زوايا الألم

إب نيوز ٢ يونيو

حصة علي

بين ثنايا الواقع نصارع الموت وأي موت هو !!؟ إنه موت الضمائر، فقلوبنا إن ماتت أو بالأحرى غفلت عن معرفة الله انحدرت نحو مثلث الخطايا ومستنقع الظلم فباتت لاتبالي بالخيانة والكذب والاستفزاز والنصب والسرقة والاتهامات ونشر الخزعبلات وتدمير الإنسانية بمختلف الجوانب .

يؤلمنا دائما ذلك المختل البعيد عن الله الذي استخدم جبروته للظلم لٱ لنشر الأمل، والطمأنينة ،يؤلمنا ذلك الكاذب علينا الذي يسعى لتشويهنا ولكنه يعجز دائما لَـگِنْ ذلك قد جعلنا لانثق بالجميع ، يؤلمنا ذلك اللص الذي يسرق مننا سعادتنا حينما نحن غافلين ويسرق بسمتنا حينما قد بذلنا أشد الجهد للحصول علـى تلك الابتسامة فقلوبنا الموجوعة والمستباحة بسبب ضعفها لإذلالها ولكن هي حاولت أن تستاع الجميع برحابة واتزان، باتت اليوم مغلقة لٱ ابتسامة ولا فرح إنما تكون ابتسامة باهتة وفرح مكلوم تعبر عنه مقلتى العيون الغارقة في الدمع…
نلجأ لزوايا باهتة نكون احد أضلاعها المهترئة ونجلس علـى ضلعها الآخر مكلومين ومكسورين نعزف سيمفونية الحزن علـى وتر الوهم المصنوع في المخيلة.

أشعر أنني في إحدى الزوايا الخاصة بي سوف ألقى حتفي وينتهي هناك أجلي فقلبي صغير لايحتمل المزيد من تلك المماحكات التي تسلب سعادتنا بالرغم من محاولتنا جاهدين لارضاء الجميع.

أروقة الشارع توحي بالفقد، ومنازل الجيران أصبحت كوحوش انقرضت فلم يبقَ سوى منظرها المخيف والذي يبعث الجنون…
لم أعد أجد أحدا أبدا…
كأنّ الجميع أصبحوا مفقودين أرى أجسادهم تتحرك ولكن لاضمير ولا إنسانية، مفقودين معنويا وإما جسديا ، فهم يتسابقون نحو اللا معلوم نتائجه ،لم أعد أجد أولئك الناس الذين تخيلت لبرهة أمهم سيطفئون النار المضرمة بداخلي ويضمدون الجرح النازف بي، لَـگِنْ بلا فائدة أناديهم ولايسمعون أنيني وصراخي، ولايلتفتون إليّ أبدا وكأنني أنا المفقودة في عالمهم وهم مفقودين في عالمي وحياتي ، يئست منهم أكملت طريقي عليّ أجد زقاق ينبض بالحياة ولكن الموت خيم عليهم أو صيحة أخمدت وجودهم أو ريح أماتتهم، لا أعلم ولكن بحثت فلم أجد الحياة إلا هناك حيث توجد جثامين الشهداء ، فبدأت أخطو بين الأضرحة وهم جميعهم يسمعونني وهم فقط من ارتحت لوجودهم معي ،حقا هم الأحياء ونحن الأموات ، هي زاوية وجدت فيها ألمي الحقيقي وهو أنني فقدت شهيدا كان لي حبل الوريد.

 

You might also like