مِحور المقاومة سبيلُ النجاة..
إب نيوز ٢٨ مايو
أم الحسن أبوطالب.
حينَ تتوحدُ الصفوف ويظهرُ فريقُ الحقِ بأبطالهِ وفريقُ الباطلَ وأعوانهِ تتجلى في سماءِ المقاومة والتضحيات شمسُ النصرِ بعد ليلٍ طال أمدهُ و أشتدت ظلمتهُ وبَعُدَ فجرهِ حتى أذنَ الله تعالى بأن يُظهرَ نورهُ ليرسمَ لوحةً جديدةً لمستقبلٍ مُشرقٍ لأقصانا المذبوح من الوريدِ إلى الوريد مُنذُ عقودٍ مضت.
إشتدَ الألمُ في القدسِ والأقصى ذاكَ الجرحُ الغائرُ في قلبِ الأمةِ وأشتدَ عليه الجور فقامَ أبناء فلسطين من الأحرار الأبطال بثورتِهم التي أعادت للاُمة بصيص أملِ الإنتصار الذي غابَ وغابَ معهُ لأحقابً طويلة طعِمَ الحرية والكرامة بسبب تدنيس المُحتل الغاصب وهيمنتهِ على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
هبَ الشعبُ الفلسطيني الذي رأى في ثورتهِ سبيلاً لنجاتهِ من هيمنة العدو الغاصب فتجلت لهُ حقيقة ضعف عدوهِ وإمكانية هزيمتهُ متى ما توحدت صفوف المقاومة في كلِ البلدان المُقاوِمة وعَلِمَ يقيناً أن المقاومة هي وحدها من تحدد مصيرُ المعارك وما تؤول إليه الأمور فلا المفاوضات ولا الهُدن تُفيد شيئاً مع عدوٍ خبيثٍ ماكرٍ مخادعٍ متمرسٍ في القتلِ متعطشٍ للدماء.
شهداءٌ وأشلاءٌ ودماءٌ ، دمارٌ وخرابٌ حطام وركام، كان ذلكَ كل مافقده الفلسطينيون في معركتهم الأخيرة، لكن في المُقابل تمثلت نتائجُ النصرِ في إحداثِ نقلةً نوعية كبيرة ليس فقط في خطِ المواجهة الفلسطيني مع الكيان الغاصب ولكن أيضا في محور المقاومة بشكلٍ عام فتداعيات نصر معركة سيفِ القُدس فتحت أبواباً كثيرة لخطِ المقاومة، وحطمت على العدو الغاصب آمالاً كان يسعى لتحقيقها ليس في القدس وحسب ولكن على إمتداد جغرافية إستعمارهِ للأمةِ الإسلامية.
نعم دفعَ الفلسطينيون الكثير لقلبِ المعادلة وتغيير الموازين لكنهم كانوا سيدفعون “كما فعلوا سابقاً” في حالِ سكوتهم وعدم تحركهم ماهو أشد وأعظم ثمنًا من ما دفعوه في ثورتهم لتحقيقِ النصر فالكرامة لاتأتي إلا بالدماء والتضحيات والعزة والتمكين لا يؤتيهما الله إلا لعبادهِ المُخلَصين من نصروا المستضعفين وجاهدوا لكي تكون العزة لله ولرسوله والمؤمنين،ومتى ماعلم الله في قومٍ صدقهم وصدق توجههم أعانهم وكان حقاً عليه نصرتهم على عدوهم مهما بلغت قوته.
وكما هو الواقع يبقى خطُ المقاومة والمواجهة هو دربُ الأحرار لتحقيق الإنتصار، ويبقى الشهداء منارة تضيئ دربُ الجهاد لكل من أِلتحقَ بركاب العُظماء، وسارَ في نهجِ الأطهار الأتقياء الذينَ رفضوا الخنوعَ والخضوعَ وجعلوا من “هيهات منا الذلة” عنواناً لهم في مسيرتهم الجهادية، وعما قريب سنرى أقصانا الشريف متحرراً من دنسِ الغاصبين المُحتلين وتعود لحضنِ الأمُة الإسلامية” أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين” مادام نبضُ محورِ المقاومة ينبض في قلوبِ الأحرار.
.