المراكز الصيفية،جُرعة وعي… ونورانية
إب نيوز ٢ يونيو
البُشرى إسماعيل.
ها قد أتى الصيف وأطفالُنا وأبناءنا يخوضون معارك وصراعات مايُسمى بألعاب الشارع من لهو هدام، وطفرات البؤس المندرج تحت الغزو الفكري من ألعاب التكنولوجيا الحديثة المُمنهجة لمسخ العقول، ومحو الهوية العقائدية الإيمانية من قلوب تملكُها الآنفة والبراءة والسجية الحسنة، نكاد نُقلب الكفين ندماً لما يُحصل، من زرع أفكار تضليلة هدامة، ومايجري تحت مسامعنا من أحاديث وروايات لهذا الغزو الصهيوني لإبنائنا، نُدرك حقاً ونلتجئ لمَ يُحصنهم ويقيهم جهنمُ حمراء تمر من أمام ناظرهم، نُشاهد الأطفال كباراً وصغاراً كل يوم مُجتمعين على هواتفهم بالساعات في الشوارع، ولو أنهم أجتمعوا على مُصحف يتدارسون آياته لكان منظرا من أجمل المناظر التي يعلو بها الفرد المؤمن في ريعان شبابه وطفولته وصفاء قلبه.
اليوم ونحنُ تحت ظل ورعاية الله، وماسخرهُ لنا من هُدى ونور، تحت أيدي أعلام الهُدى، هم من يسعون دائما لتحصين هذا الجيل،حصانة دنيوية وأخروية،وحرصاً لتنشأة جيل صاعد يحمل من السلاح مالا تقوى عليه أعتى الأسلحة بكامل قواها التكنولوجية،والحديثة على أن تهزمهُ وتتغلب عليه..
مراكز صيفية أُنشئت في كافة المحافظات وتحت مُسمىً واحد “علمُ وجهاد” فالعلم الذي يُسقى في الصغر إنما هو بمثابة حصنُ حصين، يستقي منه من العلم والنور مايؤهله ليكون فردا ناشئاً يُنفع به ويُستفاد منه، ليوكِل إليه مُهمته الأساسية في إعمار الأرض وبنائها، كخلفية الله عليها.
علمُ وجهاد لمايقتضي لهُ حالنا اليوم، الواجب علينا أن نعي خطورة الوضع ومكامن العداء الحقيقي لنا كعرب ومُسلمين لإبعاد أبناءنا عن النور المُهدى ليسيروا في طريقه وينتهلون نهجه ونهج نبيه صلوات الله عليه وآله.
ماأجمل تلك الوفود من أطفالنا وهي ترتدي ثوب العلم، تحبو للمراكز الصيفية، منظر يعي العدو خطورته،وتخفُت أسرارهُ من علت قلوبهم الغفلة والغشاوة، مشاهد تسرُ الناظرين، وكُلاً منا كأفراد فاعلين سعى أن تكون لهُ بصمتهُ في المُشاركةللتعليم في المراكز الصيفية حفاوةً بسيدنا القائد العلم وتلبيةً لندائه، والواجب علينا لما فيه تحصين لأجيالنا الصاعدة.
ماتُلقيه المراكز الصيفية في ثنايا ساعاتها من تراتيل للقُران الكريم وتلهج به ألسنة الذاكرين، بحفاوة ونورانية، وتتخلل في طياتها دروس من النور والهُدى، وإرثاء أفئدتهم من علومه، كما هي أنشطه تزيد من مدارك أبنائنا، وتُنمي مهاراتهم، وتُغذي عقولهم، وتعيه أفئدتهم.
المراكز الصيفية هي محطة ليتزود بها أبنائنا، وتوسعة مداركهم ثقافياً وعلمياً، واكتشاف مواهبهم الدفينة، فلنسعى الجميع بالدفع بإبنائنا وحثهم على إغتنام هذه الفرصة الثمينة، من منطلق قوله تعالى ”
أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ “.