ألم تَرَ كيف ولَّىٰ المُرتزق وفَر

 

إب نيوز ٤ يونيو

مرام صالح مرشد

أعز الله الإسلام وأهله ومهّد لهم الطريق فإن سار الناس على هذا الطريق عاشوا بعزةٍ وكرامة وإن تخلفوا عنه عاشوا في ذلٍ وهوان فبهذه الانتصارات التي تسطرها سواعد الرجال يتحقق الوعد الصادق فنحن نرى كيف كانت طبيعة الباطل أمام سطوة الحق وبأسه في كل جبهة فما حققه مجاهدينا الأبطال في جيزان كفيل بأن يلقن أهل الباطل درساً في كل جبهة فهذه الخطوة العظيمة والانتصار المشرف يعتبر دعماً معنوياً وتكتيكياً لكل الجبهات فقد لقن رجال الله كل غازي مايستحقه إلى جانب الرعب الذي خلفوه لأنفسهم وولوا بالفرار.

نعم اصطفى الله رجال لحمل مسؤولية إقامة الدين ونشر الهدى وكانوا هم من أحرص الناس على نشر الدين وتجسيده في واقعهم وسلوكياتهم على أرقى مستوى فوفِّقوا لاقتلاع الفساد واجتثاث بؤرة الظلم والخراب في الأرض وعملوا على ملاحقة الطغاة في المعمورة فقابل الطغاة ذلك بالفرار من المعركة فآخر الفارين رأيناهم في عملية جيزان حيث فرَّ البعض وقفز الآخرون ورموا أسلحتهم وولوا مدبرين إلى الهلاك فهو مصير الطغاة خوفٌ وذُل في الدنيا وعذابُ السعير في الآخرة فكانت النتيجة صادمة للأعداء حيث قد عملوا قصارى جهدهم لأن يحظوا بالنصر ولو لمرة واحدة فلم ولن يتحقق لهم ذلك فهُنا العبرة لكل من لا زال يتشدَّق بمعنى العروبة والحرية ويمشي في صفّهم فقد بات اليوم كل شيء على وضوح.

رأينا بالأمس كيف حرر رجال الرجال عشرات الكيلوهات من الأراضي المحتلة منها جيزان بكل فخر وشموخ يقاتلون ولا يخشون في الله لومة لائم ويواجهون بكل شجاعة وبسالة بخلاف أولئك الذين يقاتلون والرعب يملأ قلوبهم ويمشون بكل خوف مطأطئين رؤوسهم نعم هذا هو حال من عاش مسيَّر ليذهب مقابل قليل من المال لإنجاز مهمة أو بالأصح جرائم يؤجر عليها فيحاول بكل ما أوتي من قوة أن يحافظ على حياته وعلى رأسه أكثر من أن يحاول إنجاز مهمته التي أوكل بها لأنه يعلم أن لا أحد سينفعُه وأن الموت سيودي به إلى قعر جهنم لذلك يفر من كل معركة خوفاً من أن يقع في الموت وإن عاد لايعود إلا خائباً لأنه في حضرة رجال الله سيلقى مصرعه.

لنرى كيف قال الشهيد المجاهد/ محمد المروني (أبو جرمل) عندما حرروا المواقع واستعادوها هو ومن كان معه من المجاهدين: (ماعاد علينا إلا ملاحقتهم .. شططنا الصندل واحنا بعدهم بعدهم) فأراد أحد العرب تقديساً لهذا المجاهد المغوار أن يشتري حذاءه بـ 500$ وإهدائه حذاء جديد ولكن في اليوم التالي اشترى الله هذا المؤمن واصطفى روحه الطاهرة فقد كرّمه لنيل هذا الشرف العظيم بعد مشاركته في تطهير عدة مواقع وآخرها مشاركته في العملية الكبرى بجيزان وتصفية الأراضي اليمنية من دنس الطغاة والظلمة فقاتل حتى ارتقى شهيداً فهنيئاً له هذه الشهادة التي نالها بكل عزة بعد أن لقن أعداء الله دروساً رُسمت على جبينهم فكلما أرادوا الفرار اصطدموا بها.

You might also like