جنود الله في جيزان

إب نيوز ٣٠ مايو

عبدالملك سام

أعظم الإنتصارات تتحقق عندما تكون مجهولة المكان والزمان بالنسبة للعدو ، وهذه من وجهة نظر عسكرية تسبب للعدو استنزاف نفسي وعددي كبيرين كونه لا يعلم اين ومتى سيتلقى الضربة ، وبعد أن شاهدت ما حدث في جيزان حمدت الله على نعمة القيادة الحكيمة وعلى المجاهدين الأشاوس الذين تمتلكهم اليمن .

ما جرى هو عبارة عن نصر إلهي ، وثآر مستحق بعد سنوات من القصف والقتل والتدمير الذي ملأنا غيضا وقهرا ونحن نشاهد عدوا سافلا يتفنن في أراقة دماء الأبرياء المدنيين ليل نهار ، وسنظل نشاهد تلك اللقطات التي شفت صدورنا مرات عديدة ونحن نسبح بحمد الله ، فقد قدم مجاهدينا – وهم بالمناسبة ليسو أشد مقاتلينا – نموذجا فريدا لمدرسة قتالية فريدة لرجال الله ، ومع كل لقطة درس في البأس والقوة المستمدة من مظلومية شعب عظيم مقهور ، فمن لم يشعر بالفخر بعد كل هذا ؟!

الإنتصارات كثيرة بفضل الله ، ولكن نحن نشاهدها هذه المرة بعيون مختلفة ، خاصة والقتلى هذه المرة سعوديين وسودانيين وليسو مرتزقة يمنيين.

كالعادة ، ومما شاهدناه فقد بذل الأعداء جهودا كبيرة جدا في التحصين والاستعداد يختلف عما سبق ، ولكن النتيجة كانت صادمة بالنسبة للأعداء ، وقد رأيناهم يفرون كالعادة ، وتكشفت خططهم ، وفشلت اسلحتهم كالعادة ، وهذا درس مهم لمن يقف ورائهم بأنه سيفشل مهما فعل ومهما استعد ، ولو كنت في مكان بن سلمان – معاذ الله – لحسمت رأيي وسعيت للحفاظ على ما تبقى من ماء وجهي وأعلنت التوبة عن قتال اليمنيين ، ومن يريد ان يقاتلهم فليأتي بنفسه !

لمن لا يعلم فحرب الغابات تعتبر من أصعب الحروب وأكثرها خطورة ، ورغم هذا وجدنا أن مقاتلينا الأبطال استطاعوا أن يقاتلوا بحرفية عالية كأنهم يقاتلون في مناطق سهلية ، وقد قاتلت الأشجار معنا ومنعت طيران العدوان من نجدة جنوده الفارين من هول المعركة ، ولما لا والأرض يمنية تستقبل أبناءها الابرار بترحاب وتلفظ الغرباء المحتلين من عليها ؟!

التخبط كان ابرز صفات جنود العدو ، ورغم الاستعداد والتمركز الجيد والعتاد الكبير والحديث الذي بأيديهم ، إلا أننا راينا كيف هي طبيعة الباطل العاجز أمام سطوة الحق وبأسه ، فالمعركة لم تكن متكافئة من حيث الإمكانيات والعدد والعتاد والموقف ، ولكن كل هذا أنقلب رأسا على عقب في مواجهة رجال الله البواسل ، وهذه المعركة تعتبر دعما معنويا وتكتيكيا لجبهات أخرى في اليمن وجبهات أخرى خارج اليمن خاصة في فلسطين ، فالعدو واحد كما نعلم جميعا .

ختاما .. اتمنى على الجميع أن يحمدوا الله على ما شاهدناه من نصر وتأييد ، وأن نعتبر هذا النصر دافعا للتحرك أكثر وعلى كل الصعد لتحقيق النصر النهائي على عدو الله وعدو الإنسانية الصهيوني ، وأن نقوم بنشر هذه اللقطات لعل العدو ينتهي عن غطرسته وكبرياءه الكاذب ويعود لجادة الصواب ، فما حدث فيه عبرة لكل من له عقل ، أما لو أراد العدوان مواصلة ظلمه وعدوانه فأنا أكيد بأنه سيرى في قادم الأيام ما لا يتوقعه من ذل وهوان ، فالقادم أعظم بإذن الله .

 

You might also like