محاصرون بأغلال من جحيم
إب نيوز ٢٦ مايو
ماريا الحبيشي.
أين ياترى سوف نعزف ألحانك يا وطني الغريق؟ هل لك أن تسمع حروفي أيها الأمل ؟ ألا ترى أنك أطلتَ الغياب عنا ووطني يسقط غريقًا وعيوننا لازالت تترقب القادم، والمهاجر… تنتظر إشراقة شمس الفرح والابتهاج.
لم نأيس في عباراتنا وسطرناحروفنا بتفاؤل شديد لعل، وعسى تجيب أيها الأمل الجميل ولم نفكر في التنازل عنك أبدا.
فهل لنا بلقاءٍ منك؛ ومتى يكون اللقاء فقد جف خريفنا؟! متى يأتي ذاك الربيع لتزهر أشجارنا ؟!
أيها الأمل؛ ألا ترى أن الحزن يجتاحنا، وندأتنا المتكررة لم تمل! تعال لنرقص معاً على أوتار تلك القنينة المليئة بالرعب والتوحش !
تعال وأشعل شموعنا التي أطفأتها تلك الرياح القاسية !
سأظل أكتب لك أيها ا. ل. أ. م .ل المتلاشي ؛ أكتب لك كل تلك الحروف التي في زوبعتي ولن أفارق مرفأ الانتظار حتى تعود لنا، ويعود لنا ذاك النور؛ فوطني الغريق يحتاجه.
.
لن أكف من مناداتك وعينّاي عليك تراقبك من خلف القضبان، ومن وراء تلك التلة المهجورة؛ لأنثر إليك حروفي المنسية التي قررت أبجديتي أن تتنازل عنها بحجة الجمود!
لعِلمك؛ أعرف أنك ستقرأ كلماتي هذه؛ وتلك! ولي شعورٌ قويٌ بأنك ستُعيد لنا وطننا الجميل برسم تلك الألوان المذهلة في كل أرجاه!
لقد حاولت أن تختبئ في تلك الغيمة الماطرة حتى تروي ظمأ الحروب وعطش السنين وتعود للتلاشئ من جديد وتذهب بعيدًا …إلى حيث لا نصلك!
ولكن قلمي اليوم قرار أن يرتل أبجديته من جديد؛ كي تعود وترسم على تلك الجفون الباكية دموع الفرحة.
حتى تبزغ شمس الأماني، ونظل نترقبُ ذاك الفجرالبازغ،والشروق الساطع.… أيها الأمل؛ ألا تعلم أن الظلام طال بنا، ونسيتْ العصافير ألحانها، وعم الشتاء في أصقاع الوطن المكلول؟! لقد نسينا ذاك الربيع، وعم الحزن في قلب الصغير والكبير، وهجر الشاب موطنه بحثاً عن يوم مشرق، وحياة تعُمّ بالهدوء،
وأخرس ذاك الكهل وحاول الهروب من واقع ينبض بالخراب، والدخان ولكن إلى أين؟!
سؤال داهم الجميع! إلى قضبان الجحيم يحاصره الوجع والعذاب يحلق في سمائه ذئابٌ عاوية ذو أجنحةٍ طائرة!
أين ياترى سنجد الحب، والدفء بعدك ياوطني الحزين؟!
هل سنجده “خلف الشمس” كما قيل أم في بركان يسيل يلتهمُ الجميع دون رحمة؟! أم سنظل محاصرين بأغلالٍ من جحيم في أعماقك ياوطني الجريح….؟.