نشطاء سعوديون يشنون حملة شرسة ضد قناة “الجزيرة” لعدم وصفها القتلى السعوديين في اليمن …
إب نيوز 27 يوليو
نشطاء سعوديون يشنون حملة شرسة ضد قناة “الجزيرة” لعدم وصفها القتلى السعوديين في اليمن بـ”الشهداء” ومديرها يلمح ان السبب تغطية الانقلاب التركي وليس اليمن.. والسؤال عما اذا كانت الحملة بتوجيه رسمي وتعكس توترا في العلاقات السعودية القطرية؟
تتعرض قناة “الجزيرة” الفضائية الى هجوم شرس من قبل نشطاء ودعاة سعوديين مرموقين، بسبب وصفها جنودا سعوديين سقطوا اثناء اشتباكات ومواجهات في اليمن بـ”القتلى” وليسوا شهداء.
وقال مغردون ان “الجزيرة” التي تطلق لقب الشهيد على اي شخص يقتل في فلسطين ولو كان مسيحيا، تترفع عن اطلاقه على الجنود السعوديين الذين قتلوا خلال الحرب الجارية حاليا ضد الحوثيين.
ويستشهد هؤلاء المغردون على انحياز “الجزيرة” ضد “الشهداء” السعوديين، ما نقلته المحطة على لسان السيد علي بن يلدريم، رئيس الوزراء التركي قوله “ان 208 شهداء سقطوا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة”، وقالوا ان هذا يؤكد ان المحطة تريد اطلاق وصف “الشهيد” على من يقتل في تركيا ايضا.
ونشر النشطاء السعوديون “وسما” على “التوير” طالب بعض المشاركين فيه بحذف حسابات القناة والغاء متابعتها وتردداتها في المملكة، وحمل الوسم او “الهاشتاق” عنوان “الجزيرة” تسيء الى جنودنا.
وكان من ابرز مهاجمي “الجزيرة” الداعية السعودي المعروف سعد البريك الذي قال في تغريدة او على حسابه في “التويتر” موجها كلامه اليها متسائلا “كيف تحكمون؟ ما بال من مات من غيرنا شهيد ومن مات منا قتيل؟ افما قلتم في الجميع نسأل الله لهم الشهادة”.
اما الناشط فواز بن علي المدخلي فقال “تصف من يقاتل عن العلمانية بـ”الشهداء” وتصف من يدافع عن بلاد التوحيد قتلى؟”.
وطالب سلطان التميمي محطة “الجزيرة” ان تراجع سياستها فشهداء فلسطين ليسوا بأكرم من شهداء المملكة وقطر، عدوهم واحد”.
وذهب محمد البشري الى ما هو ابعد من ذلك في تغريدة له الى حد قوله “من ابداعات قناة الاخوان القطرية المتصهينة، المسيحية في غزة شهيدة والسعوديون قتلى”.
واعترض ناشطون سعوديون في المقابل على هذه الهجمة، وتركيز النقد على “الجزرة” وحدها، قائلين ان هناك قنوات محسوبة على المملكة العربية السعودية مثل “ام بي سي” و”العربية” وصفت “شهداء الوطن” في الحد الجنوبي بالقتلى في عدة مناسبات، وطالبوا بمحاسبة القناتين الممولتين من الحكومة السعودية قائلين ان “الجزيرة” ليست قناة سعودية”.
السيد ياسر ابو هلالة مدير قناة “الجزيرة” نشر عدة تغريدات على حسابة على التويتر” ردا على هذه الحملة، ايدها واعاد نشرها العديد من مقدمي البرامج في المحطة مثل جمال ريان، وقال “ان الحملة مريبة من حيث التوقيت والمحتوى خصوصا ان قنوات سعودية تقوله”، اي عدم وصف القتلى السعوديين بالشهداء، وتابع “منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 قررت هيئة التحرير في “الجزيرة” وصف من يقتل في فلسطين على يد الاحتلال بـ”شهيد”، وطالبنا الجمهور بتوسيع الوصف كثيرا”، وقال “بعد الانتفاضة طالبنا جمهور واسع بوصف من يقتلون من العراقيين على يد الاحتلال الأمريكي بالشهداء، ثم في حرب تموز، وبعدها في الربيع العربي”، واكد “ان الجزيرة دفعت ثمنا غاليا في عاصمة الحزم، نهب الحوثيون مكاتبها وقتل وأصيب متعاونون معها واختطف مراسلها حمدي البكاري، هذا واجبنا المهني”.
وخلص السيد ابو هلاله الى القول ان من يعتبرون ان “الجزيرة” اساءت بقولها قتلى عن الجنود السعوديين، فالله قال عن نبيه “فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ”، واكد “الحملة على “الجزيرة”، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وهو افتراء وتصيّد مرتبط بتميزها في تغطية الانقلاب الفاشل في تركيا لا بتغطية اليمن”.
وتعكس العبارة الاخيرة “غمزا” بالمملكة العربية السعودية التي قيل انها استائت من فشل الانقلاب التركي الذي كان يريد الاطاحة بالرئيس رجب طيب اردوغان، حسب اقوال بعض المراقبين.
وقال دبلوماسي عربي لـ”راي اليوم” ان حرب اليمن مستمرة منذ عام واربعة اشهر، وكانت “الجزيرة” تصف القتلى السعوديين بـ”القتلى” وليس الشهداء، فلماذا الحملة الآن؟ المؤكد ان هناك ازمة “صامته” بين السعودية وقطر على ارضية فشل الانقلاب التركي، والهجوم على “الجزيرة” ربما يكون احد مؤشراتها.
وما زال من غير المعروف ما اذا كانت هذه الحملة التي تشن من نشطاء سعوديين هي بإيعاز من السلطات الرسمية ام مجرد اجتهادات شخصية، لكن المعروف ان هناك جيشا الكترونيا سعوديا يضم آلاف الموظفين براتب كامل، او براتب متعاون، يراقبون وسائل التواصل الاجتماعي، ويشنون حملات بعضها بذيء جدا ضد معارضي المملكة وبتوجهات رسمية.
وكان هذا الجيش الالكتروني شن حملة مماثلة ضد قناة “العربية” المملوكة، او الممولة من قبل السلطات السعودية، بسبب عدم اطلاقها توصيف “شهيد” على القتلى السعوديين في حرب اليمن، واضطرت القناة الى تغيير سياستها التي التزمت بها منذ تأسيسها، واستخدام وصف “شهيد” في اشارتها للقتلى السعوديين فقط.
لندن ـ “راي اليوم” ـ من مها بربار: