هل أصبحت الاستراتيجية اليمنية لردع “تحالف العدوان” استراتيجية معتمدة لتحرير المقدسات الاسلامية ؟! وماذا عن القواعد العسكرية الإمارتية في جزيرة ميون اليمنية !!

إب نيوز ١ يونيو

إكرام المحاقري

كانت معركة (سيف القدس) قد كشفت معادلة الصراع الجديدة التي اتخذتها المقاومة الفلسطينية لتحرير الاراضي الفلسطينية والقدس، وكانت استراتيجية الردع مشابهة للاسترتيجية العسكرية والسياسية اليمنية التي واجهت مخططات دول الإستكبار العالمي وعرت القوى الوهمية للتصنيعات العسكرية والتقنيات المتطورة للدول المصنعة على راسها (أمريكا)، وما بين الباتريوت الأمريكي الذي أصبح يساند المسيرات اليمنية في احراق الحقول النفطية، وبين قبة حديدة اسرائيلية استهدفت الطيران الخاص بهم ظنا منهم بانه طيران معادٍ، هنا تكشفت حقيقة هشاشة امكانيات العدو.

لاكثر من سبعين عام والقدس يعاني من التدنيس الصهيوني، والاراضي الفلسطينية تعاني من ويلات الاستيطان اليهودي، والانظمة الفلسطينية تعاني من الخنوع المزمن والامبالاة في التحرك بجدية لتحرير الارض ودحر المحتل، وذلك نتيجة للخذلان العربي الذي إنكشف اخيرا كجاسوس ينفذ ما يريد العدو، لكن المعركة اليوم باتت مختلفة جدا وذلك لما اكتسبته الشعوب من الوعي الثوري والجهادي بعد ثورات العالم العربي والتي رجعت كيدا على العدو الذي تلاعب ببوصلتها شرقا وغربا.

فالموقف اليمني الثابت منذ العام 2015م وحتى العام الجاري، في مواجهة مخططات قوى تحالف العدوان المحتلة، والتي وصل مداها إلى ما بعد العمق السعودي مسيرات وباليستيات، كذلك في الشان السياسي مبادرات إستسلام، قد رسمت لمحور المقاومة في الجزيرة العربية منهجا لمواصلة تحرير المقدسات ومواجهة غطرسة العدو سياسيا وعسكريا، وما شهدت عليه الاحداث الاخيرة كانت خير شاهدٍ على قوة اهل الحق ووهن المحتل الغاصب وكل من دار في فلك العمالة والإرتهان من الانظمة العربية.

حاول النظام السعودي تلميع وجهه المخزي بإصداره بيانات سياسية ساندت القضية الفلسطينية بالكلام المنمق الكاذب!! بينما من تحت الطاولة قد قام ذلك النظام بدعم العدو الصهيوني لوجستيا وعسكريا ومعنويا، وذلك حال النظام الإمارتي والذي شهد شاهدُُ من اهله على مشاركة سلاحه الجوي في قصف غزة واستهداف الابرياء كمواصلة للمشروع العدواني المتفرع والذي بدأ في اليمن بتوجيه أمريكي ومن دون أي حياء !!

فكل ذلك لم يغير المعادلة الفلسطينية مع أن مواقف الرئيس محمود عباس كانت “شبيهة بمواقف الفار هادي” لا وطنية ولا إنسانية ولا حمية وغيرة على الارض والعرض، لكن خيارات الردع لم تكن بيده كما لم تكن في يوما بيد مرتزقة العدوان على اليمن ولا بيد الانظمة التي خنعت تجاه الاعتداء الصهيوني كـ لبنان، لذلك فقد فقد العدو الصهيوني زمام الامور ولم تعد للعملاء كلمة في تمرير المخططات الصهيونية على حساب الشعوب المظلومة والمحاصرة، حتى ان اوراق الحوار قد تبدد وجودها ولم نعد نرى علي تلك الطاولات غير رصاص وسلاح وتحديات.

فما نال المستوطنات الصهيونية قد نال الحقول والمنشئآت النفطية والحيوية والمواقع العسكرية للمملكة السعودية، ونالته أمريكا سياسيا واقتصاديا؛ وناله العدو الصهيوني بفضح ورقة التطبيع المدنسة، لكن الواضح أن دولة الإمارات العبرية لم تتأدب وتاخذ التهديدات اليمنية بعين الاعتبار، وقد نلحظ في ساعات قريبة سقوط مدوي لمملكتهم الزجاجية، وقد تكون الضربات ليست يمنية، فالمحور واحد وقد تكون غرفه العمليات واحدة، فالافضل له عدم التوغل في الجزر اليمنية وتجنب الضربات الباليستية حيث وقد انطبق عليهم المثل: (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الناس بالحجارة)، ولن يكونوا اصعب من مملكة الرمال؛ لكن الواضح أن نهايتهم ستكون اصعب من الذين قبلهم، فرصيد الاهداف في الإمارات مازال قيد الإيقاف لأجل غير مسمى.

ختاما:

من يفهم حقيقة الاحداث في الأونة الاخيرة، سيفهم ماهية نهاية الصراع في المنطقة ونهاية صهيون والانظمة العميلة المطبعة وسياسة واشنطن والدول الغربية الطامحة في عودة زمن الاحتلال، فتصريحات القيادة اليمنية والفلسطينية والايرانية والسورية وحزب الله في لبنان، وتصريحات الاحرار في العالم اصبحت واحدة في منطقها والنظرة والوجهة نحو قبلة التحرير والتحرر من الهيمنية لقوى الاستكبار العالمي، وكل هذه المعادلات تبقى خالدة مخلدة ذكرى وعبرة وعظة لمن أراد خيانة وطنه والتنكر لدينه، وإن غدا لناظره قريب.

You might also like