ما الأسباب العسكرية لهذا الانتصار الذي يمكن وصفه بالأغرب عبر التاريخ؟
إب نيوز ١ يونيو
*رجاء اليمني
1_إرادة الصمود والقتال لدى اليمنيين. هي أهم الأسباب للانتصار الأغرب عبر التاريخ.
بل جعل أرض اليمن وترابها بالتراب المقدس. الذي تتنزل عليه المعجزات في العصر الحالي.
سوف يطلق علي اليمن في القريب العاجل بأرض هوليوود لما أنجز فيها من أفلام واقعية للمعارك والإنتصارات الساحقة على الأعداء وبتكلفة مادية قليلة.
وسوف يكون هناك حكايات تروي للأطفال عن الأبطال الخارقين الحقيقيين وليس من نسج الخيال.
فمنهم من اقتحموا الحصون بسلم.
ومنهم من دمر دبابة بولاعة
ومنهم من انقذ زميله تحت زخات الرصاص
ومنهم من فدا بنفسه
ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ليحكي الروايات والانتصارات. ولكل من الشهداء والمجاهدين رواية لما يتعلق بجانب الحق.
ونأتي إلى جانب الباطل
وكما يبدو فقد تجاهل التحالف العربي بقيادة السعودية الإطلاع على تاريخ الشعب اليمني، وخصوصاً الحوثيين، في القتال دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة. فكانت هذه النقطة الأكثر تأثيراً في خسارة تحالف العدوان للمواجهة. وقد ظهرت إرادة القتال لدى اليمنيين في جميع معارك المواجهة المباشرة، في جبال صعدة ومداخلها من السعودية، وفي صحراء نجران الصعبة جغرافياً، وفي المناطق الجبلية الوعرة الفاصلة بين جازان وشمال غرب اليمن. وكانت تلك المناطق عصية أمام وحدات التحالف المدعومة بأحدث القاذفات والطوافات والمدرعات التي فشلت جميعها في إحداث أي خرق ذي معنى عسكري تكتي او إستراتيجي.
أيضاً في مواجهات الداخل اليمني، من المناطق الشرقية الوسطى على حدود صنعاء ومأرب إلى الساحل الغربي، فقد أظهرت وحدات الجيش واللجان الشعبية اليمنية و”أنصار الله” مستوى غير مسبوق من القتال المنظم والمنسق والثابت، شكّل سداً منيعاً أمام أي تقدم للتحالف الذي وجد نفسه مستنزَفاً في عناصره وجنوده وضباطه وآلياته المتطورة، التي بدت عاجزة أمام إرادة القتال والصمود لدى اليمنيين.
2_ تطوّر قدرات اليمنيين في القتال وتطوير الأسلحة النوعيّة وتصنيعها
إضافةً إلى القدرات التكتية والعملياتية في المواجهة، دفاعاً وهجوماً، فقد كان لتطوير الوحدات اليمنية، من جيش ولجان و”أنصار الله”، أسلحة وقدرات استراتيجية، الدور الأبرز في فرض توازن مقبول في مواجهة قدرات العدوان بشكل عام، وقدراته الجوية بشكل خاص، فكانت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ومنظومات الدفاع الجوي التي أدخلها اليمنيون في المعركة النقطة الرابحة في دعم عملياتهم العسكرية المباشرة في الدفاع والهجوم، ونقطة التحول الأبرز في المعركة الاستراتيجية، بعد أن طالت صواريخهم وطائراتهم المسيّرة عمق دول العدوان وعواصمه في أبو ظبي أو السعودية على وجه الخصوص. وفي حين نقل “أنصار الله” والجيش اليمني معركتهم إلى عمق الداخل السعودي، فرضوا معادلة ردع ثبَّتَت انتصاراتهم العسكرية والميدانية في الداخل اليمني وحصَّنتها.
3_دعم محور المقاومة لليمنيين استشارياً وعسكرياً
كان لموقف محور المقاومة، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية في إيران دوراً مهماً في تقديم الاستشارات العسكرية والفنيّة الضرورية لليمنيين في معركة الدفاع في وجه العدوان، لناحية تقديم خبراتهم القتالية في المناورة ضد نموذج غربيّ من القتال، وخصوصاً الجويّ، والذي كان نواة معركة العدوان، أو لناحية المساهمة بخبرات كان الإيرانيون قد حصلوا عليها في عملية تطوير أسلحتهم النوعيّة وتحديثها خلال مسار طويل من الحصار، فكانت هذه الخبرات أساسية في عملية تصنيع وتطوير أسلحة وقدرات نوعية يمنية فاجأت العدوان وداعميه، ما دفعهم إلى اتهام الجمهورية الإسلامية مباشرة بإدارة تلك القدرات وتصنيعها.
4_ضعف القدرة القتاليّة لدى تحالف العدوان
على الرّغم من القدرات التي يملكها التحالف أو تلك التي وضعها بتصرف مرتزقته، لم تظهر خلال كل مراحل الحرب أية قناعة لدى جنوده وضباطه بجدواها، وخصوصاً أن القيادة السعودية لم تستطع، في أية مرة كانت، وخلال عشرات المؤتمرات الصحافية أو النشرات الإعلامية عن الحرب، أن تطرح تبريراً مُقنِعاً يستدعي انخراط وحداتها في مستنقع سبّب لها الكثير من الخسائر، كما أنّه لا يوجد أيّ دافع مهم للقتال بالنسبة إلى المرتزقة الذين زُجَّ بهم في أشرس المعارك بمواجهة “أنصار الله” واللجان الشّعبيّة الّذين يقاتلون عن عقيدة وقضية مقدسة، وهي الدفاع عن أرضهم وكرامتهم، بخلاف هؤلاء المرتزقة.
وفي الأخير نقول هذا أن دل على شئ فإنما يدل على سنن الله في الكون وان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
وما النصر إلا من عند الله
*والعاقبة للمتقين*