفالها اليتامى ونسائها الارامل سلام لمبانيها المهدمة وشوارعها وحواريها سلام لتربتها التي تخضبت بدماء ابنائها الاحرار ،سلام للون الحزن الذي يجتاح قلوبهم ولكنهم يبتسمون فرحة بنصر القدس والأقصى وكامل فلسطين
نصر من الله وفتح قريب