ماجدوى الصرخة ؟!

إب نيوز ٥ يونيو

بقلم /عفاف محمد

ونحن في القرن الواحد والعشرين أصبحت هويتنا تنحرف عن وجهتها الحقيقة، وأتجهت صوب التطور الغربي وأنبهرت بالتكنولوجيا الحديثة،و التي لأسباب ما عجزنا أن نشارك في صناعتها، فما بين إستمالة العقول نحو الثقافات السطحية، وإستهداف العقول المبتكرة، مات العقل العربي إلى جانب الضمير وكانت هذه الحالة المشينة قد سعى لخلقها هذا الأوربي الذي انبهرنا به !!!

نعم هو أوجد لنا ثقافات مغايرة و وسائل ترفيهية لنلتهي بها عن أساسيات وقيم ومبادئ ،وأوجد لنا مايسمى بالموضوات والصيحات الحديثة، في شكلنا ،ولبسنا، وحتى حبب لنا لغته لنحترفها! بل وأصبحت عامل أساسي للحصول على فرص العمل وجنى المال بطرق عدة .

وهكذا تدريجيا نجحت الحرب النفسية،والغزو الفكري في جعلنا راضخين، مستسلمين، صامتين، عن إنتهاك حقوقنا وحدودنا ومبادئنا واخلاقنا !

واجبرتنا تلك الحالة المزرية على أن ننسى قضاينا الهامة، ونغوص ونهيم في تلك الشخصيات التي اعبرناها مثالية لممثلين او فنانين او لاعبين، وتناسينا أهم الشخصيات التي تنتمي لديننا و التي حري بنا ان نقتدي بها تجاهلناها وعدينا ذلك تخلف !

أصبحت علاقتنا باليهود والنصارى علاقة ود وتسامح، بالرغم من تحذيرات آيات الله الكريمة وسيرة نبينا صلوات الله عليه وعلى آله، وبالرغم ممايضمرون لنا من كره وحقد دفين !!

كانت قد زلت من بعضهم مذكرات تبوح وبسخرية بالطريق الحقيرة تلك والتي احترفوا تخطيطها بدقة متناهية ،ومع ذلك يتهاون البعض في صحوتة من الغفلة ،
ويتغاضى عن الأعتراف بحماقتنا، ويفضل ان يستمر الحال على ماهو عليه تماشيا مع مايسمى بركب الحضارة والتقدم !!

كان المشروع القرآني وشعاره هو الموقف الصارخ في وجه هذه الحضارة المفتعلة،واضحت الصرخة الصيحة التي انعشت وازععجت الجميع !

فمن هو هذا القادم من خلف تلك الجبال أو كما قيل عليها الكهوف وجاء ليقطع علينا هذا الوئام والإنسجام مع الصهيون و الامريكان ؟!!

نعم أحدث هذا الحوثي أمرا عجيب !وكسر حاجز الصمت ولكنه حورب بشدة ومن بني جلدته اولا ،دفاع عن تلك الكيانات الغاصبة التي اغتصبت عقولنا وارآضينا، وانتهكت مبدائنا وقيمنا، و انتهكت سيادتنا وبطرق ملتوية !!

غابت قيمنا وغابت قضايتا في خضم هذا التطور والحداثة ،وجاء هذا الحوثي من العصر الحجري ليذكرنا بما نسيناه !

قامت قائمتهم بعد تقدم كيان أنصار الله، وتفشي معتقداته وانتشار مشروعه، حاولوا مرارا وتكرار خنق صوته ،وبائت بالفشل كل تلك المحاولات ،بكل مراحلها مرور بالحروب الست وحتى سنوات العدوان ؟!

لم يكن يؤمن الجميع بجدوى الصرخة وأهميتها واسبابها إلى ان عشنا سنوات العدوان ،وعشنا تفاصيل الانتهاك الصارخ لسيادتنا،
عرفنا تدريجيا ان هولاء الأنصار كانوا يتحدثون عن واقع حاصل، ويحذرونا من مخاطر كنت تحوطنا وهي مبطنة بشكل يحليها في اعيننا !!

تلك الصرخة التي لم نكن مقتنعين بها تغلغت اليون لأعماقنا وصرنا بصرخ بها عن قناعة، لا لمسايرة المركب وتماشيا مع من أصبحوا يمتلكوا زمام الدولة اليوم !

بعد وحشيتهم وبعد جرمهم وبعد تطبيعهم وبعد تماديهم في أذية فلسطين ادركنا جدوى هذه الصرخة، والتي عجزنا في باديء الأمر عن فهم لماذا كان الأنصار يتجشمون العناء ويكابدون الويلات في سبيل أن يصرخوا بها في المساجد، وفي المجالس، ويعتبرونه موقف وسلاح !

كانوا يصرخون بها حتى وهم خلف قظبان السجون!!
فكنا نعجب سحر ذاك، وأي عقيدة تلك ،و قوة إرادة، وصلابة، وشجاعة، وعزيمة، يمتلكون، وماجدوى صراخهم ذاك وقد حاولوا كتم انفاسهم، وتهديدهم بعدم البوح بها ولو بصوت خفيض من تحت البطانية !!

أخيرا هل ادركتم الآن يامن كنتم ترفضون الصرخة ما جدواها اليوم ؟!

You might also like