الصرخة.. عظمة الهدف ، وشمولية المغزى

إب نيوز ٣ يونيو

خلود الشرفي

إنها أسرار الصمود ، ومعين الإنتصار ،ومنهل العز ، وصمام الأمان تلك هي السمة البارزة لذلك العنوان العريض “الشعار”
ذلك المارد السحري الذي خرج من آفاق “مران”، تلك الصرخة التي انطلقت كرّد فعل طبيعي على ماضٍ مرير مؤلم ، أقل مايُقال عنه أنه اتسم بالبرود و الجمود ، وكبت الحريات، و إهدار مصالح الشعوب حماية لمصالح الدول العالمية الكبرى ، المتربعة على رقابهم، و التي تأكل خيراتهم ، وتنهب ثرواتهم ،في وقت كان المفترض أن يكون للإسلام و المسلمين زمام الأمر ، وناصية الأمور ، وأن يتحركوا ،أن ينطلقوا ، أن يعملوا، أن يُبدوا أراءهم الشخصية في كل ماحولهم ، أن يُعبّروا عن سخطهم لذلك الوضع المأساوي المظلم الذي فرضته حكومات العمالة و الإرتزاق على شعوبها التي باتت تتقلب في دوامة الجهل ، و تصارع المذاهب ، وأحقاد الطائفية.

وهناك في ظل هذه الدوامة المريرة ، بزغ نور الأمل و الهداية من قمة جبل مران، نور من أنوار الرسالة المحمدية، في مجتمع طالما عانى الأمرّين في ظل نظام ديكتاتوري متسلط، أنهك الحرث و النسل ، وعاث في الأرض الفساد .
أنوار تشع من محراب الفداء المقدس ، و معراج الصمود الأزلي ، وقمة اليقين الأسطوري ، و منتهى السعادة الأبدية ، هناك فقط تنحني الأبجديات في محراب العظمة ، وتنتشي الكلمات إجلالاَ وهيبة، لمثل خمس عبارات من العيار الثقيل ، تحسب لها دُول الإستكبار ألف حساب ، لأنها تُدرك تمام الإدراك، و تعرف منتهى المعرفة، أن من صنع هذه المعجزة ، و كسر جدران الصمت والخوف من سيادتهم، و في هذه الأوضاع الإستثنائية؛ لهو شخص غير عادي ، و مايُدريهم أنه غضبُ من السماء نزل عليهم !! أو أن سياط النقمة من الله قد حلّت فوق رؤوسهم !!

نعم ، هكذا يحسبون الأعداء في عقولهم الباطنة، و أدمغتهمُ الجوفاء ، وهم على حقٍ في ذلك، فإن هذا الشعار الأسطوري ، و هذه الصرخة الرهيبة التي تكاد تنخلع قلوبهم من هول وقعها و أثرها العظيم ، وقوة صداها الذي وصل مشارق الارض ومغاربها في مدة وجيزة، رغم محاولة حصارها في بؤرتها الأساسية “صعدة”،ورغم حرصهم على وأدها في مهدها وقبل أن تُولد بعد ، و شتان بين الغرب و العرب، ومن يعدُ العدة لمواجهة أي خطر محتمل ولو بعد ألف عام ، وبين من يُمسي ويُصبح في أروقة الأمنيات المعسولة، ودهاليز الموت البطيء.. هناك لامجال للمقارنة، و لاخيار إلّا خيار المقاومة، واستنهاض الهمم، و شحذ النفوس،و الإستيقاظ من سبات النوم العميق، الذي طالما استغرقت فيه الأمة اعواماً طويلة، وضيعت أعماراً وأحقاباَ،في حين استغل أعداؤها كل دقيقة و ثانية، وقطعوا في سنواتٍ مسافة قرون.

أي شأن كانت تحمله هذه الكلمات الخمس ، وأي خطر وضعه الأعداء نصب أعينهم من هذا الشاب الهاشمي الذي أطلق مشروعا تحررياً ضد هيمنتهم، و خروجاً عن نطاق سيطرتهم ، أيعقل أن يتجرأ مثل هذا السيد الشاب على مواجهة قوة عظمى بحجم أمريكا؟؟! ،أم كيف تمكّن وحدة ومعه ثلة من المؤمنين المستبصرين الضعفاء المساكين و الذين لايكاد أحدهم ان يجد قوت يومه ، كيف تمكّنوا من مواجهة اكبر إمبراطوريات العصر ، و فراعنة الزمان ؟؟!! والذين يملكون ما لايملكه قارون نفسه في الزمن البعيد ، ويفوق طغيانهم و ظلمهم و جبروتهم طغيان فرعون ونمرود وامثالهم من طغاة العصور وعتاولة الزمان ؟؟!! و ماذا عمل هؤلاء الجبارين القدامى في مقابل ماتفعله اليوم دول الإستكبار العالمي الجديد، وهل يُقَارن إجرام فرعون وقومه وذبحهم للأطفال واستحيائهم للنساء بمثل ماتقوم به دولة الشيطان الاكبر (أمريكا وحلفائها) ؟؟!!

إن المتأمل للحقائق الواضحة الجلّية أن فرعون نفسه رغم ظلمه وجبروته وماقام به من أعمال يشيب من هولها الولدان ، إنما هو رقم ضعيف أمام ماتقوم به دول الإستكبار العالمي في العصر الراهن، وإذا كان فرعون يقتل الأطفال حديثي الولادة ذبحاَ بالسكاكين واحداً واحدا؛ فإن دول الإجرام العالمي المعاصر قد فاقوهم في ذلك الى أبعد حدود ، فهاهم يقتلون الآلآف المؤلفة من الناس الأبرياء العُزل بضربة واحدة ، وفي وقت واحد ، وبدمٍ بارد ، وليس فقط الاطفال الذين قد وُلدوا ، بل انهم لايتركونهم حتى يُولدوا من الإساس ‘ إنهم يمارسون كل وسائل الإعدام حتى للأطفال في أصلاب أبائهم وأرحام الأمهات على حد سواء وبلا استثناء ..فلذلك كانت هذه الصرخة بمثابة الصفعة التي وُجهت إليهم في عز طغيانهم واستكبارهم.

ماذا؟؟؟ أهناك من بتجرأ على قول الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل؟؟!! هذه والله قاصمة الظهر ، وهذا هو الرعب بعينه!!! و بالفعل كما توقع الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه فقد كانت لهذه الصرخة وهذا الشعار الموقف المؤثر والصادم لأمريكا ومن يدور في فلكها، فجنّ جنونهم، و سارعوا الى حشد اجندتهم الشيطانية، وعملاؤهم من كل مكان على وجه هذه البسيطة، وبكل ما اُوتوا من قوةٍ لمواجهة هذا المشروع التحرري العظيم الذي أطلقه الشهيد القائد سلام الله عليه في آخر جمعة من شوال عام 2002م ليكون بدءاً لخارطة جديدة، وتتويجاً لمرحلة قادمة من المواجهة مع “الشيطان الاكبر” وحلفائه، و قد تضمن هذا الشعار وهذه الصرخة معاني روحية عظيمة استمدها من القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، تنزيلٌ من حكيمٍ حميد
و العاقبة للمتقين.

الله اكبر
الموت لامريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

You might also like